ونحن في بداية العام الجامعي الجديد وبعد استقرار الثورة - نوعاً ما - يحق لنا التساؤل عن سبب عزوف الشباب عن ممارسة الأنشطة والبرامج المختلفة بالجامعة رغم كونهم وقود وقواد الثورة؟ فهل يعودون إلي أدراجهم من السلبية والابتعاد عن المشاركة الإيجابية في الحياة العامة؟ أم يتغير الحال ونجد دوراً نشطاً وفعالاً من جانب كل الطلاب - بنين وبنات - في كل النشطة والبرامج التي تنظمها الجامعة؟ وهل مازالت البرامج والأنشطة التي تقدمها الجامعات للطلاب بعد الثورة كما كانت قبلها أم تطورت ؟ هذا ما تجيب عنه السطور التالية. معروف أن التعليم الجامعي يتضمن كل ما تقدمه الجامعة لطلابها تحقيقاً لأهدافها التربوية ورعاية الطلاب ونموهم المتكامل من جميع الجوانب العقلية والنفسية والاجتماعية بالإضافة إلي تمكينهم من اكتساب المعارف والمهارات الأساسية التي تعدهم إعداداً مناسباً للمشاركة في خدمة المجتمع وتطوره في المجالات الحياتية المختلفة لهذا يجب ألا تقتصر برامج التعليم الجامعي علي العلاقات التقليدية بين الأستاذ وطلبته في قاعات الدراسة بل إلي ما هو أبعد بحيث تتضمن تلك البرامج أنشطة وفعاليات ومواقف متنوعة ليتمكن الطالب من خلال المشاركة فيها من صقل شخصيته وتنمية مهاراته وقدراته علي حل المشكلات التي تواجهه وانطلاقاً من ذلك المفهوم فقد احتل النشاط الطلابي الجامعي أهمية خاصة في برامج الجامعات باعتباره رافداً أساسياً للعملية التعليمية وبالرغم من توافر هذه الأنشطة ومراكز الخدمات والجهود المبذولة والفرص المتاحة للطلاب إلا انه يلاحظ ضعفاً في مشاركة الطلاب في تلك الأنشطة التي تقدمها الجامعة وحاولت احدي الدراسات التعرف علي واقع مشاركة الطلاب في الأنشطة الطلابية والعوامل المؤدية إلي ضعف مشاركتهم ووسائل التغلب عليها من وجهة نظرهم؟ فكانت النتيجة: أن نسبة الطلاب غير المشاركين في الأنشطة الطلابية عالية جداً حيث بلغت نسبتهم 4.65% موزعة علي مختلف الأنشطة والأنشطة الرياضية الأكثر ممارسة في الجامعة يليها في المرتبة الثانية الأنشطة الاجتماعية وجاءت الأنشطة الثقافية في المرتبة الأخيرة وتوجد فروق في مشاركة الطلاب في الأنشطة بوجه عام طبقاً إلي اختلاف نوع الكلية التي يدرسون فيها وكذلك اختلاف مكان الإقامة فالطلاب المقيمون في المدن الجامعية وزملاؤهم المقيمون في منازلهم لصالح الطلاب المقيمين في المدن الجامعية. غياب التشجيع ومن العوامل المؤدية إلي ضعف مشاركة الطلاب في الأنشطة الطلابية بالجامعة عدم التشجيع الكافي الذي يتلقاه الطلاب من أعضاء هيئة التدريس وازدحام اليوم الدراسي بالمقررات الجامعية وليس للمشاركين في الأنشطة الطلابية أي تقدير في التقويم النهائي للمقررات الدراسية. وطالبت الدراسة بتوفير المستلزمات من الأجهزة المناسبة لممارسة الأنشطة الطلابية والتنويع والتجديد في المسابقات والأنشطة الثقافية والاجتماعية والرياضية ورصد جوائز عينية تتناسب مع حاجة الطالب الجامعي وتطوير أداء مشرفي الأنشطة الطلابية في الجامعة وذلك من خلال عقد ورش عمل لتفعيل الأنشطة الطلابية وعقد دورات تدريبية في مجال تطوير الأنشطة الطلابية وتبادل الزيارات والخبرات والمعلومات مع المشرفين في الجامعات الأخري واستقطاب طلاب الجامعة المبدعين والمبرزين للاستفادة منهم كقادة في برامج الأنشطة الطلابية وعناصر جذب للطلاب للمشاركة في الأنشطة الجامعية والقيام بدراسة مقارنة بين واقع مشاركة الطلاب في الأنشطة الطلابية في الجامعات والاهتمام بالجوانب الإعلامية للأنشطة الطلابية وتأكيد أهميتها وتوعية الطلاب وأولياء الأمور والمجتمع بضرورة تلك الأنشطة في بناء شخصية الطالب المتكاملة وتفعيل دور القطاع الخاص في دعم الأنشطة الطلابية بحيث تتكامل الجهود لخدمة المجتمع. 