ليس من قبيل المبالغة القول بان الشعب المصري الان في حاجة إلي نوع خاص من الصبر.. صبر لا ينفد.. صبر بلا حدود.. بعد ان اصبح بعد الثورة لا يملك من اسلحة اقوي من الصبر.. حتي يؤذن له بالانفجار..پوساعتها ربنا يستر ويمنحناپصبراپعلي صبر حتي يمل الصبر من صبر مصر مرة اخري!! فالأحداث متلاحقة بصورة غريبة والكوارث تدق علي الرؤوس.. والقوي العبثية تستفحل وتستفحل.. وكأنها تتغذي عليها.. تتطاول أعناقها وتخرج لسانها للجميع بلا حياء أو خجل.. كل شئ من پحولك يذكرك بأهمية و فضيلة الصبر و ضرورة الصبر.. ليس أمامك إلا الصبر.. وأنت في الشارع وأنت في العمل وأنت في البيت.. وأنت تعمل بالسياسة.. وتحتاج إلي صبر مضاعف اذا لم تكن من العاملين بالسياسة أو من المتفرجين علي المسرح والمشاهدين للفصولپالهزلية للمسلسلات والأفلامپوالمسرحيات الخاصة بمن يسمون بالقوي السياسية.. وتحتاج الي صبر اكثر واكثر.. وأنت تشاهد التلفزيون وفضائيات الزمن العجيب.. ولا فرق في هذا بين من تحمل وترفع اللافتة الدينية.. "اسلامية أو مسيحية.." والقنوات العامة الإخبارية أو الترفيهية.. تحتاج جبالا من الصبرپوأنت تتابع ما يجري بشأن الدستور والجمعية التأسيسيةپواعضائها.. سواء الملتزمون والمهددون بالانسحاب والمجمدونپوالمتجمدون والحائرونپلا إلي هؤلاء ولا إلي هؤلاءپوالمؤلفة قلوبهمپوالخائفون عليها والخائفونپمنها ومحترفو الابتزاز واللعب علي كل الحبالپومدمنو الإثارة والاستعراض الاعلامي الفضائي.. والمتعالمون والمتفلسفون وحديثو العهد بالسياسةپوالدستور ومواده وكتابته.. واشكال واصناف اخري ما انزل الله بها من سلطان.. والمتحدثون في الدستورپبغير علم واسوأ منهم خبراء الدستور وفقهاؤه.. پ تحتاج مددا من الصبر وأنتپتتابع بغيظ ما يحدث علي ساحة التيارات الاسلامية و علاقتها ببعضها البعض.. وعلاقتها بالآخر المغاير لها أو المناوئ أو المنافس أو الكاره لها ولوجودها وحتي اسمها.. اعتقد انه لنپينفعك اي نوع من الصبرپوأنت تتابع ما يطرحه بعض الاسلاميين من قضايا وما يرددونه أويصدرونه من فتاويپينسبونها للاسلام والشريعةپالسمحاء.. فتاوي كفيلة بأن تميتك كمدا وغيظا.. واراء متحجرةپلن تقدمپ بل تؤخر كثيرا.. و تجعلك اضحوكة العالم.. الاكثر غيظا تلك الطريقة الهزلية في التعامل مع قضية تطبيق الشريعة.. والعودة للمتاجرة بالشعارات سياسيا في اشد الاوقاتپحرجا وترصدا وتربصا بالاسلام والاسلاميين..پطريقة تؤكد لكپغياب العقل عن هؤلاء وفقدان الحكمة علي كل صعيد.. طريقة تشعرك بحالة من العشوائية المقيتةپسواء في التفكير أو السلوك.. وكلها أمور تثير الغضب والازعاج داخل نفس وعقل كل مسلم غيور علي دينه.. حريص علي تطبيقپشرع الله والتمسك باهداب الدين..في كل شئون حياته و في حركاته و سكناته و كل تعاملاته.. ايضا الصبر الطبيعي لن يجدي معك نفعاپوأنت تري وتتابع اداء الحكومة.. مع انه يصعب عليك عجزها وفشلها ووقوعها بين فك من لا يرحمها وأولئك المتربصين بها دائماً بالحق والباطل.. وعلي طول الخط.. ولن يفلح معك الصبر الطبيعي ايضا وأنت تتابع الكوارث النازلة علي رأس الحكومةپورؤوس المواطنين.. من الارهاب والارهابيين ومنپوراء الحدود..پ تحتاج عواصف من الصبر وأنت تشاهد وتري ما تفعله بنا السكك الحديدية وقطاراتها ومزلقاناتها و صنافوراتهاپوالتي تحصد بشكلپشبه يومي فلذات الاكباد.. في الصعيد وفي الدلتاپوفي كل مكان.. لتزيد مصائبناپوتضاعف من مآسينا صباح مساء.. الصبر الطبيعي لن يفلح وأنت تتابع من ينتقدونپالرئيس محمد مرسي..پ لا تعرف ماذا يريدون علي وجه التحديد في معظم الاحيان..