أنشودة عذبة نأمل أن تنطق بها حناجرنا في عرسنا الكبير ونحن نحتفل بالذكري الأولي لثورة الخامس والعشرين من يناير. أنشودة تعبر عن شوقنا للأمن والسلام وتحمل عهدا وميثاقا منا في العام الثاني من عمر الثورة بأن نكف عن الأخطاء والسلبيات التي قام بها بعض من يريدون إفشال خطانا وإطفاء شموعنا!! الناس كلها تتساءل: هل سنشهد ميدان التحرير هذه المرة علي عظمة مصر أرقي الحضارات وعلي أمنها الحريص علي شموخها وهو الذي طالما أقنع العالم بعبقرية الإنسان المصري! أحلامنا قلقة تسألنا هل ستعيدون روح ميدان التحرير للعالم حينما قدم له ثورة سلمية ناجحة لم ير بريقها من قبل. و كيف؟؟؟ ذهبنا نبحث عن نبضات قلوب أبناء مصر حيال هذا الحدث الكبير الذي جسّده المشير طنطاوي في أن يكون عيدا قوميا لمصر. واحد من مفكري مصر الكبار الدكتور محمد عبدالسلام رئيس قسم اللغة العربية بكلية التجارة بجامعة عين شمس يقول: نتوق إلي أن يطرح لنا هذا الاحتفال قيما غابت عن زماننا طويلاً بينما كانت تتسم بالأصالة والمعاصرة. وكم يكون رائعا أن تبدأ خريطة الطريق هذه من مشروع التعليم كأهم مشروع يقود قاطرة التنمية وبداية الخطي تكشف عيدنا الأول وتتمثل في كلمات الشيخ الشعراوي "الثائر يثور لمحاربة الفساد ثم يهدأ لبناء الأمجاد" ولذا فعلينا أن نفوت الفرصة علي كل آثم شرير يحاول أن ينال من مقدرات وطننا وعلي الثوار القائمين وعلي هذا الاحتفال أن يقدموه للعالم بشكل حضاري يملأنا بالفخار. والواقع علي ما يبدو في ساحة الثوار بل في ساحة الشعب المصري كله أن الجميع يلهثون باتجاه أن يكون هذا العيد عيدا قوميا لمصر تباهي به العالم وكلنا يعرف أن العيد هو نبض الشعوب وصانع المعجزات فقد اعتمد الزعيم جمال عبدالناصر علي الأغنية لبناء أمجاد ثورة 23 يوليو حيث أجج مشاعر المواطنين بعطاء الفنانين كمثال للدور الذي قامت به الأغنية في عهد عبدالناصر تجد أغنية هنبني السد وأغنية أنا الشعب لا أعرف المستحيل وغيرها .. وهكذا سمعنا في الأيام الأخيرة أن القائمين علي تنظيم حفل عيد الثورة سيهتمون جداً بدور الفن في هذا الاحتفال وأن الأغنية ستعبر عن روح ميدان التحرير وأن محمد منير وعلي الحجار قد حشدا كل جهودهما في هذا الاتجاه. كما أعلنت الفنانة الكبيرة الدكتورة مشيرة عيسي بطلة مصر في العزف علي البيانو ستقيم حفلا موسيقيا كبيرا في "حب مصر" وستقود موسيقاها أن الموسيقي هي نبض الشعوب وستؤكد المقطوعات التي ستعزفها ستشهد للعالم أن مصر هي نبض كل مصري وهي معروفته وتحفته الكبيرة في آناء الليل وأطراف النهار. أما عاشقة مصر سامية زين العابدين فقد طلبت من المشير طنطاوي فرق موسيقي الجيش تحيط بميدان التحرير ويعزف معها الحضور في الحفل أنا.. أنا الشعب لا أعرف المستحيل. وتمضي موسيقي الجيش تعزف موسيقي لإذكاء روح الفرحة في هذا العرس الكبير. نتابع جولتنا ونعود نبحث عن آمال وأحلام المواطنين يوم عيدهم القومي عيد ثورة 25 يناير ويحدثنا الدكتور عبدالفتاح أبوالفتوح وكيل كلية الدراسات الاسلامية بجامعة الأزهر حيث يبادرني ويقول: تسألني عن الآمال التي أرجو أن نعيش فرحة تحقيقها وأقول لك أتمني أن نهنيء بعضنا البعض بأننا عشنا بالفعل احتفالا عبر عن شعب مصر قد احتفل جمعيه بأعظم ثورة في تاريخ مصر.. تلك الثورة العظيمة التي فجرها شباب مصر ثم لحق بها شيوخ ونساء وأطفال مصر فهي ثورة ملهمة للعالم كله أشاد بها القاصي والداني.. فقد كانت ثورة بيضاء سلمية قامت لمواجهة قوي البغي والفساد وأحلم بأن يكون هذا الاحتفال مناسبة فريدة من نوعها لإعلاء القيم الرفيعة الحضارية وتجسد بتعبير قوي عن روح الأخوة التي تجمع بين المصريين مسلمين ومسيحيين منذ عشرات القرون