أكد العلماء والجماهير أن المرحلة القادمة تتطلب أن يكون جميع المصريين علي قلب رجل واحد لإعادة بناء الوطن وتعمير ما تم تخريبه.. وأشاروا إلي أن المحافظة علي مكاسب الثورة مسئولية الجميع من خلال تغيير النفس للأفضل وتنشيط عجلة العمل وتقوية الانتماء الحقيقي والتصدي للظلم والفساد.. وطالبوا بتطبيق مبدأ الثواب والعقاب والشفافية وأن يتم تداول السلطة. البداية كانت مع الجماهير: * أحمد رشاد موظف: ما حدث في مصر ليس بالأمر الهيِّن فقد كتب هؤلاء الشباب تاريخاً جديداً وواقعاً جديداً لهذا البلد العظيم ولابد من ترجمة هذا إلي عمل واقعي نجني ثماره جميعاً ولابد أن يكون ميدان التحرير انطلاقة لتعمير مصر وتنميتها والنهوض بها. طاقة الشباب * يحيي إبراهيم موظف بمصنع ملابس: أري أن الشباب المصري صار موثوقاً فيه وقادراً علي فعل المستحيل لذا لابد من استغلال طاقته وقدراته فيما فيه نهضة مصر وإصلاحها سياسياً واقتصادياً وهذا لن يتحقق دون عمل. الصالح العام * رياض عبدالعاطي عامل: لابد من عودة الحياة إلي طبيعتها إذا أردنا حقاً صلاح هذا البلد وهذا لن يتحقق طالما هناك فئات من المجتمع تصر علي مصالحها الشخصية وتنظم الاعتصامات والاحتجاجات وتغض طرفها عن المصالح العامة وصالح البلد. العمل الجاد * جلال عبدالعليم عامل: للأسف الشديد الغالبية العظمي من الشعب المصري يتكلم كثيراً ويعمل قليلاً وهذه هي إحدي المشكلات.. فالمرحلة القادمة تتطلب العمل الجاد والإخلاص فيه. * إسحاق خلف.. مدير مشتريات بإحدي الشركات: للأسف الشديد حركات الاعتصامات والإضرابات عن العمل التي عمت كل مصر أوقفت الإنتاج في قطاعات كثيرة وهذا بالطبع أثر وسوف يؤثر بالسلب علي الاقتصاد المصري ولابد أن يعي الجميع خطورة ذلك ولابد من العمل والإنتاج لتعويض الخسائر التي وقعت. * محمد عبدالمنعم.. نجار مسلح: كنت أعمل بانتظام قبل ثورة 25 يناير لكن الظروف تغيرت وحركة العمل توقفت بسبب الظروف الماضية لكن اليوم بدأ العمل لكن بالنسبة لي لم أقدر علي العمل لأن أخي مفقود منذ 28 يناير ولا أعلم عنه شيئاً فأنا لا أقدر علي العمل ولا حتي النوم أو الأكل وأخي غائب ولا أعرف عنه شيئاً. الإسلام والعمل أوضح الدكتور طلعت أبوصير الأستاذ بجامعة الأزهر أن الإسلام يدعو إلي العمل فالعمل هو الوسيلة الوحيدة لحياة الإنسان وإذا توقف الإنسان عن العمل فلن يجد طعامه وشرابه وسائر مستلزمات حياته ولا يقعد الإنسان عن العمل إلا العجز أما غير ذلك فلا ينبغي أن يحول بين الإنسان وبين العمل الذي أمر الله به ودعا إليه في قرآنه الكريم حيث قال تعالي: "وقل اعملوا فسيري الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلي عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون" فالحياة بلا عمل خسران وضياع فمطلوب من كل مسلم صغيراً كان أم كبيراً أن يعمل ويسعي إلي العيش وإذا كنا قد ألجأتنا ظروف خاصة إلي القعود عن العمل فلا ينبغي أن يطول ذلك بل يجب أن ينصرف كل إنسان إلي عمله.. الطالب يتعلم والمعلم يدرس والصانع يصنع حتي نعوض مافات ونصل إلي الغايات.. ولابد أن نتذكر جيداً قول النبي صلي الله عليه وسلم ودعاءه: "اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل ومن الجبن والبخل ومن غلبة الدين وقهر الرجال".. وكذلك قوله صلي الله عليه وسلم : "من بات كالاً من عمل يده بات مغفوراً له". وأشار إلي أن الإسلام حث علي العمل وضرورة أن يعمل الإنسان وينتج وحث كذلك علي ضرورة إعطاء الأجير أجره حيث قال صلي الله عليه وسلم : "أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه" وقال كذلك: "ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة رجل أعطي بي ثم غدر ورجل باع حراً فأكل ثمنه ورجل استأجر أجيراً فاستوفي منه ولم يعطه أجره فنحن جميعاً يجب أن نعمل بجد لتسديد نفقات الحياة وضرورات العيش فمن أين لنا بهذا إذا قعدنا عن العمل فقد تحقق لنا ما قصدناه وعلينا الآن أن ننصرف إلي العمل النافع والدعوة إلي الخير وإعانة الملهوف وتحصيل القوت. كرامة الإنسان أكدت الدكتورة آمنة نصير العميدة السابقة لكلية الدراسات الإسلامية بالإسكندرية بجامعة الأزهر أن النظرة إلي الغد تحتاج عدة أبعاد أولها حماية كرامة الإنسان وعدم التنازل عنها بعد هذه الثورة وهذا يتطلب أن يعرف كل فرد جيداً ما له وما عليه فالله عز وجل يقول: "ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر". فالله عز وجل كرَّم الإنسان وحفظ كرامته فلماذا يتنازل هو عن كرامته لأي شخص كان. أضافت: إن الفترة العصيبة التي مرت بها البلاد أثرت بلا أدني شك علي اقتصاد البلاد ولن تتعافي مصر وتستعيد قوتها إلا بأيدي أبنائها وبعملهم والإخلاص في العمل وإعطائه حقه وذلك كما أمرنا سيد الخلق صلي الله عليه وسلم : "إذا عمل عامل منكم عملاً فليتقنه" فاتقان العمل والتفاني فيه رفعة للوطن ونهضة به". فمن أولي أولويات حب الوطن اعطاؤه حقه أن يقوم كل إنسان بعمله علي الوجه الأكمل دون تفريط أو تقنين لقد ضرب النبي صلي الله عليه وسلم أروع الأمثلة في حب الوطن عندما طرده أهله من مكة مسقط رأسه وموطنه نظر إليها والدموع تذرف من عينيه وهو يردد: "والله لولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت وإنك أحب البلاد إلي الله وإلي قلبي". وأشارت الدكتورة آمنة إلي أن حب الوطن ليس كلاماً جزافياً يتردد علي الألسنة فهو يعني حمايته من الترهل والتخريب من أي أيد تحاول تدنيسه والإساءة إليه. وطالبت د.آمنة الشعب المصري بكل فئاته ألا يعود إلي ثقافة النفاق وإغراء الحاكم وإغواء المسئول والإغواء لا يكون بعذب الكلام إنما قد يكون بغض الطرف عن الأخطاء وتجميل سوء العمل. وليضع كل منا قول النبي صلي الله عليه وسلم نصب عينيه: "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته".