نمر بالذكري الخامسة و لستين لتقسيم فلسطين. وهو ما صار يعرف بيوم النكبة منذ 15/5/1947م. وأحب أن نحول الأزمة إلي فرصة. والنكبة إلي نصرة لتحرير الأسري والأقصي والقدس وفلسطين من الصهاينة المحتلين. يقول الشاعر: وعاجز الرأي مضياع لفرصته حتي إذا فات أمر عاتب القدرا ويجب أن نفكر دائما بعقل الرجل المبادر لا المرأة التي تولول علي مصيبتها. وبعض الرجال يولولون وكثير من النساء مبادرات. فالرجولة هنا صفة وليست جنسا. وللأسري والأقصي والقدس وفلسطين رجال قال الله عنهم "من المؤمنين رجال". وتأصيلا لمنهج الألم والأمل والعمل قال تعالي واصفا فساد بني إسرائيل: " وقضينا إلي بني.. كبيراً" لكن بعدها مباشرة حوَّل الله تعالي النص الواصف لحجم فساد بني إسرائيل إلي أمل وعمل حيث قال تعالي: "فإذا جاء وعد أولاهما... مفعولاً". والحق أن هذا المنهج هو ما يجب أن نتبناه أن نذكر الألم في النكبة بتقسيم الأرض وخيانة العالم لكل القيم والمبادئ الأخلاقية مما ارتكز عليه الصهاينة في المذابح والقتل والسفك والطرد والسجن والأسر والتهويد والاستيطان والحصار مما اعتبره كله عرضا. أما المرض فهو شيء واحد هو الاحتلال. فليكن المصب الرئيسي ليس علي علاج العرض بكل طاقاتنا بل ب20% فقط من جهدنا لعلاج قضايا العرض . ال80% في المشروع الأكبر وهو إنهاء الاحتلال لنصل إلي تحرير الأسري والأقصي والقدس وفلسطين. وقد كان من مشاريع الأمل والعمل قبل ذكري النكبة زيارتنا لغزة هاشم. في يوم 28 جمادي الآخر1434ه. الموافق 8/5/2013م. في رحلة تاريخية للعلامة الشيخ القرضاوي إلي غزة علي رأس وفد رفيع المستوي لعلماء ودعاة في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين من ست عشرة دولة لكسر الحصار ومؤازرة أهلنا في غزة وجمع الكلمة في فلسطين. وهناك كان اللقاء بالحكومة المنتخبة برئاسة دولة رئيس الوزراء إسماعيل هنية. وأعضاء المجلس التشريعي. ومجلس القضاء الأعلي. والقوي الشعبية. وفصائل المقاومة. وطلاب وطالبات وأساتذة الجامعات. واللقاء الجماهيري بساحة الكتيبة الخضراء الذي اقترب من مليونية التحرير. واللقاء مع الشعراء حتي الفتيات الصغيرات اللاتي تشبعن بالجهاد. واللقاء بالأسري المحررين. وزيارة الأراضي المسماة بالمحررات بعد أن كانت كلها مستعمرات من الكيان الصهيوني. وكانت العريش أيضا محطة رئيسية للوفد العالمي للتوقف مع أهلها البواسل وشعب سيناء العظيم. في حفاوة بالغة بالشيخ ومرافقيه. ومهرجان معبر كما وكيفا عن أصالة شعبنا في سيناء. في برنامج متميز ضم نخبًا وممثلين من التيارات الإسلامية في الجماعة السلفية و الجماعة الإسلامية والإخوان المسلمين. وعلماء الأمة. وحضور فخامة الرئيس السابق للسودان المشير عبد الرحمن سوار الذهب. يعبر عن تضافر وتعاون كل الإسلاميين في دعم إعمار مصر وتحرير فلسطين. مما يدل علي أن قطار التحرير قد انطلق وصار كالريح اللواقح لنهضة أمة الإسلام والمسلمين. اللوافح