* يسأل مجدي.م.س ص دمياط: رزقني الله بولد له اصبع زائدة بيده تركته حتي بلغ خمس سنين فرأيت الصبيان يهزأون به. خفت عليه من ذلك فهل يجوز إجراء عملية لإزالته؟ ** يجيب الشيخ زكريا نور من علماء الأزهر: يقول الله تعالي عن ابليس "ولآمرنهم فليغيرن خلق الله" سورة النساء 119 تحدث علماء التفسير عن معني هذه الآيات وتطرقوا إلي الكلام عن الأصبع الزائدة وعن اللحية إذا نبتت للمرأة وقال جماعة من الفقه: لا يجوز تغير ذلك مطلقا لنص الآية وقال آخرون بالجواز مستندين إلي أمرين: الأمر الأول ان معني تغير خلق الله لم يتفق عليه فإن بعض المفسرين قالوا: المراد منه ما تدل عليه الآية "ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام" "سورة المائدة 103" وعلي هذا فهي ليست نصا قاطعا في الدلالة علي التحريم. الأمر الثاني ان ازالة الاصبع أو السن الزائدة ليس المراد به خلق الله بل المراد التحسين والتجميل لما خلق الله وغير ذلك حرام. واذا كان الحديث الشريف لعن الواصلة والمستوصلة واللامصة والمتنمصة وجاء فيها "المتغيرات خلق الله" فإن اللعن يجوز ان يكون منصبا علي التغرير والتدليس الذي يظهر بها الشيء وقتا حسنا ثم يظهر قبيحا وقتا آخر فيحصل به الغش أو يراد به السوء والفتنة وإذا انتفي ذلك فلا مانع. والأصابع الزائدة لاشك انها تؤذي صاحبها بدنيا أو نفسيا وليس في إزالتها تدليس ولا تغرير لأنها لا تنبت بعد ذلك وهي ظاهرة مكشوفة للناس ثم قالوا لو ان انسانا خلق وقلبه خرج صدره فهل يحرم اجراء عملية تعيد القلب إلي وضعه الطبيعي؟ اذا لو خلق توأمان متصلان وممكن فصلهما بدون ضرر علي احدهم هل يحرم ذلك انها حالات استثنائية ليس هناك ضرر من معالجتها. بل في ذلك نفع فائدة ومن هنا اختيار الرأي القائل بإزالة الاصبع الزائدة وأقر ذلك ابن حجر في فتح الباري.