توقفنا الأسبوع الماضي عند ذكر الأوصاف التي بشّر بها داوود عليه السلام. وقلنا إن كلها تجتمع في سيدنا محمد "صلي الله عليه وسلم" للآتي: أ- قال أبو هريرة: "ما رأيت شيئاً أحسن من رسول الله.. كأن الشمس تجري في وجهه. وإذا ضحك يتلألأ كالشمس في الجدار". وعن أم معبد رضي الله عنها قالت في بعض ما وصفته به محمد "صلي الله عليه وسلم": "أجمل الناس من بعيد. وأحلاهم وأحسنهم من قريب". ب- وقال محمد "صلي الله عليه وسلم": "أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر" أي: لا أقول ذلك فخراً بل تحدثاً بنعمة ربي. ج- أنه لا خلاف علي أن الرسول "صلي الله عليه وسلم" كان أفصح الناس. د- قال الله تعالي في كتابه العزيز: "إن الله وملائكته يصلون علي النبي. يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما" "الأحزاب: 56". ه- قال رسول الله "صلي الله عليه وسلم": "أنا رسول الله بالسيف" و- كانت قوته الجسمانية علي الكمال. وقال ابن عمر رضي الله عنهما: "ما رأيت أشجع ولا أجود من رسول الله". وقال الإمام عليّ كرّم الله وجهه: "كنا إذا حمي الوطيس.. البأس.. واحمرت الحدق. اتقينا برسول الله "صلي الله عليه وسلم" فما يكون أحد أقرب إلي العدو منه. ولقد رأيتني يوم بدر ونحن نلوذ برسول الله "صلي الله عليه وسلم" وهو أقربنا إلي العدو. وكان من أشد الناس يومئذ بأساً". ز- كانت الأمانة والصدق من الصفات الأصيلة له "صلي الله عليه وسلم" كما قال النضر بن الحارث لقريش: "قد كان محمد فيكم غلاماً حدثاً أرضاكم فيكم وأصدقكم حديثاً وأعظمكم أمانة حتي إذا رأيتم في صدغيه الشيب وجاءكم بما جاءكم قلتم إنه ساحر. لا والله ما هو بساحر". رمي يوم بدر وكذا يوم حنين وجوه الكفار بقبضة تراب.. فلم يبق مشرك إلا شغل بعينيه فانهزموا. فأمثال هذه من عجيب هداية يمينه.. وكان رسول "صلي الله عليه وسلم" يقول: "ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان رامياً". ط- إن الناس دخلوا في دين الله أفواجاً في حياته.. وهكذا سائر الصفات الباقية تنطبق علي هذا السيد الكريم المبعوث رحمة للعالمين "صلي الله عليه وسلم".. وللحديث بقية.