* يسأل ع. ع. س من السويس: زوجتي تطلب الطلاق لأتفه الأشياء. وكرهت العيش معها رغم عدم وجود أولاد. فهل أطلب منها التنازل عن حقوقها وأطلقها؟ * * يقول د. عبدالعزيز عبدالحميد رئيس الإدارة المركزية لمنطقة المنصورة الأزهرية: لا يجوز للمرأة أن تطلب الطلاق من زوجها إلا إذا كان الزوج مقصراً في حقوقها الزوجية بأن كان غير قادر علي جماعها أو كان غير قادر علي الانفاق عليها. أو كان يسيء عشرتها. أو كان يطعمها من حرام. أو كان لا يجتنب الكبائر. أو كان يسافر ويتركها مدة طويلة لا تستطيع الصبر علي فراقه فيها. أو كان يمشي مع جماعة مشبوهة ونحو ذلك. وليس من حق الرجل أن يتمسك بها إن كان مقصراً في حقها بل ينبغي عليه أن يطلقها من غير أن يطلب منها التنازل عن حقها في المهر وغيره كالنفقة والمتعة والسكني أثناء العدة. أما إذا كانت المرأة تطلب الطلاق من زوجها دون مبرر معقول فإن لزوجها حينئذ أن يطلب منها ما أخذته من مهر وغيره. وهذا ما يسميه الفقهاء بالخُلع. وقد أباحه الله عز وجل في كتابه العزيز فقال في سورة البقرة: "الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ولا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئاً إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله فإن خفتم ألا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون" "229". وقد روي البخاري وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: جاءت امرأة ثابت بن قيس بن شماس إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله ما أعتب عليه في خلق ولا دين ولكن أكره الكفر في الإسلام. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "أتردين عليه حديقته؟" قالت: نعم. فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "اقبل الحديقة وطلقها تطليقة". فهذه المرأة تقول للرسول صلي الله عليه وسلم انها لا تعيب عليه خلقاً من الأخلاق ولا تتهمه في دينه بل هو عندها ذو خلق ودين ولكنها تبغضه لسبب آخر لا يتعلق بالخلق ولا بالدين. وهي تخشي الكفر في الإسلام: أي تخشي لو بقيت معه في عصمته أن تسيء عشرته وإساءة العشرة كفران للنعم. فما كان من الرسول صلي الله عليه وسلم إلا أن احترم رغبتها وقدر مشاعرها وحرصها علي دينها فقال لزوجها: أقبل الحديقة التي أعطيتها لها مهراً وطلقها تطليقة واحدة لا تزد عليها. وهذا هو الطلاق المشروع أما الطلاق الثلاث فبدعة. ولعلها ترجع في قولها وتفضل البقاء مع زوجها فتدعوه إلي مراجعتها. وللأخ لسائل أن يأخذ ما دفعته لها من مهر وغيره كالشبكة والشقة وأثاث المنزل بشرط أن يكون هناك تراض بينك وبينها وإياك والظلم. وقدم لنفسك خيراً تلقه عند ربك. فلو استطعت أن تتنازل لها عن كل شيء فافعل وابتغ الأجر من الله تعالي. فإن لم تستطع أن تتنازل عن كل شيء فتنازل عن بعضه قربة إلي الله تبارك وتعالي. وثق أن الله سيرزقك من حيث لا تدري رزقاً واسعاً. "ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل علي الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدراً" "الطلاق: 2.3".