اثارت المشاركة الكثيفة للأطفال في المظاهرات حالة من الاستياء الشديد حيث يتم تجنيد العديد من ابناء الشوارع او طلاب المدارس في المناطق الفقيرةپ وكذلك اصطحاب بعض الاباء اباءهم دون ان يهتموا بالانعكاس السلبي لذلك علي صحتهم النفسية وبداية لتعليمهم السلوك العدواني من خلال الملاحظة والتقليد. في البداية طالبت الدكتورة عزة كريم استاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بضرورة تجنيب الأجيال الناشئة المشاركة في المظاهرات واعطائهم دروسا وممارسات عملية في حرية التعبير وحب الوطن ولكن ليس في تلك الاوساط الساخنة التي قد تؤدي لقتلهم أو اصابتهم وهذ ما يتنافي مع اتفاقية حقوق الطفل التي تعطيهم الحق في حرية الرأي والتعبير وبشرط أن لا يؤدي ذلك لتعريض حياتهم للخطر وأوضحت ان الاثار السلبية لإهمال الدولة لأطفال الشوارع والعشوائيات بدأ يظهر من خلال مشاركة الكثير من الأطفال في المظاهرات في الآونة الأخيرة وهو أمر يثير القلق بشكل كبير بسبب تعرض الكثير منهم لمخاطر بالغة من قتل وإصابة وتعرض آخرين لحالات إغماء جرَّاء القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين ولاشك ان رؤية الأطفال لنماذج ومواقف وأحداث عنف وعدوانية تزيد من السلوك العدواني فيما بينهم وتؤثر في اتجاهاتهم وتؤدي بهم إلي القول إن المظاهرات والعنف والعدوان ما هي إلا طرق وأساليب فعالة ومقبولة لحل الكثير من المشكلات والصراعات. وتشير الدكتورة عزة الي ما يحذر من أصحاب نظرية التعلم الاجتماعي بأن معظم السلوك العدواني متعلم من خلال الملاحظة والتقليد حيث يتعلم الأطفال السلوك العدواني من خلال ملاحظة نماذج وأمثلة من السلوك العدواني في البيئة المحيطة بهم ويتعلم الطفل منها استجابات جديدة وخاصة عند إثارة الطفل بالهجوم الجسدي أو بالتهديدات أو بالإهانات اللفظية. تدمير نفسيتهم اشار الدكتور سيد صبحي استاذ الصحة النفسية الي أن مشاهد العنف والقتل غالبا ما تنعكس سلبا علي تصرفات الأطفال وسلوكياتهم وصحتهم النفسية الأمر الذي يعتبر جريمة في حق الطفولة ولهذا لابد من تجنيب الأطفال هذه الأحداث والمشاهد الساخنة والعنيفة حرصا علي سلامتهم وصحتهم ومستقبلهم. فرق الدكتور صبحي بين وجود الاطفال اثناء ثورة يناير وبين الاوضاع الان حيث كانت المظاهرات الاولي غالبيتها سلمية ويعد العنف فيها هو الاستثناء علي عكس الاوضاع الحالية التي يغلب عليها العنف الجسدي واللفظي من خلال ترديد الهتافات وحمل اللافتات ورشق قوات الشرطة بالحجارة بالإضافة الي وجودهم وسط مشاهد وأحداث العنف والقتل خلال المظاهرات وهذا امر يثير القلق ويهدد سلامة وصحة الأطفال الجسمية والنفسية خاصة أنهم غير معتادين علي رؤية مشاهد قتل وعنف حادة بهذا الشكل وغير مسبوقة. وتساءل الدكتور صبحي: ما شعور الأطفال عندما يشاهدون مشاهد ومناظر مؤلمة من سقوط قتلي وجرحي في المظاهرات؟ پوما هو شعورهم عندما يشاهدون صدامات واشتباكات عنيفة بين أبناء الوطن الواحد وكأنهم في ساحات للقتال والمعارك؟.هل يدرك هؤلاء الأطفال معني المفاهيم والشعارات السياسية التي يتم ترديدها في هذه المظاهرات وأبعادها وخلفياتها ؟ وماهي المخاطر الحالية والمستقبلية علي تربية الأطفال علي العنف في مجتمع تزداد فيه مشاهد وأحداث العنف الذي يصل الي القتل؟.ما هو تأثير ذلك علي نفسية وانتماء الطفل وعلاقته مع اقرانه والمجتمع كله؟ وحذر الدكتور سيد صبحي من خطورة مشاركة الاطفال - سواء الماجورين او الموجودين مع اسرهم - في هذه المشاهد والأحداث أنها تؤثر علي الأطفال تأثيرا داخليا نائما لتشكل جزءا من شخصياتهم وتنعكس سلبا علي تصرفاتهم وسلوكياتهم واتجاهاتهم لتترسخ هذه المشاهد والصور المؤلمة في نفوسهم ثم تترجم بطرق وأساليب مختلفة إلي سلوكيات ومشاعر وميول واتجاهات سلبية عنيفة وعدوانية فيما بينهم قد تظهر في ممارساتهم وأنشطتهم المختلفة. وانهي الدكتور سيد صبحي كلامه بالتأكيد علي ما حذر منه علماء النفس في العالم من ظهور الاستجابات العدوانية بعد سنوات من خلال ظاهرة التأثير النائم التي يقصد بها ان هناك مؤثرات معينة أحدثت تأثيرها في الطفل لكن نتائج هذا التأثير لا تظهر لنا مباشرة ويظل نائما لفترة طويلة ينتظر عوامل خارجية وداخلية في الطفل توقظه ليظهر في مرحلة المراهقة. الاستغلال السيئ للأحداث پ ومن جانبها حذرت الجمعية المصرية لمساعدة الأحداث وحقوق الإنسان برئاسة محمود البدوي من استمرار حالة الاستغلال السييء للأطفال في المظاهرات وخطورة استغلال الأطفال في العمل والصراع السياسي پ واشار الي ان الجمعية ترصد وتوثق تلك الانتهاكات وتقديم بلاغات بها للنائب العام لتقديم منتهكي حقوق الطفل المصري لمحاكمات عاجلة لانتهاكهم نصوص القوانين المحلية والاتفاقيات الدولية التي تحرم استغلال الأطفال في العمل السياسي وتم رصد مشاركة كثير من الأطفال دون سن ال 18 عاما في التظاهرات بالمخالفة لما ينص عليه القانون والاتفاقية الدولية لحقوق الطفل لما يعرف بمبدأ ¢المصلحة الفضلي للطفل¢ إذ إن تواجد الأطفال في هذه التظاهرات التي ربما لا تكون سلمية في بعض الأحيان يعرضهم لمخاطر عديدة.