يجب ألا يؤخذ الكلام علي النساء علي النحو السيئ الشائع ويكفي أن النبي صلي الله عليه وسلم زوَّجه الله من السيدة عائشة رضي الله عنها وهي بنت تسع وليس فيها للرجال شئ وهي طفلة وذلك بغرض أن تكون شديدة الحفظ وتعي وتتذكر عن رسول الله ما يقول وما يفعل ثم تنقله بأمانة وبراءة شديدة إلي النساء فتتعلم منه النساء كل ما يخص العلاقة مع الرجل والطهارة والمعاملة والحقوق والواجبات.ثم قال: "خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء ¢أي السيدة عائشة.ونصف الدين هنا هو النصف الذي يتعلق بفقه النساء نصف المجتمع إن ذلك كان أمراً طبيعياً فالنبي صلي الله عليه وسلم لم يكن لديه شيء يخفيه.لأن أقواله سُنَّة وأفعاله سُنَّة.وأحواله سُنَّة.وإقراراته سُنَّة.ومن ثم لا يجوز أن يؤخذ الكلام متعجلاً بظواهره.فلو قال النبي صلي الله عليه وسلم:حَبَّبَ الله إليَّ من دنياكم الرجال.لفُهِمَ الكلام علي أنه حَبَّبَ إلينا خصال الرجال مثل الشهامة والجرأة والشجاعة.فلماذا عندما تأتي سيرة النساء يكون التفسير والفهم الخاطئ جاهزين بارزين مسيطرين؟ علي أن الفهم السليم أو العلم النظيف يحتاج إلي قلب سليم وعقل نظيف.لقد كان الإمام الشافعي يحفظ بسهولة كل ما يقرأ.لكنه ذات يوم ذهب إلي شيخه واسمه "وكيع" ليقول له أنه فقد بعضاً من هذه الميزة.واستعرض معه شيخه ما جري في يومه فلم يجدا شيئاً غريباً غير معتاد سوي أنه وهو يشتري بلحاً أخذ واحدة وأكلها ولم تدخل في الميزان دون أن يستأذن البائع.إن هفوة واحدة تكلف أشد الناس تقوي الكثير.فقال الإمام الشافعي شعراً: شكوت إلي وكيع سوء حفظي وأخبرني بأن العلم نور فأرشدني إلي ترك المعاصي ونور الله لا يؤتي لعاصي ولا حول ولا قوة إلا بالله