أشهر جملة قرآنية يستخدمها المصريون "حسبنا الله ونعم الوكيل" نتعرض للظلم فننطق بها لا نجد رغيف الخبز فندعو بها علي الحكومة لا نقدر علي مواجهة القهر فنصرخ بتلك الجملة السحرية التي تعيد إلينا طاقاتنا النفسية والروحية والإيمانية يقول سبحانه وتعالي: "الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم" 173. 174 آل عمران وتكررت في الآية كلمة الناس. الناس في المرة الأولي هم المتوقع الاعتداء عليهم والناس في المرة الثانية هم الذين جمعوا لهم استعدوا لإيذائهم جمعوا لهم كل أنواع الإيذاء والضرب والقسوة والتشهير جمعوا لهم ووظفوا كل إمكاناتهم لهم فاخشوهم فخافوا منهم لكنهم قالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبت الأمور لصالح الضحايا ضد الفتوات والبلطجية. قيل إن الإمام جعفر الصادق قال: عجبت لمن يخشي الناس كيف يغفل قول الله سبحانه وتعالي: "حسبنا الله ونعم الوكيل"؟ وعجبت لمن أصابتهم مصيبة كيف يغفلون قوله تعالي: "إنا لله وإنا إليه راجعون" 156 البقرة؟ وكلمة حسبي تعني يكفيني حسبنا الله تعني يكفينا الله لا نريد سواه فهو نعم الوكيل يقول سبحانه وتعالي للنبي صلي الله عليه وسلم: "يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين" 64 الأنفال وفي آية أخري "وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين" 62 الأنفال وهو ما يعني أن الاستعانة بالمؤمنين لا تعتبر شركا كما يوهمنا المتشددون والمتشنجون وورد في صحيح البخاري الجزء 1 ص.442 1432- حدثنا موسي بن إسماعيل حدثنا عبدالواحد حدثنا أبوبريدة بن عبدالله بن أبي بردة حدثنا أبوبردة بن أبي موسي عن أبيه رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلي الله عليه وسلم إذا جاءه السائل أو طلبت إليه حاجة قال: "اشفعوا تؤجروا ويقضي الله علي لسان نبيه صلي الله عليه وسلم ما شاء". "ش" اشفعوا توسلوا في قضاء حاجة من طلب أو سؤال "تؤجروا" يكن لكم مثل أجر قضاء حاجته. حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين تعني أن يؤيدك الله من الباطن أما أدواتك فهي المؤمنين والآية كلها: "يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين يا أيها النبي حرض المؤمنين علي القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا" 64. 65 الأنفال لكن الله فيما بعد خفف قوة كل مؤمن حين قال: "الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين" 66 الأنفال لأنه "لا يكلف الله نفسا إلا وسعها" 286 البقرة وللحديث بقية.