قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "خذ الحكمة ولا يضرك من أي وعاء خرجت" رواه الترمذي هذا الحديث توجيه حكيم من النبي صلي الله عليه وسلم لنحرص علي طلب العلم وأخذه من كل مظانه وبجميع وسائله. لأنه غذاء للروح. والروح لا تشبع من أي غذاء كما يشبع الجسد. إنه غذاء مبثوث في الكون كله أرضه وسماءه. يمكن العثور عليه بطريق مباشر أو غير مباشر وبالفكر والتأمل والبحث والتجربة بالقراءة والاستماع في المدرسة والمكتبة وفي البيت وفي النادي. من الصحف والمجلات وسائر الوسائل التي تنفس عنها التطور الحديث. إن العاقل لا يترك فرصة للمعرفة إلا انتهزها ولا تضره الأوعية التي أخذت منها وقد قال بعض الحكماء: لا تحقروا صغيراً تأخذون عنه والراغب في المعرفة ليشبع فيه غريزة حب الاستطلاع يتحمل المشاق في سبيل تحقيق هذه الرغبة التي لا تحدها حدود لطالب. وقد قيل في الحكمة: منهومان لا يشبعان. طالب علم وطالب مال. والعاقل من طلاب الحكمة لا ييأس إذا تعثر في الطريق فالطريق ليست دائما مفروشة بالورود ومن سار علي الدرب وصل وكم من عظماء تعثروا في بدء حياتهم. فانتهوا إلي خير أحسوا حلاوته بقوة. فبعدها تتميز الاشياء.. والله سبحانه وتعالي يقول "وتلك الأيام نداولها بين الناس" فلا ينبغي أبداً أن تضيق الدنيا في وجه طالب العلم أن كبا جواده مرة. فالحياة تتقلب بين اليسر والعسر والنجاح والفشل ومادام هناك أمل يعززه عمل فالرجاء في النجاح مكفول بعون الله. والحديث الشريف يحذرنا من اليأس المفضي إلي التخلص من الحياة لا يتمنين أحدكم الموت لضر أصابه فإن كان لابد فاعلاً فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خير الي وتوفني ما كانت الوفاة خير. إن الذي يساعد علي مواجهة الصعاب في سبيل العلم وطلب الحكمة هو الايمان الذي يملأ النفس بالأمل والرضا. والرضا بما قدر الله فعسي أن يكون فيه الخير والله يعلم وأنتم لا تعلمون.