لاقتلاع بني صهيون. ومن أراد الله به شرف الدنيا ونعيم الآخرة فلا يجوز له أن يتخلف عن هذا القطار الذي انطلق ويقف في المحطات التاريخية والذكريات المؤلمة ليكون الناس صنفين: الأول: وهو الذي اكتفي بذكريات الألم. ويتضاعف لديه الهم والحزن. وأحسن ما يقدم هو ما ذكره الله تعالي: "وإن يأت الأحزاب يودوا لو أنهم بادون في الأعراب يسألون عن أنبائكم ولو كانوا فيكم ما قاتلوا إلا قليلاً". الثاني: وهم المبادرون المنتفضون علي النفس قتلا لليأس. وحركة دائبة نحو علاج أصل المرض وهو الاحتلال ب 80% من الجهد والوقت والمال. وعلاج العرض وهو التهويد والأسر والقتل والطرد والحصار و... ب20% من الجهد ليكون الأمر كما قال تعالي عن هؤلاء: "من المؤمنين رجال... تبديلاً" وقال تعالي: "لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل". ولمثل هؤلاء أضع عشرين من الجوانب العملية لمشروع إنهاء الاحتلال وهو المرض. ومعه علاج العرض عمليا في التهويد والتهجير. والاستيطان والعدوان. والأسر والقتل والحصار: 1- المتابعة الدقيقة لمعرفة جوانب الألم في قضية الأسري والأقصي والقدس وفلسطين كأن المصيبة في قعر بيتنا وبين أهلنا. 2- بعث عقيدة الأمل من خلال اليقين بقوة الملك التي لا تقهر. وقوة المنهج الذي لا يتغير. والاعتزاز بتاريخنا الحافل في مواجهة المغول والصليبيين. وواقعنا الماثل من خلال الربيع العربي. وتنامي التيار الإسلامي في العالم كله. 3- إحياء وإعلان عقيدة الجهاد والمقاومة. ورفض المفاوضات والسلام مع الصهاينة. مع ضرورة أن يكون إحياء الجهاد من الطفولة المبكرة. 4- دراسة وحفظ وفهم نصوص القرآن والسنة النبوية. بعمل ختمة تدبر بحثا عن موضوع واحد هو: ¢خصائص بني إسرائيل في القرآن الكريم¢. ثم دراسة السنة والسيرة النبوية وكيف تعامل النبي صلي الله عليه وسلم عمليا مع تجمعات اليهود في بني قينقاع وبني النضير وبني قريظة وخيبر وإحياء فقه التأسي في مواجهتهم. 5- دراسة وحفظ وفهم نصوص الجهاد في سبيل الله. في القرآن الكريم والسنة النبوية . ودراسة كتاب ¢معركة الوجود بين القرآن والتلمود¢ للدكتور عبد الستار فتح الله سعيد. فقه الجهاد للعلامة القرضاوي. 6- دراسة تاريخ اليهود ومواقفهم مع الأنبياء والرسل والشعوب والأنظمة. مع أهمية دراسة موسوعة د.المسيري عن الصهيونية. وكتاب فلسطين- واجبات الأمة - 1135 دورا إيجابيا لنصرة فلسطين للدكتور راغب السرجاني. ومتابعة إصدارات المراكز العلمية المتخصصة مثل الزيتونة. ومركز الإعلام العربي وغيره مما يجعلنا متابعين لتطورات القضية يوما بيوم. 7- عمل مهرجانات جماهيرية وشعبية لإحياء الجهاد ونصرة الأقصي. تجمع بين الأنشودة والقصة والشعر والمقالات والمشغولات واللوحات والمسرحيات. 8- تبني منهجية الاقتصاد في الكماليات والتوسع في الصدقات. لمساندة المقدسيين والمسجد الأقصي والمحاصرين في غزة. 9- أن يقوم النخبة من خلال المقالات والفضائيات برد الشبهات التي يثيرها الصهاينة وعملاؤهم حول أحقيتهم في أرض فلسطين وخرافاتهم في موضوع الهيكل. 