* تسأل عليا. ع. م ربة منزل ما حكم الدين في زوجي الذي طلقني لأنني أنجبت له البنات؟ * * كان الجاهليون يحزنون لخلفة البنت وقد أشار الله عز وجل إلي ذلك في قوله الكريم: "وإذا بشر أحدهم بالأنثي ظل وجهه مسودا وهو كظيم يتواري من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه علي هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون". فالأب الذي يحزن لإنجاب البنات إيمانه ضعيف وإسلامه ناقص فالله سبحانه وتعالي هو الذي يخلق الذكر والأنثي. وهو وحده العالم بما في الأرحام.. وليس للبشر دخل في الإنجاب وقد أكد لنا تبارك وتعالي هذا المعني في قوله: "لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور. أو يزوجهم ذكرانا وإناثا. ويجعل من يشاء عقيما". ولذلك لا يجوز للرجل تطليق زوجته بسبب خلفة الإناث لأنها لا تملك من أمر نفسها شيئا.. وعلي الزوج أن يرضي بقضاء الله سبحانه وتعالي وقدره وان يحمد الله عز وجل علي أن رزقه البنات وعليه أن يتخذ من الرسول صلي الله عليه وسلم أسوة حسنة فقد كان حبه لبناته يفوق كل تصور.. إذا رأي فاطمة مقبلة.. يتهلل وجهه ثم يقوم من مجلسه ويستقبلها بقبلاته وحنانه ويجلسها بجانبه. وكان الرسول صلي الله عليه وسلم يحث الآباء علي إكرام بناتهم لأن إكرام البنت طريق إلي الجنة.. فهو القائل في حديثه الشريف "من كانت له أنثي فلم يئدها ولم يهنها ولم يؤثر ولده عليها أدخله الله تعالي الجنة" وقال صلي الله عليه وسلم: "من أنجب ثلاث بنات فأدبهن وعلمهن كن حجاباً له من النار وقال رجل: يارسول الله واثنتين قال: واثنتين.. فقال الرجل: يارسول الله وواحدة؟ فقال وواحدة". وينبغي علي الأب ألا يحزن لخلفة البنات لأنهن خير وبركة وقد ورد في الحديث: "إن الله يرزق الأنثي ضعف ما يرزق الولد" وهناك كثير من الأباء تمنوا لو لم يرزقوا بالأولاد الذكور لأنهم ابتلوا بأبناء عاقين أحالوا حياتهم إلي جحيم.. وأرهقوهم بمطالب تنوء بها كاهلهم.