آية من آيات الله الباهرة الدالة علي عظمته سبحانه قال تعالي: "وأوحي ربك إلي النحل أن اتخذي من الجبال بيوتاً ومن الشجر ومما يعرشون ہ ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون". هل فكرت ذات مرة وأنت تقرأ القرآن الكريم لماذا سمي الله جل في علاه سورة في القرآن تتلي إلي أن يرث الله الأرض ومن عليها باسم هذه الحشرة؟ "سورة النحل" سميت بالنحل بالجمع لأنها ذات نظام اجتماعي محكم ودقيق مجتمع قائم علي أعلي المستويات من التعاون والتكامل والاختصاص والعمل المتواصل المنتج والتنظيم المعجز وذلك بأمر تكويني لا بأمر تكليفي لذلك لا يمكن أن تجد به خللاً أو فساداً وكأن الله جل في علاه يعطي المثل والعبرة لبني البشر بهذه الحشرة البسيطة التي استطاعت أن تفعل ما لا يقدر بنو البشر علي فعله. النحل هو الحشرة الوحيدة التي تستطيع تخزين رحيق الأزهار من أجل الغذاء وتقوم بعمل جليل هو تلقيح النباتات وبدون النحل عدد كبير من النباتات لا يثمر وتقوم بتصنيع الشمع والعسل وبناء خلاياها. مجتمع موحد ومتكامل ومنظم علي رأسه ملكة واحدة "اليعسوب" وهي أكبر النحل حجماً تضع الملكات في مكان من الخلية وتضع الذكور في مكان آخر وتضع الإناث في مكان غيره ليتلقي كل منهم غذاء خاصاً وعناية خاصة حسب جنسه فمن الذي أعلمها نوع المولود قبل الولادة؟ وهذا يعجز عنه البشر.. فلو أن امرأة درست الطب وتخصصت في أمراض النساء والولادة تزوجت وحملت هل تعرف ما في بطنها بنفسها؟ العجيب أن المهام تختلف: فمهمة الذكور تلقيح الملكات ومهمة الإناث العمل ومهمة الملكة الإنجاب والتكاثر لذلك تجد النص القرآني يخاطب النحل بصيغة التأنيث "وأوحي ربك إلي النحل أن اتخذي من الجبال بيوتاً ومن الشجر ومما يعرشون".. "اتخذي" الخطاب موجه للإناث لأن العاملات وحدهن اللواتي يصنعن العسل فهل كان ذلك معروفاً من قبل عهد الرسول محمد صلي الله عليه وسلم "قل أنزله الذي يعلم السر في السماوات والأرض إنه كان غفوراً رحيما..". إن الإعجاز في الآيتين 68. 69 من سورة النحل. أوحي سبحانه بالرسالة للأنبياء والرسل والإنسان العادي بوحي إلهام كما لأم موسي - عليه السلام "وأوحينا إلي أم موسي أن أرضعيه.." وأوحي سبحانه للأرض "بأن ربك أوحي لها.." أما وحيه للنحل فهو وحي غريزة أودعها الله وكرمها جل في علاه بالوحي لأن هذه الحشرة تقدم شيئاً ثميناً هو العسل وفيه شفاء للناس. كلمة شفاء لم تذكر في القرآن إلا مرتان. الأولي: القرآن الكريم "وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين" فالقرآن شفاء للنفوس والأرواح وهو طب السماء. الثانية: العسل "يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس" طب الأبدان والأجسام وهو الأرضي.. هل كان ذلك معروفاً قبل عهد الحبيب محمد صلي الله عليه وسلم؟ حينما نزل القرآن لم يكن للعسل في نظر الناس إلا قيمة غذائية وليست علاجية أشار القرآن العظيم للقيمة العلاجية منذ أكثر من 1400 سنة والآن العالم كله ينتبه لقيمة العسل العلاجية ويقول العلماء في العالم إن العسل سبعون مادة دوائية وتكاد تكون شربة العسل تساوي صيدلية متكاملة "إنزيمات ومعادن وفيتامينات واثنا عشر نوعاً من السكر" وكل نوع له فوائد خاصة وكل أجهزة الجسم دون استثناء تتأثر تأثيراً إيجابياً بالعسل الحقيقي.. فمن الذي أعلم محمداً - صلي الله عليه وسلم - بذلك؟ وهو الأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب ويعلم العالم كله أطباء وباحثين ومراكز بحث علمي وجامعات ومختبرات تلهث من أجل الوصول لحقيقة علمية فإذا بها الحقيقة قالها الصادق المصدوق - صلي الله عليه وسلم - ومتي قالها؟ منذ أكثر من 1400 سنة "هل من خالق غير الله"؟ في الصحيحين البخاري ومسلم أن رجلاً أتي النبي فقال أخي يشتكي بطنه فقال النبي: اسقه عسلا - ثم أتي ثانية فقال النبي: اسقه عسلا ثم آتاه الثالثة فقال النبي صدق الله وكذب بطن أخيك: اسقه عسلاً فسقاه فبرأ.