عادت ظاهرة التحرش لتطل برأسها من جديد في عيد الفطر وبصورة بشعة. حيث يتجمع أطفال لاتزيد أعمارهم علي 18 عاما في الحدائق والمتنزهات وعلي الكورنيش وأماكن التجمعات ويقومون بالهجوم علي الفتيات ولمس أجزاء حساسة من أجسامهن في صورة غريبة تماما علي المجتمع الذي يمتاز بالتدين والأخلاق الحميدة وهي الصورة التي يبدوا أنها قد بدأت في الاختفاء وحل محلها هذه الصورة المتدنية خلقيا ودينيا. قد شهد عيد الفطر العديد من الحالات الخطيرة تم رصد بعضها وقامت الشرطة بالتعامل مع البعض الأخر. فطبقا لما رصدته وسائل الإعلام المختلفة عن حوادث التحرش خلال عيد الفطر نجد أن في منطقة كورنيش النيل وتحديدا المنطقة المقابلة لماسبيرو وقعت العديد من المشاجرات الكبيرة بسبب قيام بعض الشباب بالتحرش بهن جنسيا ووصل الأمر أحيانا إلي وقوع حوادث هتك عرض عن طريق قيام المنفلتين بتقبيل البنات ووضع الأيدي علي أماكن حساسة بأجسادهن بصورة مزرية. كما شهدت حديقة "الفسطاط" وقوع عدة خناقات بسبب قيام مئات الشباب بعمل دوائر حول الفتيات واحتجازهن ومن ثم محاولة الاعتداء عليهن لولا تدخل بعض المواطنين الشرفاء الذين نجحوا في إنقاذ هؤلاء الفتيات من براثن المتحرشين بصعوبة بالغة. أما حديقة الحيوان بالجيزة فكانت الصورة أسوأ كثيرا حيث وقعت أحداث عنف بين الشباب بسبب معاكسة الفتيات حيث شكل بعض المواطنين ما يشبه اللجان الشعبية لمنع التحرش الجنسي إلا أن المتحرشين قاموا بالاعتداء علي الكثير من أفراد هذه اللجان . وقد تم تحرير 134 محضر تحرش في أيام العيد الثلاثة بالقاهرة وحدها . أما حادثة التحرش الأشهر والأسوأ هذا العام فكانت من نصيب الفنانة بسمة زوجة الناشط عمرو حمزاوي فقد أكدت في تصريحات صحفية أنها تشعر بإحساس عميق بالقهر بعد أن حاول شابان التحرش بها أثناء مشاركتها هي و زوجها السياسي عمرو حمزاوي في إحدي الوقفات الاحتجاجية بوسط البلد التي تدافع عن الحريات. كما تمنت بسمة لو كانت حررت محضراً بالشرطة لأحد المتحرشين الذي شاهدت ملامح وجهه. مشيرة إلي أنهم تحرشوا بها و لمسوا أماكن حساسة بجسدها. حملات ضد التحرش ولم تنجح جهود العديد من الحملات التي تم تنظيمها مثل . "لا للتحرش" . و"أنا مش هسكت علي التحرش" . و"راقي بأخلاقي". و "أولاد البلد". و"أنا بني آدم" في مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة بعدما أصبحت الأعياد موسما للتحرش الجماعي . ومن هنا جاء اقتراح الفنان نبيل الحلفاوي عبر صفحته الرسمية علي تويتر بتجنيد هؤلاء الشباب كعلاج عاجل. لمدة 6 شهور. وذلك بعد الدراسات المستفيضة بحيث لا تخلف العقوبة أية آثار نفسية في المستقبل. مضيفاً. "إن عادوا يتكرر الإجراء.. فهذا سيفيدهم وسيسعد أهاليهم بالنتائج". لفت الحلفاوي إلي أن بعض الأصدقاء تناولوا حلولا طيبة ولكنها طويلة الأجل. أما السجن فقد يخرجهم أسوأ. موضحا أن التجنيد الذي يقصده لن يتضمن سلاحا ولاحراسة حدود. هذه الدعوة لاقت قبولا كبيرا لدي العديد من الخبراء الذين أشاروا إلي أن هذا إجراء تأديبي مشروع وجيد جدا ولن يضير هؤلاء الشباب بل علي العكس سيفيدهم تماما. ضد الاستقرار تقول الدكتورة سوسن الغزالي أستاذ علم السلوك بجامعة عين شمس.