30 ألف رياضي من جانبه يوضح الدكتور محمد صبحي حسانين - نائب رئيس الاتحاد الرياضي للجامعات - أن الاتحاد أنشيء في أكتوبر 1973م بعد توقف النشاط القمي للجامعات المصرية علي المستويين الداخلي والخارجي منذ عام 1955م عدا اللقاءات الرياضية التي كانت تنظم بين الجامعات في أسابيع شباب الجامعات ومن اهدافه نشر الثقافة الرياضية وتشجيع فرص الممارسة الرياضية للطلاب في جميع الهيئات الأعضاء بالاتحاد ووضع السياسة التنظيمية والتخطيطية التي ترتبط بها الهيئات الأعضاء لتحقيق رسالة الاتحاد في العمل علي توفير مجالات الرعاية والأنشطة الرياضية للطلاب وتنظيم المسابقات والبطولات بين الهيئات الأعضاء وتنظيم جهودها بما يعود علي المجتمع بالنفع ومن الأنشطة الرياضية الجامعية والدورة العربية الخامسة لخماسيات كرة القدم والنشاط الداخلي للجامعات والنشاط الداخلي للمدن الجامعية ومراكز التعليم للأنشطة الرياضية ودورة الجامعات المصرية الثامنة والثلاثين "الشهيد الرفاعي" وبرامج الفتاة والمرأة وبرامج الرياضة للطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة ومهرجان البولينج وحفل ختام النشاط "الفصل الدراسي الثاني" وتكوين النمتخبات الرياضية المشاركة في الاولمبياد العالمية للجامعات ويتم التنفيذ بالجامعات المصرية وبعض الجامعا العربية والأوروبية ومن المتوقع مشاركة أكثر من 30 ألف طالب وطالبة. تطوير الأنشطة وكشف الدكتور عصام الهلالي - سكرتير عام الاتحاد الرياضي للجامعات - النقاب عن أنه في الماضي كان هناك عزوف من الطلاب عن الأنشطة إلي أن تم استحداث مشروع جديد بالوزارة أطلق عليه مشروع تطوير الأنشطة بالتعاون مع جامعة "كينسوا" الأمريكية استطاع أن يحل مشكلة العزوف بالنسبة للأنشطة ويتضمن 3 أهداف هي الاسراتيجية والكثافة والتنوع واستطاع هذا المشروع أن يؤثر تأثيراً ايجابياً علي مناخ الأنشطة الطلابية داخل الجامعات وكشف عن وجود أهداف أخري لعزوف الطلاب عن النشاط منها ما يعرف بالمقاومة الكبري والتي يقوم بها بعض أعضاء هيئة التدريس والذين تخرجوا ولديهم قناعة غير حقيقية تشكلت في وجدانهم مفادها أن الأنشطة الطلابية "مفسدة" للطلاب مرجعاً ذلك إلي أنهم طيلة حياتهم الجامعية لم يشاركوا في أية أنشطة كما أنهم لم يتعرضوا لأي خبرات حول الممارسة أو المشاركة ويوجد قطاع خاص بالمدن الجامعية يمارس فيه نفس الأنشطة الطلابية بالإضافة إلي سلسلة من الدورات التدريبية حول التواصل الثقافي والحاسب الآلي والحفلات والرحلات. ويدير الأنشطة داخل الجامعات اللجنة العليا للأنشطة الطلابية هذا النظام يديره عضو هيئة تدريس ومعه 5 من أعضاء هيئة التدريس المسئولين عن الفروع المختلفة وهي المدن الجامعية وفتيات الجامعة والتدريب والجودة للأنشطة بالإضافة إلي الأسر الطلابية والهدف من هذا هو التنشيط وتنسيق وتنظيم الأنشطة ومن الأنشطة الاجتماعية والثقافية تنظيم ندوات للتوعية