* يسأل "شبل درويش" من الشهداء المنوفية هل تجوز تهنئة المسيحيين في أعيادهم؟ ** الشيخ رسمي عجلان من علماء الأزهر: خلق الله تعالي الناس جميعاً من نفس واحدة ثم جعلهم شعوباً وقبائل ليتعارفوا ويتعاونوا علي البر والتقوي قال تعالي: "يا أيها الناس إنَّا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير" الحجرات: 13. وقال صلي الله عليه وسلم : "يا أيها الناس مطلقاً إن ربكم واحد وأباكم واحد فكلكم لآدم وآدم من تراب لا فرق لعربي علي أعجمي إلا بالتقوي". والمتدبر بعين البصيرة يري أن المولي عز وجل لم يفرق بين المسلم والمسيحي في حق الحياة فهو يرزقهم ويجعل لهم زوجات وأولادا وحفدة الكل سواء. كما أن الإسلام لم يمنعنا ولم يحذرنا من أن نجلس مع المسيحيين واليهود بل أمرنا أن نجادلهم بالتي هي أحسن قال تعالي: "ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون" العنكبوت: 46. كما أباح لنا الإسلام طعامهم والزواج من نسائهم. فقال تعالي: "اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا أتيتموهن أجورهن محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين" المائدة. وكم هو معلوم ما في الزواج من مودة ورحمة وحب وألفة وإنجاب أولاد. ولم يحرم أن يكون هؤلاء الأولاد أخوالهم مسيحيين وجدهم وجدتهم. ولا ننسي أن أخوال إبراهيم ابن رسول الله من مسيحيي مصر. وقد أوصي بهم خيراً فقال: "استوصوا بأهل مصر خيراً فإن لي بهم صهراً ونسباً". فكيف نغفل وصية رسول الله؟ ومعروف ما يكون من حب بين الأولاد وأخوالهم. ومن هنا لم ينهانا المولي عز وجل من برهم والإحسان إليهم وودهم والتعامل معهم فقال تعالي : "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين" الممتحنة: 8. وفي الحديث النبوي قال صلي الله عليه وسلم لأسماء بنت أبي بكر عندما سألته أن تصل أمها وهي كافرة فقال لها: "أوصليها يا أسماء فإنها أمك". لم تأت الرسالة الخاتمة لتقطع الأرحام أو تهتك ستر العلاقات الاجتماعية أو تهدم جسر المودة والسلام والوئام بين الناس. خاصة مع الذين لم يناصبوا العداء للإسلام والمسلمين. كما أن الكلمة الطيبة صدقة سواء كانت لمسلم أو لمسيحي والنبي صلي الله عليه وسلم قَبِلَ الهدية من اليهود والمسيحيين وتزوج منهم وزار مرضاهم ووقف احتراماً لميت منهم مر عليه وعاملهم أحسن معاملة في السلم والحرب. مما سبق يتبين أن تهنئتهم بأعيادهم من باب البر والإحسان والمعاملة الحسنة والعلاقات الاجتماعية الجيدة وهذا لا يتنافي مع تعاليم ديننا الإسلامي وسماحته.. والله أعلم.