من هو رئيس مصر القادم؟، سؤال مطروح وبقوة، سواء علي المستوي المحلي أو الإقليمي أو الدولي، خاصة أن خريطة الطريق تسير بخطي ثابتة نحو الهدف الذي وضعت من أجله، وأيا كانت الأطروحات والأسباب التي يسوقها كل طرف، أقول وبوضوح إنه ليس مهما اسم الرئيس، المهم مواصفاته وقدراته وإمكانياته، وقدرته علي إقناع شعب بحجم وعبقرية الشعب المصري، فهذا الشعب العظيم يحتاج إلي زعيم يستفز ملكاته ليخرج أفضل ما فيه، فالمصريون شعب عريق يتميز بأنه لا يستيقظ إلا عندما يتعرض للخطر، استشعار الخطر فقط هو ما يجعله يصحو وينتبه ويثور، ليكسر شرنقة التواكل واللامبالاة التي يضع نفسه فيها بإرادته أحيانا، أو بأن تفرض عليه، المهم أنه عند المواجهة يظهر لنفسه وللعالم طاقات مارد جبار، عمره سبعة آلاف سنة تحضر وإبداع، حدث ذلك كثيرا علي مر السنين، فعندما استشعر خطر التتار، ماذا فعل؟ وعندما حاول الصليبيون فرض إرادتهم ماذا فعل، التاريخ يسوق الكثير والكثير، وفي العصر الحديث ، أمامنا ثورتا 25يناير، و30يونيو، ومن قبلهما مساندته لثوار يوليو، المهم من الذي يستطيع أن يقنع هذا الشعب بأن يلتف حوله، من الذي يستطيع أن يتفهم طبيعة هذا الشعب، حتي لا يدخل الشرنقة مرة أخري، ويستشعر باستمرار الخطر الذي يواجهنا، فمصر دولة مستهدفة، أعداؤها يتربصون بها ويتحينون الفرص للانقضاض عليها، والنيل منها، والأسباب كثيرة، موقعها المتميز وتأثيرها الحضاري، والعالم أجمع يعلم أن استعادتها لبريقها علي المستوي الإقليمي، يعني أن القاهرة ستعود مرة أخري لتصبح مركزاً محورياً للمعرفة، والثقافة وللقوة السياسية والدبلوماسية، مرة أخري أقول ليس مهما اسم الرئيس القادم، المهم أن كل من يريد أن يقدم نفسه لينال شرف قيادة مصر، أن يدرك أن مصر عصية علي الطغاة، وأن من يحنو عليها وعلي شعبها، ستقف وراءه تسانده وتهتف بحياته، وعكس ذلك سيلقي مصير الطغاة، ويذهب إلي مزبلة التاريخ غير مأسوف عليه.