المعركة الدائرة حاليا حول استقلال الازهر و قانون الازهر.. تؤكد ان الاكمة وراءها ما وراءها ..وان الامر يتجاوز حدود نقاء الفكرة و طهارتها و مبدأ استقلال المؤسسة العريقة و الاهداف السامية و النبيلة لها او التي ينتظرها العالم اجمع و ليس مصر فقط .. المزعج في القضية انك تلاحظ بسهولة ..انه كما لو كانت هناك حالة من الاستنفار.. و الاستعداء و الرغبة في التحدي والاقتناص في ظل وجود هالات من التخوين و التشكيك ..و ما يصاحب ذلك من حديث بالاظافر و بألسنة حداد .. و للأسف من أطراف عديدة .. فيما يبقي صوت العقل والحكمة غائباً أو خافتا.. والملاحظة الأهم و الأخطر ان المناقشات تتم او تراها كما كانت صادرة من خنادق متعددة و متصارعة وكأن بينها ثأرا مبيتا.. و كان الجميع يصر علي ان ينظر الي الازهر و يتعامل معه بمنطق ما قبل الثورة و انه المؤسسة التي لاتزال و شيخها في احضان المخلوع .. لا يزال بعض الأزاهرة يتحدثون بألسنة متضاربة متصارعة متعاندة ومن منطلق جبهات مناوئة لبعضها البعض ..كل منها يزعم انه الأكثر خوفا علي الازهر و الأكثر حرصا علي إعلاء شأنه و استعادة دوره القيادي و الريادي و هذا منطق او توجه يجب ان يتغير تماما و ينتهز فرصة التغيير الحقيقي الذي طرأ علي الازهرالمؤسسة و الدور و الشيخ و كلها اشياء ايجابية و ان كانت لا تزال اقل من المأمول الا انه لا يمكن انكار انها خطوات الي الامام .. المناقشات و الاعتراضات و حتي طرق الدفاع و المواجهة سواء من خلال وسائل الاعلام او داخل لجان البرلمان كلها توحي و كأن كل طرف يريد ¢ أزهرً تفصيل ¢ .. أزهر علي مزاجه او علي مقاسه .. و هذا مكمن الخطر و اول مسمار في نعش الانهيار لاي عمل او مؤسسة مهما كانت طبيعتها او شكلها من حق الجميع ان يبدي ملاحظات.. ان يناقش .. ان يقدم افكارا و اطروحات للدفع الي الامام او للتصويب و التعديل الي الافضل وان يفترض حسن النية في التوجه نحو الهدف .. و يجب ان نتحرر من عقدة الخوف .. من الأخر او غيره .. او من سيطرة وهيمنة توجه ما أو فصيل ما علي الحركة السياسية .. و نحذرمن ان تقودنا الي الوقوع في فخ الهاوية ..فنضطرالي العجلة او الي سلق بعض المواد و تمرير البعض الاخر .. و اخراج المولود الحلم مبتسرا او مشوها .. ثم نغرق في محاولات العلاج و البحث عن مواد للترقيع او اجراء عمليات تجميل كنا في غني عنها . اعجبني ما قاله فضيلة الامام الاكبر الدكتور احمد الطيب شيخ الازهر من انه :¢ لا يضيرنا أن يناقش القانون علي أي مستوي. ولدي أية سلطة. فنحن جميعًا في المناخ الديمقراطي نعمل علي تلبية مطالب الشعب. وبخاصة ماصار منها محل إجماع وطني. ونثق أن من ينظر في القانون سيدعمه ويقره. وربما يزيده قوة وتأكيدًا..