أمر الإسلام بالتعاون بين الزوج وزوجته في نطاق الأسرة وتحمل كل منهما مسئوليته داخل الأسرة. كل في نطاق تخصصه إلا أنه قد يتحمل أي طرف منهما المسئولية بصورة اكبر نتيجة لغياب الزوج أو تحمل المرأة لظروفها الصحية أو لظروف الحمل والولادة فيساعدها الزوج في بعض أمور الأسرة داخل البيت أو خارجه فالأساس هو الموده والرحمة بين الزوجين. فقد أمر الله تعالي بالعشرة الحسنة بين الزوجين يقول تعالي" وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسي أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً" النساء 19 وقال تعالي "ولهن مثل الدين عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم" البقرة 228. وقال تعالي من أياته "أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة" الروم 21. فالمرأة من هنا الأساس في البيت فهي حاضنة الأولاد. وهي الواحة التي يستريح عندها الرجل وهي السكن الذي يسكن إليها الرجل وهما معاً عماد الأسرة وقومها. أما عن التعاون بين الزوجين فقد كان رسول الله صلي الله عليه وسلم هو المثل الأعلي في ذلك. فقد أمر صلي الله عليه وسلم بأن يتعاون الرجل مع المرأة في تحمل مسئولية الأسرة حتي أنه كان لا يستنكف أن يكون عند مهنة أهله في أي عمل فكان يقول" الرجل راع علي أهله وهو مسئول عن رعيته" والمرأة راعية علي أهل بيت زوجها وولده وهي مسئولة عنهم" أخرجه البخاري ومسلم عن ابن عمر. كما روي ابوهريره عنه قوله "استوصوا بالنساء خيراً" أخرجه البخاري ومسلم ويقول ايضا "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي" بما يؤكد في ذلك رعايته لأهله وزوجه وكان يأمر بالتعاون بين الزوجين في حضانة الأطفال ورعاية البيت وكل من الزوجين بالتعامل بالحسني والموده والرحمة. كما كان المثل الأعلي في المشاورة بين الزوجين في كل أمور حياتهما. وفي عصرنا الراهن تخرج المرأة للعمل لرفع مستوي معيشة أسرتها ومعاونة الزوج في مصاريف الحياة وتربية الأطفال في المدارسة وغيرها لذا فعلي الزوج التأسي برسول الله صلي الله عليه وسلم الذي كان عند مهنة أهله متواضع مع نسائه وأبنائه فينبغي عليه أن يتعامل مع زوجته بالحب والود ويتعاون معها داخل الأسرة كما تتعاون هي معه داخل الأسرة وخارجها دون حرج أو تكلف. والله المستعان.