علي الرغم من فرحتي الكبيرة بانتخابات الرئاسة التي تشهدها مصر لأول مرة منذ 30 عاماً وسعادتي بالإقبال الكبير من المصريين علي المشاركة في هذا العرس الديمقراطي وبالصورة الحضارية التي خرجت بها الانتخابات إلا أن هذه الفرحة لم تكتمل بظهور النتائج الأولية وصعود الفريق أحمد شفيق مع الدكتور محمد مرسي في المراكز الأولي. صعود شفيق أصابني بصدمة وحزن شديدين نتيجة مخيبة للآمال ومصيبة كبري جعلتني أتساءل لماذا أعطي بعض المصريين أصواتهم لمن يمثل نظام مبارك البائد هل يريدون عودة هذا النظام الفاسد وعصابته مرة أخري؟!! أين كانت عقول هؤلاء الذين منحوه أصواتهم والتي وصلت إلي 5 ملايين و400 ألف صوت مع تحفظي علي هذه النتيجة بعد كثرة الشواهد التي تؤكد تصويت أفراد ممن ليس لهم حق التصويت للفريق شفيق مخالفة للقوانين والذي يجب علي النائب العام التحقيق في البلاغات التي قدمت له في هذا الشأن. ماذا حصل لهؤلاء الذين منحوا شفيق هذا الشرف الذي لا يستحقه هل كانوا مغيبين؟ هل نسوا أو تناسوا دماء شهداء شبابنا الذين ضحوا بأرواحهم في ثورة 25 يناير العظيمة التي أعادت لنا الكرامة والحرية وقضت علي الاضطهاد والفساد السياسي والمالي طوال 30 سنة ماضية؟!! أعتقد أنهم فئة قليلة لا تعبر عن الشعب المصري الحر الذي خرج في ثورته العظيمة ضد النظام البائد والذي كان شفيق أحد أركانه. هؤلاء القلة لهم مصالح مع النظام السابق الفاسد ولهم مصالح خاصة ولا يهمهم مصلحة الوطن ومنهم عائلات الضباط جيش وداخلية والذين يرون في الفريق شفيق أنه سوف يرجع لهم هيبتهم وجبروتهم وامتيازاتهم وعهدهم السابق الذي رسخه مبارك فيهم لأنهم كانوا في خدمة النظام وليس في خدمة الشعب. أخيراً.. فليعلم الجميع أنه إذا جاء شفيق رئيساً لمصر في جولة الإعادة فإن الشعب المصري سيخرج في ثورة غضب لن تهدأ إلا بسقوطه كما أسقط النظام البائد من قبل.. وكما قال الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح تعليقاً علي المؤشرات الأولية: كما جاهدنا بصدورنا العارية في إسقاط هذا النظام منذ عام ونصف العام فلابد أن نقدم كل ما في وسعنا لمنع عودة هؤلاء الفاسدين القتلة الذين يريدون لذلك النظام أن يعود بكل مكوناته العفنة.. وأنا مع الدكتور أبوالفتوح في كل ما قال فلا يصح أن يكون رئيس مصر القادم هو رئيس وزرائها أيام موقعة الجمل والذي ظل يشاهد الثوار يُقتلون علي أيدي بلطجية النظام السابق بدون أن يتحرك!!