انتبه .. فأنت مراقب من العم سام.. وكل الإدارات الأمريكية بداية من المخابرات ال (CIA) ومرورا بوزارة الدفاع (البنتاجون) ومكتب المباحث الفيدرالية ال (FBI) وحتي صفحتك علي مواقع التواصل الاجتماعي وأبرزها: (تويتر) و»الفيس بوك« ومحركات البحث وأشهرها علي الإطلاق: »جوجل« أما كيف.. فهذا هو محور السطور القادمة.. والحكاية بدأت في الانكشاف منذ أيام قليلة مع تبعات كشف فضيحة الأمريكي (سنودن) الذي كشف المستور عن تجسس أمريكي علي باقي العالم.. ووصول الأمر لداخل منزل أي شخص من ال 5 مليارات حول الكرة الأرضية، فقط إذا أراد العم سام.. ذلك.وآخر تلك التسربيات كانت حول برنامج تستخدمه وكالة الأمن الأمريكي ويسمح لموظفي المخابرات الأمريكية فقط بالاطلاع علي سجلات التصفح عبر شبكة المعلومات الدولية الإنترنت.. بما في ذلك كل العمليات الخاصة بالبحث والمحتوي مع كل تفاصيل الرسائل الإلكترونية وغرف الدردشة وتبادل الصور والفيديوهات والمعلومات والتعليقات والمشاركة عبر وسائل تواصل اجتماعي وأشهرها بالطبع: الفيس بوك. والبرنامج الذي يسمي: X Keyscore يوصف بأنه الجاسوس الأحدث في الوسائل الإلكترونية.. ويمكن لأي شخص أن يتدرب علي كيفية استخدامه مهما كانت اللغة المستخدمة أو البرنامج أو البلد الذي يوجد به المستخدم للكمبيوتر والمستهدف بمراقبته من أجهزة التجسس الأمريكية. والخطير هنا.. كما يري المراقبون للناس حول العالم من خلال مثل تلك البرامج.. إنه بإمكانهم ليس مراقبة أي شخص عادي حول العالم.. حتي وإن لم تحم حوله الشبهات. بل أصبح بإمكانهم وهذا هو بيت القصيد مراقبة واكتشاف أي خلية إرهابية من خلال تتبع استخدام لغة أو برامج غريبة عن بلد ما أو عمليات بحث مشبوهة يقوم بها المستخدم.. وتتكرر بصورة منتظمة. وبفضل مثل هذه البرامج.. تقول صحيفة (الجارديان) البريطانية.. أنه أمكن اعتقال مايزيد علي 300 إرهابي حول العالم! وكرد فعل لذلك.. أعلن مسئول أمريكي عن نية الإدارة الأمريكية نشر برامجها الخاصة بالرقابة التي تخص وكالة الأمن القومي. إلا أنه قال إن تلك المعلومات حساسة للغاية وتتضمن معلومات سرية من ضمنها الملف الخاص بالاستخبارات الخارجية.. وما قاله المسئول الأمريكي جاء تعقيبا علي تصريح سابق لمدير وكالة الأمن القومي الجنرال كيت الكسندر أكد فيه علي أهمية الدعم لمثل تلك البرامج الرقابية للأمريكان وأمن أمريكا والعالم كله. وحسب جلين جرينوالد.. الصحفي الذي كشف عن تلك البرامج السرية بصحيفة الجارديان البريطانية.. فإن هناك الكثير من البرامج الخاصة بالتجسس لايزال الكثيرون لايعرفون عنها شيئا.. وأن الإرهاربي الذي لايعلم أن أمريكا تريد التجسس عليه.. هو إرهابي لايمكنه حتي كتابة اسمه.. أو حتي تفجير قنبلة ما علي الأراضي الأمريكية أو في أي مكان بالعالم! وفي ذات السياق.. دخل موقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) الحلبة.. بالإعلان عن تلقيه أكثر من عشرة آلاف طلب من عدة هيئات حكومية أمريكية.. بهدف معرفة بيانات لعدد من المستخدمين في النصف الأخير من العام الماضي فقط. وهناك كشف حدث بالفعل لهذه البيانات.. وتم تسريبها عن طريق الفيس بوك وخلال 6 شهور فقط.. وبعد اتفاق تم مع سلطات الأمن القومي الأمريكي.. وأجهزة استخباراته المختلفة! وحسب تيد أوليوت المستشار العام للفيس بوك.. فإن الطلبات تراوحت مابين البحث عن طفل مفقود أو معلومات عن هارب من العدالة ويريد مأمور أمريكي البحث عنه وتتبع خطواته أو طلبات عديدة لمسئولين أمريكيين بالأمن القومي.. حول توقع أو وجود تهديدات فعلية بأعمال إرهابية علي الأراضي الأمريكية. وبالطبع.. لاقت تلك الأخبار الاستهجان سواء التي خرجت من (سنودن) الذي كشف المستور حول تجسس أمريكا علي العالم.. وحتي الشخص العادي في بلد ما في مكان ما.. أو حتي داخل منزله المتواضع! أو تلك التي سر بها موقع التواصل الاجتماعي (الفيس البوك) التي أثارت موجة من الغضب الشديد والاستنكار من مستخدمي الموقع الذي يقترض فيه أقصي درجات السرية والشفافية وحماية خصوصية مستخدميه.. لا أن يكون أحد أدوات وكالة الأمن القومي الأمريكي وضمن برنامج المراقبة الأمريكي للعالم كله!