* يسأل علي عبدالله مراد: نري كثيراً من الناس في المساجد وغيرها يدعون الله سبحانه وتعالي ومع ذلك لا يستجاب لنا فلماذا ندعو ولا يستجاب لنا؟ ** يقول الشيخ عثمان عامر مدير الإعلام بمنطقة دمياط الأزهرية: أمر الله تعالي بالدعاء فقال تعالي: "وقال ربكم أدعوني استجب لكم" آية رقم 60 من سورة غافر. ووعد سبحانه بالاجابة في قوله تعالي: "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان" آية رقم 186 من سورة البقرة. وإجابة الله تعالي للدعاء تتعلق بأمرين اثنين: أحدهما يتعلق بالداعي نفسه والثاني يتعلق بالله تعالي. فأما ما تعلق بالداعي نفسه فهو إذا كان الداعي طائعاً لله تعالي فإن الله تعالي يستجيب دعاءه. وأما إذا كان عاصيا لله فإن الله تعالي لا يستجيب دعاءه. ومن العصيان أكل الحرام لما رواه أبوهريرة - رضي الله عنه -عن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - قال: إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا. وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال: "يا أيها الرسل كلوا من الطيبات وأعملوا صالحا إني بما تعملون عليم" آية رقم 51 من سورة "المؤمنون" وقال: "ياأيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم" آية رقم 172 من سورة البقرة ثم ذكر "الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلي السماء يارب يارب ومطعمه حرام. ومشربه حرام. وملبسه حرام. وغذي بالحرام فأني يستجاب لذلك" رواه مسلم. وكذلك لا يستجاب للعبد إذا كان لا يدعو الله تعالي إلا في وقت الشدة والكرب فقط دون أوان الرخاء. ورحم الله القائل: كيف ندعو الإله في كل كرب ثم ننساه بعد كشف الكروب كيف نرجو إجابة لدعاء قد سددنا طريقها بذنوب وأما ما تعلق بالله تعالي فهو ما يعلمه الله تعالي من المصلحة للعبد الداعي. فإما أن يعجل له دعوته في الدنيا وإما أن يدخرها له في الآخرة. وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها. يؤيد ذلك ما رواه عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم: "ما علي وجه الأرض مسلم يدعو الله بدعوة إلا أتاه الله عزوجل إياها أو صرف عنه من السوء مثلها ما لم يدع بإثم ولا قطيعة رحم. فقال رجل من القوم: إذن نكثر قال: الله أكثر - يعني أكثر إجابة" رواه أحمد. وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال:قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم - ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدي ثلاثة: إما أن يعجل له دعوته. وإما أن يدخر له في الآخرة. وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها رواه أحمد كذلك.