وتكون هذه الذكري إعلاءً لقيم التراحم بين المصريين فتجمعهم الوحدة وتكون هذه الذكري عاما بعد الآخر إشعاراً وتأكيدا عن القيم النبيلة التي تتجسد في العبارة الشهيرة "الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية". يتابع الدكتور عبدالفتاح حديثه فيقول: نريد المباديء النبيلة التي قامت من أجلها الثورة وهي الحرية والعدالة والمساواة. وهي قيم إسلامية نبيلة دعا إليها وأرسي مبادئها النبي صلي الله عليه وسلم من خلال الشرع الحنيف في كتاب الله وسنة سوله فلقد قال الحق تبارك وتعالي "إن الله يأمر بالعدل والإحسان" "النحل- 90" قال النبي صلي الله عليه وسلم: "الناس سواسية كأسنان المشط" وقال صلي الله عليه وسلم: "الناس لآدم وآدم من تراب لا فضل لعربي علي أعجمي ولا لأبيض علي أسود إلا بالتقوي" وقال عمر بن الخطاب في مقولته لعمرو بن العاص فاتح مصر: متي استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً. إذن فبالحرية والعدالة يستقيم أمر الأمة ويعم الخير والرخاء وننعم بالأمن والأماني والاستقرار ونعيد لأمة الإسلام عزتها وريادتها في أن تصبح حقا كما قال الحق تبارك وتعالي: "كنتم خير أمة أخرجت للناس". "آل عمران" وننطلق في جولتنا ونلتقي بالسيدة همت سعيد سالم تقول أنا من الذين يشغلون حزب الكنبة تقول في الحقيقة فرحنا جدا من الثورة في بداية انطلاقها ولكن حينما تصدي لها اللهو الخفي وأعمل في ميادينها القتل والانفلات الأمني هنا حزب وآثرنا الصمت ولزمنا الكنبة وما نريده في أجواء العيد القومي تغير كل الشوائب والسلبيات وإذا نجح المجتمعون في هذا الحفل في إذكاء ممروح ميدان التحرير وهجر السلوكيات البيئة ومجموعة مظاهر السلوك السيء لدي البعض فسنعود حتما إلي صفوف ميدان التحرير ونقيم علي مدي العصور رمز للشموخ في مصر وسنقدم استقالتنا فورا من حزب الكنبة. يوم عمل وانتاج قمة أحلام وأفكار من نوع آخر تقدمه الدكتورة زينب صالح الأشوح أستاذ الاقتصاد الإسلامي بجامعة الأزر تقول: أتوق إلي أن يتحول هذا الاحتفال إلي لقاءات عمل. فما أحوجنا إلي العمل. خاصة بعد أن أعلن المسئولون عن توقف الانتاج في 1200 مصنع أثناء العام الأول للثورة. * كيف تتطلعين إلي تحويل ميدان التحرير إلي يوم عمل وانتاج؟ تجيب أستاذ الاقتصاد د. زينب صالح: مثلا يلتقي بعض رجال الأعمال في تجمعات صغيرة مع الشباب وحتما سيجدون بينهم خبرات رائعة فاتها قطار العمل فيختارون منهم بعض من يحتاجون لمصانعهم وقد يلتقي بعض الخيرين بشباب وشابات يناقشون في مساعدتهم بسلفة صغيرة ثلاثين جنيها ويأخذونهم في مصانعهم ويدربونهم علي انتاج قطع صغيرة .. تحتاج خبرة كبيرة وينتجها الشباب في بيته حتي لا يستأجر لها محلا ويقومون بشرائها منهم.. وفي مجموعة أخري قد يلتقي عددا من مهندسي الزراعة ببعض الموجودين في نادي التحرير من القادمين من الريف ويشرحون معهم امكانية إحياء زراعات قديمة كانوا يزرعونها ونسوها مثل أشجار الكتان الذي يستخلصون منه الزيت الحار وبعد أن تخلوا عن زراعته أخذته منا أمريكا وأوروبا.. وزرعوه في بلادهم بعد أن ثبت لهم أنه من أفيد الزيوت لصحة الإنسان وحرصت أن يعود المصري لطبق الفول بالزيت الحار وهكذا يتحول العيد إلي فرحة وانتاج. وختام هذه السطور مع الدكتور السيد شكري العميد السابق لكلية العلاج الطبيعي بجامعة القاهرة حيث يقول: نريد ألا يحدث الا حتفال بعيد الثورة نوعا من المحاكاة لما حدث في الأيام الأولي لثورة 25 يناير المجيدة وهي السلمية أن يستمر الحفل يوما واحدا فنعود ندفع بعجلة الانتاج إلي الأمام و كفانا احتجاجات وتجمعات وقطع طرق وتعطيل مصالح الناس ويصبح هذا الاحتفال معبرا عن عبقرية الإنسان المصري.