لاشك ان هذه ظاهرة جديدة تماما علي المجتمع المصري .وهي وليدة السنوات الأخيرة التي شهدت عدم تطبيق القانون بحزم وشدة علي المخالفين مما شجع هؤلاء علي المضي قدما واستفحال الظاهرة. أضافت. إذا لاحظنا سنجد أن اغلب القائمين بهذا الأمر من بيئات شعبية وعشوائية حيث انعدم تماما الاهتمام بهذه المناطق. واختفت التوعية السليمة ومراكز الأسرة والطفولة وهي مراكز مهمة للغاية إذا أحسن استغلالها. قالت مع انعدام التربية السليمة سواء في البيت أو المسجد أو المدرسة فإن فكرة التجنيد هي فكرة جديرة بالدراسة. ولكن ألا يكون تجنيدا بالمعني المتعارف عليه فهم مازالوا أطفالاً صغاراً ولكن من الممكن ان يكون نوعا من الخدمة العامة. مثل جمع القمامة أو تنسيق الحدائق مع إعطائهم دروسا ومحاضرات توعوية لنصحهم وإرشادهم. ومن يعود للأمر مرة ثانية فهذا يستحق التجنيد الفعلي حتي يصبح رجلا بمعني الكلمة. يقول الدكتور هاني سلامة استاذ علم الاجتماع.خلال السنوات الاخيرة بدأت عدة ظواهر تطفو علي سطح المجتمع لم نكن نعلم عنها شيئا ومن بينها ظاهرة التحرش التي يقوم بها صبية في سن المراهقة. ولاشك انها ظاهرة خطيرة تهدد امن وسلام المجتمع خاصة وكما شاهدنا مؤخرا فإنها من الممكن ان تتحول الي جرائم اغتصاب وهنا مكمن الخطورة الحقيقية. اضاف رغم ان الامن كان متقاعسا الي حد ما امام هذه الظاهرة فان القوانين تبدو ايضا غير رادعة لها. ونحن بحاجة الي قانون جديد تكون العقوبة فيه مشددة بشكل كبير لردع هذه الظاهرة والقضاء عليها. ومن الممكن ان يكون التجنيد او القيام بخدمة عامة من ضمن مشتملات هذه العقوبة . يقول الدكتور عادل عبد الشكور امام وخطيب بوزارة الاوقاف .منذ عدة سنوات ابتلانا الله بهذه الظاهرة المؤسفة والتي لاتتفق مع ديننا الاسلامي ابدا. ومايقوم به هؤلاء الاطفال والشباب مروع للغاية للبنات واسرهم. ومن هنا فان الشد علي ايديهم بقوة امر مطلوب حتي تختفي هذه الظاهرة الدخيلة علينا تماما. ومسألة التجنيد ليست امرا مستحدثا. فسيدنا عمر بن الخطاب شاهد احد الشباب في المدينة وكان جميلا ومهندما وشعر انه شاب ضعيف من النوعية التي نراها هذه الايام فطلب منه ان يقص شعره فازداد الشاب حلاوة وفتنة.فطلب منه ان يتعمم اي يلبس عمامة فزادته جمالا فأرسله من فوره الي الجيش ليشتد ويسترجل. اضاف من الممكن ان يكون هذا حلا عمليا ولو نتذكر فان عددا من المدارس الثانوية كانت مدارس عسكرية قبل ان يتم الغاؤها وكانت تعلم الانضباط والالتزام.