الاقتراح المقدم لمجلس الشعب بتعديل قانون الأزهر والنص علي ان الأزهر ليس المرجعية الاسلامية الوحيدة هذا الاقتراح لا يعبر إلا عن مراهقة سياسية وطفولة اجتماعية وباع في الوعي نادر. الأخ صاحب هذا الاقتراح جاهل بالتاريخ والواقع حتي بالتنظيمات الاسلامية والثورية فهو يجهل تاريخ أكثر من ألف سنة يتبوأ الأزهر فيها المرجعية الاسلامية الأولي في العالم أجمع وأصبح للأزهر رجاله في جميع ربوع الأرض حتي أصبحت كلمة الأزهر هي المرجعية العالمية في كل ما يخص الشئون الاسلامية ورغم حالات الانحطاط التي مرت بالأزهر إلا انه كان هدف كل من يبحث عن الاسلام وشريعته. إن الوسطية التي يركز عليها الأزهر واعتبارها منهجه في الدراسة والدعوة هي التي جعلت جميع الأطياف تقبل عليه. فالأزهر بانفتاحه العلمي.. درس كل المذاهب وكل الملل والفلسفات واستوعب في رحابه كل الاتجاهات لتمتزج كلها في معين واحد وهو وسطية الاسلام الأزهر هذب الوهابية ونقي الشيعية وعرج علي الصوفية وبالتالي أصبح هو الحلقة الوسطية التي تجمع جميع الأطياف. الأزهر منهج يحافظ علي الأصالة ويستوعب المعاصرة ويقوم رجاله بتبني هذه المنهجية وبالتالي لا يستطيع أي انسان أن يضرب هذه المنهجية ولا يقتل هؤلاء الرجال. وأنا أتعجب أن يصدر هذا الكلام بعدم خصوصية الأزهر بالمرجعية الاسلامية عن شخص سلفي أو تيار اسلامي رغم ان الحكومات الاسلامية منذ القدم وعلي وجه الخصوص عهد الرئيس عبدالناصر حيث كانت الشيوعية متغلغلة في مصر حيث نص علي مرجعية الأزهر في هذا العهد وتعظم دور الأزهر في عهد الرئيس محمد أنور السادات حتي في عهد المخلوع كانت الدولة تفتخر بهذه المرجعية فكيف نفرط بهذه السهولة وهذه السذاجة في مرجعيتنا. فهل نقول كما يقول البعض ان الاسلاميين يريدون ضياع مصر بثوابتها وقيادتها أم نقول انهم يريدون لمصر أن تكون تابعة لدويلات صغيرة وتحمل منهجية مختلفة؟