سؤال نطرحه ولا نجد له إجابة.. ما هذا الذي حل بنا وجعلنا نتخبط في ظلام دائم؟ قسوة في التعامل مع بعضنا البعض وتجاهلنا الإجابة وهي بين أيدينا وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون نعم نظلم أنفسنا عندما نتظالم نعيش في ظلام القهر بعد أن ابتعدنا عن نور الرحمة أليست أحوالنا تدعو إلي الرثاء؟ نحن نبكي حزناً علينا وعلي أحوالنا التي صنعناها بأيدينا وأنظر حولك ماذا تجد؟ قلوب قد تنافرت وصدور قد ضاقت وأعين لم تعد تري.. وبيساطة "إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم". صحيح أن الناس تصلي ولكن أي صلاة معني الصلاة أن يفرغ الإنسان حواسه كلها لله فسيدنا عقبة رضي الله عنه أصيب في ساقه فاستوجب استأصالها.. عرضوا عليه وسائل تغيب الوعي اسقوه خمراً حتي يفقد الوعي فقال والله ما شربتها في الجاهلية أفاشربها في الإسلام؟ استدعوا له رجالا أشداء يكتفونه حتي نقطعها فقال لهم لا تفعلوا ولكن اتركوني حتي أدخل في الصلاة ففعلوا فقطعوها ولم يشعر بها وهي تقطع!! لأنه كان في مناجاة مع الله فكانت روحه تتجول في السماء وتناجي ربها ولم يشعر بألم القطع إلا بعد انتهائه من الصلاة فنظر إلي قدميه المقطوعة وخاطبها والله لم اسع بك في طريق عصيت الله فيه! وانظروا اليوم في صلاتنا! فالتاجر اليوم يبغي الدنيا فقط فيؤذي الناس في البيع وكل همه المال والصانع لا يتقن صنعته ليبتزك بطلبه لمعاودة الإصلاح والموظف يخلق لك المشاكل ليعطل لك مصالحك من أجل الدرج المفتوح! والمدرس لا يعطي أمانة العلم في محرابه ولكنه يؤديه في بيوت تحرم نفسها من الطعام لتوفر له الأجر الذي يفرضه! وقس علي ذلك سائر الناس "ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون". الداعية : هادي غلاب