* * يسأل "ف. ع. م" شبين الكوم - منوفية: ما حكم من يصوم رمضان ولا يصلي؟ وهل الغيبة والنميمة تبطل الصيام؟ ** ** يجيب الشيخ رسمي عجلان من علماء الأزهر: لابد من تحرير المصطلح بين بطلان العبادة وعدم قبولها فقد تكون العبادة صحيحة لأنها مستوفية الأركان والشروط لكنها غير مقبولة عند الله تعالي حيث إنها تفتقد الاخلاص والإنابة والخشوع والصدق كمن يصلي رياء. أو في ثياب مسروقة أو توضأ بماء مغصوب. وهكذا الصائم إذا كان ممسكا عن الطعام والشراب والجماع من طلوع الفجر إلي غروب ا لشمس فصيامه صحيح حتي لو ارتكب بعض المعاصي كالكذب أو ترك الصلاة لكن مع كون الصيام صحيح فهو غير مقبول لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم: "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" "البخاري" وبالقياس علي هذا الحديث من يصوم ولا يصلي فصومه صحيح. أما قبوله فالحديث يدل علي عدم القبول وعلي السائل أن يضع نصب عينيه أن أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة الصلاة فإن قبلت قبل باقي أعماله وإن ردت ردت باقي أعماله وتضرب في وجهه وتقول له ضيعك الله كما ضيعتني والله أعلم. الغيبة والنميمة محرمة علي المسلم في كل زمان ومكان. وخاصة في شهر الرحمة والاحسان والحديث مشهور وفي البخاري ومسلم مذكور: "اثنان يعذبان - أي في القبر - وما يعذبان في كثير. أما أحدهما كان يمشي بين الناس بالغيبة والنميمة" فليس المقصود من الصيام الامتناع عن الطعام والشراب والجماع من مطلع الفجر إلي غروب الشمس فحسب. بل الصوم يرقي إلي صيام الجوارح عن البطش والأذي. والغيبة والنميمة من أعظم الأذي قال "أ" "ليس الصيام من الطعام والشراب. إنما الصيام من اللغو والرفث" وقال الصحابي الجليل جابر بن عبدالله:"إذا صمت فليصم سمك وبصرك ولسانك عن الغيبة والنميمة. ودع أذي جارك. وليكن عليك السكينة. ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء" وقصة المرأتان الصائمتان مشهورة بين الناس فقال: "إن هاتين صامتا عما أحل الله لهما وأفطرتا علي ما حرم الله جلست إحداهما إلي الأخري فجعلتا يأكلان لحوم الناس. رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش" "رواه احمد" وأقول للسائل: إن كانت الغيبة والنميمة ليستا من مبطلات الصيام والمعروفة في كتب الفقه. فهما ينقصان ثواب الصيام كما قال سيد الانام "رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش" وحفظ اللسان يدخل صاحبه الجنان لقول رسول الله - صلي الله عليه وسلم - وهل يكب الناس علي وجوههم في النار إلا حصائد ألسنتهم" والله أعلم.