طالب أساتذة الجامعات والخبراء بضرورة الاستفادة من الأبحاث العلمية والأكاديمية التي تقوم بها الجامعات والمراكز البحثية وترجمتها في مشاريع خدمية يستفيد منها المجتمع المحيط مع التركيز علي الموارد الطبيعية المتاحة وتسخيرها وحسن استخدامها لإسعاد البشرية. رسموا خارطة طريق علمية لتعظيم الاستفادة من الأبحاث الجامعية مؤكدين ضرورة تحويلها من مجرد ¢أكاديمية¢ الي مركز يخدم المجتمع المحيط والبشرية جمعاء من خلال ترجمة وتجسيد وتطبيق ما تتوصل إليه الجامعات من دراسات وأبحاث ونتائج وتحويلها الي ¢خدمة¢ ملموسة للإرتقاء بالمجتمع. وفيما يلي مختلف الآراء: في البداية يقول د. مصطفي مسعد- وزير التعليم العالي-: يدرك كل من له اهتمام بتحقيق تنمية شاملة في بلادنا. الدور الحيوي لمنظومة العلوم والتكنولوجيا ويعي الجميع أهمية التوجه نحو اقتصاد صديق للبيئة يحافظ علي مواردها ويحقق التوازن بين مكوناتها ويؤكد أن العلماء والباحثين في مؤسساتنا الإكاديمية عليهم دور كبير في التوافق حول منظومة وطنية جديدة للعلوم والتكنولوجيا وخلق رأي عام محب للبيئة من خلال استراتيجية جديدة للعلوم والتكنولوجيا تتبني الابداع وتشجيع الابتكار. وكذلك تبني مشروع قومي لانتاج عدد محدد من الابتكارات الوطنية الصديقة للبيئة سنوياي بالإضافة إلي اطلاق حملات توعية منتظمة من كل جامعة ومؤسسة اكاديمية في محيطها امتداد لدورها المجتمعي للتعريف بأهمية الحفاظ علي البيئة. الدمج المفيد من جانبه أوضح د. حسين عيسي- رئيس جامعة عين شمس- أن الجامعة تسير في خطّين متوازيين هما الدعم العلمي والبحثي والتعليمي ثم ترجمة ذلك في الواقع من خلال تطبيق البحوث والدراسات وخدمة المجتمع المحيط من كافة الجوانب خاصة الطبية والبيئية. أشار الي المسيرة العلمية للجامعة وانجازاتها في تطوير أدائها وتحديث برامجها. ففي قطاع الدراسات العليا قدرت عدد الأبحاث في الدفعة العاشرة يناير 2012 ب 227 بحثا شارك فيها ما يقرب 286 باحثاي. كما اوفدت الجامعة للخارج 102 من أعضاء هيئة التدريس للمشاركة في مهمات علمية. أما عن الطلبة الوافدين والمصريين المقيدين بالدراسات العليا في مختلف كليات الجامعة ومعاهدها فبلغ عددهم 733 بمرحلة الدكتوراه منهم 73 وافد وفي مرحلة الماجستير بلغ عدد الطلاب 730 من بينهم 63 وافد.ا. خدمة المجتمع أضاف د. عيسي: أما عن الدعم المالي في قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة فبلغ ما يقرب من 7.5 مليون جنيه شملت تقديم دعم لمستشفي العبور الجامعي وصندوق الزمالة ومستشفي استقبال عين شمس واصلاح وترميم عدد من مباني المدينة الجامعية وكذلك دعم عدد من القوافل الطبية بكلية الطب. وفي إطار خطة تطوير مستشفيات الجامعة تم افتتاح قسم استقبال وطواريء الباطنية بالمستشفي الجامعي ليصبح أكبر استقبال امراض باطنية في مصر إلي جانب افتتاح عدد من الاقسام بمستشفي الدمرادش الجامعي وافتتاح أكبر مركز للتعقيم بالشرق الأوسط بالمستشفي