من أخطار المخدرات والإدمان والتلوث البيئي والزواج العرفي وفتح مراكز الخدمة بالجامعات لتدريب الطلاب علي تعلم اللغات الأجنبية والكمبيوتر والانترنت والحرف اليدوية وتنظيم قوافل للتوعية والرعاية الصحية والنهوض بالبيئة وخدمة المجتمع ومحو الأمية وقوافل للمكتبات المتنقلة لخدمة الشباب ويمكن الجامعات بالتبادل بتقديم عروض فنية وتنظيم موسم ثقافي علي مستوي الكلية والجامعة بين الجامعات وعروض وعقد لقاءات والتنافس بينهم والأمسيات الشعرية والدوريات الثقافية وإقامة معسكرات للجوالة والكشافة وتبادل الزيارات بين طلاب الجامعات واستضافة الوفود الطلابية وتنشيط دور الاتحادات الطلابية وعقد دورات تدريبية لتنمية مهارات الخريجين قبل تخرجهم لتأهيلهم لسوق العمل. ضغط الدراسة وتؤكد اماني فتحي - جامعة عين شمس - أن سبب عزوفها عن ممارسة الأنشطة داخل الجامعة يرجع إلي ضغط الدراسة وطول فترة الدراسة ومن يقدر علي الملائمة بين الدراسة والنشاط معدلاتهم بدأت بالانخفاض لذا نخاف ان نخوض نفس التجربة وبعض الطالبات يعزفن عن المشاركة تجنباً للتواصل مع الجنس الاخر وهناك راغبون بالمشاركة ولكنهم يلاحظون أن هناك اعتماداً علي اشخاص معينين بالنشاط بالرغم من الجهود التي بذلوها أو يريدون ان يقدموها فيشعرون باليأس لأنهم لم يجدوا التشجيع الذي انتظروه ما يجرهم إلي الإنسحاب وعدم الإعلان عن برنامج الشراكة بشكل كاف وعدم معرفة الطلاب بكيفية المشاركة ويكمن في انعدام الوعي بالشراكة الطلابية وبرامجها بالإضافة إلي عدم توفر الوقت الكاف وادعو لزيادة الإعلان عن برامج الشراكة الطلابية وشرح كيفية الاشتراك في أنشطتها. كما هي قبل الثورة يقول حمدي عزت - جامعة القاهرة - ان الأنشطة والبرامج مازالت كما هي قبل الثورة ويشارك فيها طلاب معروفين لمسئولي رعاية الشباب وعند تنفيذ البرامج يتصل بهم فقط والباقي خارج حسابات المشرف كذلك ليس هناك جديد يواكب ما نحن فيه الآن وهناك طلاب من الاقاليم لا يمارسون الأنشطة لسفرهم إلي بلدهم وليس لهم إقامة هنا فما ان ينتهي من المحاضرات الا ويخرج ليلحق بالقطار ليسافر وهذه مشكلة أخري وعدم الاعلان مسبقاً عن الأنشطة في الجامعة والإعلان فقط داخل رعاية الشباب والسفر للخارج للوفود الطلابية بالمحسوبية فقط والباقي ممنوع ونطالب بالتغيير وفتح وقت بين المحاضرات لممارسة الأنشطة وفتح الاستاد والملاعب بعد انتهاء المحاضرات ليمارس الطلاب ووجود حافز للممارسة مالياً أو درجات في الامتحان تضع برنامجها الزمني. مراعاة الوقت وقال المشرف الرياضي أحمد فوزي: إن الإدارة تضع برنامجها الزمني قبل انطلاق النشاط الرياضي بوقت كاف وترسله إلي مختلف الكليات مع المشرفات والمشرفين الذين يبلغون الطلاب بالمواعيد ولابد من عقد اجتماعات مع عمداء الكليات قبل العام الدراسي والاتفاق علي مواعيد النشاط الرياضي والبطولات واهمية تخصيص اوقات لها ومشاركة القيادات في هذه الأنشطة ليكونوا نموذجاً للطلاب وان تخصص جائزة للكلية التي تفوز بكأس التفوق الرياضي في نهاية العام وان هذه الطريقة سوف تجذب العاملين بالجامعة وتشجعهم علي ممارسة النشاط وحصاد كأس التفوق وضرورة مشاركة الكليات فيه لتحقيق المكاسب من العملية التربوية في شتي المجالات وزيادة ترابط الطلاب وتعارفهم واختيار المنتخبات لتمثيل الجامعة في البطولات الخارجية.