¢ لذلك اذا ما كانت هناك بعض الملاحظات علي بعض المواد في قانون الازهر الذي صدر قبيل انعقاد مجلس الشعب .. فانه لامانع من مناقشتها بل و مناقشةالقانون كله .. بل و كل التشريعات التي صدرت عن المجلس العسكري خلال فترة و لايته التشريعية .. فالولاية التشريعية الآن للبرلمان و من حقه و من واجبه وفقاً لقواعد العملية الديموقراطية ان يناقش و يعدل بل و يصدر تشريعات جديدة .. اقول هذا و انا اتابع المناقشات الجارية في لجنة الشئون الدينية بمجلس الشعب حول قانون الازهر .. و لغة الخطاب فيها و التي تحمل في طياتها قدرا من المشاعر غير المرغوبة و كأن هناك مواقف مسبقة وتحديا مقصودا .. فضيلة الشيخ سيد عسكر رئيس اللجنة الدينية يوجه رسالة إلي شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب يقول فيها : ¢أعضاء لجنة الشئون الدينية بمجلس الشعب غالبيتهم من علماء الأزهر وأدري بأحواله.. وبالتالي لهم الحق كنواب وكعلماء أن يناقشوا هذا القانون.. طبعا كان الشيخ عسكر يرد علي قول شيخ الازهر ان اهل مكة ادري بشعابها و ان رجال الازهر هم الاقدر و الاجدر بمعالجة شئونه .. النائب محمد عمارة علي ما يبدو استفز و استثار الدكتور حسن الشافعي رئيس المكتب الفني لشيخ الأزهر فاعترض علي الكلام الذي أثاره . قائلا أنه من غير المقبول اتهام شيخ الأزهر والعلماء الذين قاموا بإعداد القانون بالتضليل وعلق قائلا ¢أهل مكة أدري بشعابها.. ونحن علماء الأزهر منعنا كثيرا من التحدث وعندما قامت الثورة استنشقنا جميعا رياح التغيير. * والذي يجب أن يتبعه إعادة الأزهر لقوته ومجده وقال الدكتور الشافعي: ¢أنا رجل تخطيت 80 عاما. ومن غير المقبول أن أسمع بأن الأزهر سعي إلي إخراج قانون تطوير الأزهر بسرعة دون عرضه علي مجلس الشعب. مبينا إلي أنه ليس لمصلحة علماء الأزهر خيانة شعبهم أو وطنهم الجميع يعلم أن قانون الأزهر الشريف صدر في عام 1961 في غفلة من الزمن وكان يراد به تحجيم دور الأزهر وتهميشه وتفريغه من مضمونه¢. النقطة المهمة التي اثارها د.الشافعي أن هذا القانون تم عرضه علي جبهة علماء الأزهر ووافقوا عليه. واعتبروه الخطوة الحقيقية لاستعادة الأزهر مجده الذي سلب منذ الستينيات .. يا سادة نريد ان نهتف مع امير الشعراء احمد شوقي ونردد ما قاله في الازهر : قم في فم الدنيا وحي الأزهرا وانثر علي سمع الزمان الجوهرا واجعل مكان الدرِّ إن فصلتَهُ في مدحِه خرزَ السماءِ النيِّرا واخشع مليًّا. واقض حق أئمة طلعوا به زُهرا. وماجوا أبحرا كانوا أجل من الملوك جلالة وأعز سلطانًا. وأفخم مظهرا و لا نريد ان نسمع مرة اخري ما قاله الشاعر الكبير هاشم الرفاعي حين استاء من الاوضاع التي وصل إليها الازهر واضطر الي رثاء الازهر قائلا معارضا قصيدة شوقي : قف في ربوع المجد وابك الأزهرا واكتب رثاءَكَ فيهِ نفثةَ موجَعي... واجعل مدادَكَ دمعَك المتحدرا المعهد الفردُ الذي بجهاده... بلغت بلاد الضاد أعراف الذُّرَي سار الجميع إلي الأمام وإنه... في موكب العلياء سار القهقرَي لهفي علي صرحي تهاوي ركنه.. قد كان نبعاً بالفخار تفجَّرا من كان بهجةَ كل طرفي ناظري... عادت به الأطماع أشعث أغْبَرَا ما أبقت الأيدي التي عبثت به.. من مجدِه عرضًا له أو جوهرا... ** بعد الثورة باذن الله لن يكون هناك مجال للعبث لا بالازهر و لا بغيره ان شاء الله ..