التخصصي مشيداي بدور مؤسسات المجتمع المدني ورجال الأعمال في تقديم الدعم للجامعة للارتقاء بالخدمة الطبية. استراتيجيات علمية التقط خيط الحديث د. علي عبد العزيز- نائب رئيس جامعة عين شمس لشئون الداراسات العليا والبحوث- مؤكدا أنه يتطلع إلي التقاء أصحاب المصلحة والفاعلين في المجتمع المدني لمناقشة دور البحث العلمي في دعم الاقتصاد الأخضر وعقد مزيد من الشراكات بين مؤسسات التعليم العالي والقطاعين العام والخاص. من خلال عرض التجارب الدولية والإقليمية والمحلية المتميزة في ثلاثية الابداع " الجامعة والصناعة والحكومة" للاستفادة منها في تطوير منظومة البحث العلمي والتنمية التكنولوجية بالإضافة إلي طرح استراتيجيات لتعزيز الدور البحثي والتطبيقي للجامعة وجعلها من جامعات ريادة الاعمال بعد تشخيص العقبات والتحديات التي تواجه الجامعة واقتراح الحلول لها معلناي عن تدشين الجامعة لاستراتيجية البحث العلمي الجديدة والذي توليه الدولة اهتماما خاصا بالتوجه نحو مستقبل التعليم العالي في ضوء التحول نحو الاقتصاد الأخضر لدعم التنمية المستدامة. المشاكل البيئية وكشف د. هاني الكاتب- استاذ الزراعة بجامعة ميونخ بألمانيا- النقاب عن الدور الكبير المفروض علي الجامعات لإنقاذ المجتمعات المحيطة مما ينتظرها من أزمات ومشكلات علي كل المستويات وعلي رأسها سوء استخدام الموارد والذي يسبب الكثير من المشاكل البيئية من بينها التلوث البيئي وعدم وجود غذاء صحي ووجود تغيرات مناخية لأن الموارد غير موزعة بشكل عادل بين دول العالم حيث ان 80% من دول العالم والتي تشكل الدول النامية تستخدم ما يقرب من 20% فقط من الموارد. ومن ثم يجب رفع الوعي العام باهمية الموارد الطبيعية وعدم الاسراف في استخدامها مع الاهتمام باعادة تصنيعها. وحذر من أن مصر تعد من اعلي دول العالم في التصحر وذلك وفقا للاحصائيات الصادرة عن الاممالمتحدة كما ان 3.6 فقط من مساحة مصر تشكل الاراضي الزراعية والتي تهاجم من قبل الغزو الأسمنتي لبناء العقارات ومن ثم يجب الاهتمام بوضع خطة استراتيجية لاعادة بناء مصر تعتمد علي استخدام مواردها من مياه البحر والطاقة البشرية والصحراء والطاقة الشمسية منبها الي وجود هدر كبير للمياه في الزراعة بمصر خاصة مع انخفاض معدل نصيب الفرد من المياه عن الحد الادني العالمي والمقدر ب الف لتر للفرد في السنة حيث يصل في مصر ل650 لترا. ومن ثم يجب التفكير في نظم جديدة لتقليل استخدام المياه في الزراعة واتباع اساليب جديدة تعتمد علي زراعة اصناف متنوعة في مساحات صغيرة. واقترح د. الكاتب الاهتمام مثلا بمشروع انشاء الغابات علي مساحات كبيرة موضحا ان استخدام 5.5 مليار متر مكعب من مياه الصرف الصحي يساعد علي زراعة 1.5 مليون فدان غابات بما يقدم دخلا قدره 600 مليون دولار سنويا مستشهدا بالتاريخ المصري في عصر الدولة الفاطمية التي اهتمت كثيرا بزراعة الغابات واستخدمت أخشابها في بناء السفن البحرية فكانت أول دولة تفطن لذلك.