10- العمل علي إزالة الشبهات والافتراءات والأكاذيب التي يختلقها العملاء والخونة ضد المقاومة المشروعة في فلسطين. وسرعة الرد عليها قبل أن تتحول إلي رأي عام كاذب. 11- تكوين لجان شعبية ونقابية تتواصل مع النخب الحاكمة. وأصحاب الأقلام المؤثرة والقنوات الفضائية سعيا إلي تبني القضية الفلسطينية وفق منهجية السياسة الشرعية وليس الخساسة الواقعية. وتشكيل جماعات ضغط سلمية ومجموعات شبابية للتصحيح لا التجريح. والنصيحة لا الفضيحة. 12- إحياء وتفعيل ثقافة المقاومة الإلكترونية لبيان الوجه القبيح للكيان الصهيوني. والحق الأصيل لعودة الشعب الفلسطيني. وحق الأمة في تحريرمقدساتها الإسلامية خاصة الأقصي. 13- دعم وتبني معارض ومناشط في دول الغرب بشكل دوري تبين حقيقة الاعتداءات الصهيونية علي الأطفال والنساء والمقدسات وتشويه الحقائق التاريخية. وفضح وإنهاء الحصار علي غزة. 14- عدم الانشغال بالتفاهات إذا اشتدت الأزمات. أو تقديم النوافل علي حساب الفرائض» فإن الله لا يقبل النافلة حتي تؤدي الفريضة. وشغل الأمة بالتحسينيات عن الضروريات والحاجيات هو من العجز عن الفهم. أو العمد إلي تمرير وتطويل الاحتلال. 15- السعي الحثيث إلي التقريب بين الجماعات. والوصول إلي الأخوة الحميمة. والوحدة والائتلاف. والسلم الاجتماعي في كل بلد إسلامي. ودعم المصالحة الفلسطينية بين المقاومين لا الخونة والعملاء المسالمين. وتوجيه كل طاقات الغضب في الصهاينة المعتدين. 16- أن يجمع كل منا بين الحلم والأمل. والجد والعمل» لنيل الشهادة في سبيل الله. ونرفع شعارنا:¢ نبني أوطاننا ونحرر قدسنا¢. أخذًا بكل أسباب القوة البدنية والخلقية والفكرية والروحية والاجتماعية والاقتصادية والحضارية لقهر عدونا. 17- تفعيل ودعم دور المرأة والفتيات لنصرة الأسري والأقصي. وتقدير دورهن سواء داخل الأراضي المقدسة أم علي مستوي الأمة كلها. 18- تقدير ودعم دور المقدسيين شيبا وشبابا. رجالا ونساء في حماية المسجد الأقصي وتأكيد أهمية استمرار الانتفاضة ضد الهيكل وكُنُس الخراب. وتهويد الأرض. وبناء المستوطنات. وتشويه التاريخ. 19- أن يطلع العلماء بدورهم ببيان الحكم الشرعي في وجوب نصرة الأقصي. ومقاومة المعتدين ومقاطعة المتعاونين معهم والبضائع المدعمة لهم. وأن ينشروا فقه الجهاد وآدابه وأحكامه وضرورة الاستعداد له. وأن يتحدوا في رؤية واحدة ضد مشاريع الاستسلام والمفاوضات. 20- أخيرا دوام التضرع والابتهال إلي الله الواحد القهار. والصيام والقيام والبذل والإنفاق. والدعاء والقنوت أن يعز الله الإسلام والمسلمين. وأن يحرر بنا الأسري والأقصي والقدس وفلسطين. وأن يحفظ الأمة من كيد الخائنين. وأن يشفي فيهم صدور قوم مؤمنين. فالدعاء مع العمل هو العبادة ومفتاح الأمل كما قال تعالي: "وأخري تحبونها نصر من الله وفتح قريب. وبشر المؤمنين".