پتتعجب من تلك القدرة العجيبة علي التطاول والسخرية والبحث عن كلپالهفوات والسقطات والتعامل معها كأنهاپنهاية العالم..پتتعجب منپان كل منتقدپيريدپرئيسا علي مزاجه الخاص ووفق رؤيته وعمره العقليپوقدرته علي التفكير.. وانا هنا لا ادافع عن انتقاد الرئيس بل انا من اشد المؤيدينپلرصد مواطن الخلل والتنبيه اليها.. وانتقاد كل مسئول ولكن بما يؤدي المهمة ويوصل الرسالةپبعيدا عن الاهانة والتجريح والتطاول ومحاولة الانتقاص والذمپبحجة ان المسئول اي مسئولپ هو موظف عامپوبالتاليپيستاهل ما يجري له.. . پتوالي الكوارث و النوازلپوصبر الجمال والجبال الذيپيمارسه المصريون كلپ لحظة يؤكد لكپلماذا اهتم الدينپ بفضيلة وخلق الصبر وحث عليهاپدائماپحتي ان الله تعالي جعل للصابرين طريقة خاصة في الحساب.. معاملة متفردة لا ينالها سواهم.. حيث قرر سبحانه و تعالي : "انما يوفي الصابرونپ اجرهمپ بغير حساب" الزمر 10وقرر ايضا ان الصابرين في معيتهپسبحانه و تعالي حيث جاء في سورة الأنفال الآية 46: "واصبروا إن الله مع الصابرين"... كما قرن الصبر بالعبادات خاصة الصلاة.. "وَاستَعِينُوا بِالصّبرِ وَالصّلاة" البقرة:45 وقد ورد ذكر الصبر أكثر من تسعين مرة وفي مواطن مختلفة في القرآن الكريم وذكرت كلمة الصبر 102 مرة.. واعتبره النبيپمحمد صلي الله عليه وسلم من افضل ما يمنحه الله لعبده حيث قال : "ما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر".. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلي الله عليه وسلم : مَايَزَالُ الْبَلاَءُبِالْمُؤْمِنِ وَالْمُؤْمِنَةِ فِي نَفْسِهِ وَوَلَدِهِ وَمَالِهِ حَتَّي يَلْقَي اللّهَ وَمَاعَلَيْهِ خَطِيئَة "البُخاري" وقال النبي صلي الله علية وسلم "عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له" مسلم والصبر علي ثلاثة أنواع پوفق تقسيم لبعض العلماء : * الصبر علي الشدائد والبلايا أي علي ما يزعج النفس من ألم أو أذي أو ضيق معيشة أو حزن يلحق الانسان بسبب مصيبة. * والصبر عما حرّم الله.. أي حَبْسُ النفس عن ارتكاب ما حرّم الله. وهذا النوع أشد علي النفس من النوع الاول. لأن النوع الأول من الصبر هو الصبر علي الشدائد والمصائب والبلايا والثاني هو الصبر عن المعاصي أي حبس النفس وقهرُها ومنعها عن ارتكاب المعاصي التي حرّمها الله وهذا يحتاج مجاهدة أكبر لمنع النفس وضبطها كيلا تتجاوز الحدود. * والصبر علي الطاعة.. اي أداء ما أوجب الله أي قهر النفس علي أداء الواجبات الدينية التي فرضها الله كإقامة الصلاة في وقتها وصيام شهر رمضان وحضور مجالس العلم لتعلم ما فرض الله تعلمه من علم الدين. وقيل ان الصبرعند المصيبة.. يسمي ايماناً.. والصبرعند الاكل..يسمي قناعة. والصبرعند حفظ السر.. يسمي كتماناً.. والصبرمن اجل الصداقة.. يسمي وفاء. و من جميلپماقاله الامام الشافعي في الصبر : دع الأيام تفعل ما تشاء وطب نفسا¢ إذا حكم القضاء ولا تجزع لحادثة اللياليپفما لحوادث الدنيا بقاء وكن رجلا¢ علي الأهوال جلدا وشيمتك السماحة والوفاء وإن كثرت عيوبك في البراياپوسرّك أن يكون لها غطاء تستر بالسخاء فكل عيب يغطيه كما قيل السخاء ولاتر للأعادي قط ذل فإن شماتة الأعداء بلاء ولاترج السماحة من بخيل فما في النار للظمآن ماء ورزقك ليس ينقصه التأني وليس يزيد في الرزق العناء ولاحزن يدوم ولاسرور ولا بؤس عليك ولارخاء ويقول اخر : إذا ما أتاك الدهر يوما بنكبة فافرغ لها صبرا ووسع لها صدرا فإن تصاريف الزمان عجيبة فيوما تري يسرا ويوما تري عسرا ويقول آخر : ألا بالصبر تبلغ ما تريد وبالتقوي يلين لك الحديد اللهم اجعلنا من الصابرين.. آمين