قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ¢إن من عباد الله أناساً ماهم بأنبياء ولاشهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة لمكانهم من الله تعالي. قالوا: يارسول الله: أخبرنا من هم! قال: هم قوم تحابوا في الله علي غير أرحام بينهم ولاأموال يتعاطونها. صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم. الإنسان أحياناً يحب أقرباءه بدافع فطري. وقد يحب من ينفعه بدافع شهوائي. أما أن تحب أخاً لا تربطك به قرابة. ولانسب. ولامصلحة. ولاتعامل. ولادرهم. ولادينار. فهذه المحبه خالصة لوجه الله عز وجل. وقد ذكر النبي عليه الصلاة والسلام عن هؤلاء فقال: والله إن وجوههم لنور. وإنهم لعلي نور. لايخافون إذا خاف الناس. ولايحزنون إذا حزن الناس. ثم تلا قوله تعالي: ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون"62" "سورة يونس" حتي إن الحب عند رسول الله صلي الله عليه وسلم هو الأصل. والبغضاء مشتقة من المحبة. فلأن النبي عليه الصلاة السلام: يحب الله يبغضن أعداءه. لأنه يحب الطائعين يبغض العصاة. لأنه يحب المؤمنين يبغض الكافرين. البغضاء يجب أن تنطلق من المحبة. لأن المحبة هي الأصل. ولكن النبي عليه الصلاة والسلام يعطي توجيهاً دقيقاً. يقول: أحب حبيبك هوناً ما. عسي أن يكون بغيضك يوماً ما. وأبغض بغيضك هونا ما عسي أ يكون حبيبك يوماً ما. لحرص النبي عليه الصلاة والسلام. وعلي تمتين أواصل المحبة بين الناس سن آداباً اجتماعية غاية في الأهمية. فقال عليه الصلاة والسلام: إذا كانوا ثلاثة فلا يتناجي اثنان دون ثالث. فإن ذلك يحزنة. من آداب الصحبة. ومن آداب العلاقات الاجتماعية أننا إذا كنا جميعاً فلا يتناجي اثنان دون ثالث. فإن ذلم يحزنه. من الآداب الاجتماعية التي تسبب النفور. لايقيمن أحدكم رجلاً من مجلسه ثم يجلس فيه.أن تقول لفلان: اجلس لأقعد مكانك. هذا يسبب إحراجاً. واستهانة بمكان الأخر. نهي النبي عليه الصلاة والسلام أن يقيم الرجل أخاه ليجلس مكانه. شئ أخر: لايحل كما قال عليه الصلاة والسلام لرجل أن يجلس بين اثنين إلا بإذنهما. ومن دواعي المحبة إفشاء السلام بين الناس. فكان عليه الصلاة والسلام يكثر من السلام علي الناس. كان يسلم علي الصبيان. أمرنا بإفشاء السلام. وبذل الطعام. والصلاة. بالليل والناس نيام. حتي ندخل الجنة بسلام. يقول عليه الصاة والسلام: إذا دخلت أهلك فسلم. يكن سلامك بركة عليك وعلي أهل بيتك. قل: السلام عليكم. يذهب عنهم الشيطان. يحل الوئام والمودة. وكان يقول عليه الصلاة والسلام: ثلاث يصفن لك ود أخيك» تسلم عليه إذا لقيته. وتوسع له في المجلس. وتدعوه بأحب أسمائه إليك. وكان يقول عليه الصلاة والسلام: تصافحوا يذهب الغل أي الحقد من قلوبكم. والوفاء مما يديم المحبة بين الناس. فالوفاء عنوان المحبة. والمحبة دليلها الوفاء. والوفاء والمحبة لا يفترقان. ذات يوم زارته بالمدينة المنورة سيدة عجوز. فخف عليه الصلاة والسلام للقائها في حفاوة بالغة. وأسرع فجاء ببردته. وبسطها علي لتجلس عليها. وبعد انصرافها سألته السيدة عائشة عن سر هذه الحفاوة البالغة. فقال: هذه كانت تزورنا أيام خديجة. وإن حسن العهد من الإيمان. الوفاء دليل المحبة. بل إنه سور المحبة. وأما الخصام الذي يبدو بين الناس. فهو الذي يفتت المحبة. وهو الذي يذهبها. فكان عليه الصلاة والسلام يقول: كفي بك إثماً ألا تزال مخاصماً. ومن هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه. ما لي أسمع أن فلاناً خاصم فلاناً سنتين. ولم يتكلما. وكلاهما مسلم. من هجر أخاه سنة كان كسفك دمه. والخصام قد يتأتي من المشاحنة. والمماراة. والجدل المغرض. لذلك مر النبي عليه الصلاة والسلام بيوم بأربعة من أصحابه هم أبو الدرداء. وأبو أمامة. وائل بن الأسقع. وأنس بن مالك. رآهم يتجادلون. ويتمارون في أمر من أمور الذين فغضب عليه الصلاة والسلام غضباً شديداً. ثم قال: مهلاً يا أمة محمد. إنما هلك من كان قلبكم بهذا. ذروا المراء- المشاحنة- لقلة خيره فإن المماري قد تمت خسارته. ذروا المراء فكفي بك إثماً ألا تزال مماريا دعوا المراء فأنا زعيم لثلاثة أبيات في الجنة لمن ترك المراء وهو صادق ذروا المراء فإن أول ما نهي عنه ربي بعد عبادة الأوثان هو المراء.