هيوجاكمان فى العرض الخاص لفيلم الرجل الذئب السينما من بين الأنشطة التي أصيبت بضربة قاصمة، بعد قرار حظر التجول، معظم دور العرض علقت العمل بها، حتي في الفترة الصباحية، لقلة عدد الرواد، وتلك الأفلام المصرية التي كانت تحقق إيرادات يومية ضخمة، في أيام عيد الفطر وما بعدها، أصيبت بسكتة قلبية، وإن كان معظمها لم يكن يستحق عناء الخروج من المنزل، ودفع ثمن التذكرة، ولكن جمهور الأفلام الأجنبية، كان ينتظر بفارغ الصبر انتهاء أسبوع العيد، حتي يتمكن من متابعة الأفلام التي كان ينتظرها، مثل المقاتل الوحيد لجوني ديب، والرجل الذئب لهيو جاكمان، والأرض الثلجية لنيكولاس كيدج، أصبح علي هذا الجمهور أن ينتظر شهرا، حتي تنتهي أيام الحظر ويعود إلي هوايته في الذهاب لقاعات السينما مرة أخري! ولكن علي الناقد أن يتابع الأفلام بغض النظر عن كونها تعرض في دور السينما، أم لا، والحمد لله فإن الحظر لايمنع من تحميل نسخ جيدة للأفلام حديثة الإنتاج ، بعد بداية عرضها في أي مكان في العالم بأقل من أسبوع! وربما يكون حظي في هذا الشأن أفضل من غيري، نتيجة سرعة الإنترنت، والرغبة في الملاحقة لكل ماهو حديث في عالم صناعة الأفلام! ولكن الملاحظة، التي لاتخفي علي المراقب أن أفلام النصف الأول من العام، لم تكن علي المستوي، ومعظمها جاء مخيبا للآمال، بغض النظر عن حجم الإيرادات، طبعا الكلام عن سوق السينما الأمريكية، ويبدو أن شركات التوزيع تؤجل عرض الأفلام الجيدة لموسم الشتاء، وهو الموسم الذي يضم في أغلب الأحيان تلك الأفلام التي يمكن الرهان عليها وترشيحها لجوائز الجولدن جلوب والأوسكار! وعلينا أن نضع في الاعتبار أن نسبة قليلة من الأفلام المنتجة سنويا، هي التي تتمتع بمستوي فني متميز، أما النسبة الأكبر، فهي تتراوح بين المتوسطة والرديئة، وسوف تندهش أن تلك الأفلام يلعب بطولتها كبار النجوم، ولكن لن تطول دهشتك عندما تعرف أن هذه المشاركه ضرورية بل حتمية، حتي تظل عجلة الإنتاج دائرة في صناعة السينما التي يعمل بها آلاف البشر من المبدعين، ورغم أن الجماهير تتحرق شوقا في انتظار أي فيلم جديد، لجوني ديب صاحب أهم موهبه وكاريزما بين نجوم السينما المعاصرين، إلا أن اختياراته الغريبة، تصدم عشاقه وهم كثر، ولك أن تدرك أن أفلامه الأخيرة جاءت علي غير مايهوي أي متيم به، ولكنه من هذا النوع الذي يعشق تقديم الشخصيات السينمائية المركبة، التي تمتعه هو شخصيا وهو يؤديها، ضاربا عرض الحائط برأي النقاد، أو حتي رأي الشباك، ورغم ذلك فهو لايزال أعلي نجوم السينما أجرا، وأكثرهم قربا لقلب الجماهير، إلا أنه بعيد عن ترشيحات الجوائز، لأن أدواره ممكن أن تدخل تحت تصنيف الأعمال الطريفة، ولكنها لاتؤهل من يتقمصها لأي جائزة! يقدم جوني ديب شخصية هندي أحمر، عاش علي الأرض الأمريكية مع بداية اكتشاف القارة، وتعرض مثل السكان الأوائل لحملات إبادة من الرجل الأبيض، وهو شاهد علي الجرائم التي ارتكبت من المغامرين واللصوص والقتلة الذين أتوا من أنحاء العالم بحثا عن كنوز أرض الأحلام"أمريكا"، وقد تم وضعه ضمن متحف التاريخي، كتمثال يشاهده أبناء الجيل المعاصر، ويصادف أن يذهب طفل للفرجة علي المتحف ويتوقف طويلا أمام هذا التمثال للرجل الهندي، الأول الذي كان يضع علي رأسه غرابا ميتا، ويرتدي ملابس غريبة، ويلطخ وجهه بالأصباغ، ويحدث نوع من الحوار المتخيل بين الصبي وهذا الهندي الأحمر، يروي له بعض الصراعات التي حدثت منذ أكثر من قرنين علي الأرض الأمريكية، أثناء البحث عن الفضة، في مناجم تم اكتشافها والاقتتال حولها، بمنتهي القسوة والضراوة، الفيلم يقدم تنويعة علي أفلام الغرب الأمريكي، مع تقديم لشخصية الكاوبوي ، هذا الفارس النبيل الذي يناصر الحق، ويسعي لتقديم الأشرار لمن يمثل القانون، وبعد أن تنتهي مهمته يرحل من المكان، ويذهب لايدري أحدا إلي أين، ولا من أين أتي؟ لن نحتاج إلي دليل أو براهين، علي قدرة جوني ديب، علي الذوبان في الشخصية، بل منحها بعضا من روحه وألقه، إنه صاحب كاريزما لاتخذل صاحبها، ولكن يبقي أن الفيلم لايضيف إلي نجمه أي نوع من المكسب، مجرد دور قدمه لمزاجه الشخصي ، فقط! أما نيكولاس كيدج الذي احترف في السنوات الأخيرة تبديد طاقته، رغم كونه من أكثر نجوم هوليوود موهبة، فهو يقدم فيلما يعتمد علي أحداث حقيقية " الأرض الجليدية"، وهو من إخراج "سكوت والكير"، ويشاركه البطولة جون كوساك، وتدور الأحداث في ألاسكا، عندما تتابع الشرطة قاتل احترف اغتصاب وقتل الفتيات صغيرات السن، ودفنهن في الجليد بعد أن يقتادهن في طائرته الخاصة ويلقي بهن في الغابات الثلجية! الضابط هو نيكولاس كيدج والقاتل جون كوساك، وأداء الاثنين أكثر برودة من الجليد، وبعد متابعة الأحداث سوف تدرك أن الفيلم يخدم فقط الوجه الجديد، "فينيسيا هدجينز" التي قدمت شخصية إحدي ضحايا السفاح ، التي تمكنت من الهرب، لتصبح هي الخيط الذي يعتمد عليه رجل الشرطة للوصول للقاتل قبل أن يوقع المزيد من الضحايا! ورغم أن الفيلم عن الجريمة والقتل والاغتصاب ولعبه القط والفأر بين رجل الشرطة والقاتل إلا أنه أي الفيلم يعاني من لحظات ملل، قد تدفعك للتوقف عن المتابعة، ولم يقدم المخرج وهو نفس كاتب السيناريو أي محاولة للإبداع ، وخاصة أن تلك التيمة تم تقديمها عشرات المرات وبأشكال متنوعة، تحمل قيمة وفكرة أكثر أهمية من متابعة قاتل محترف، نذكر من هذه الأفلام الخطايا السبعة، والسر في عيونهم! الفيلم الثالث ربما يكون أكثرها سخونة وأهمية وهو الرجل الذئب للنجم الوسيم هيو جاكمان الذي سبق له تقديم جزئين من هذه السلسلة، ويشاركه البطولة مجموعة نجوم من اليابان علي رأسهم "تامو أوكاموتو"، "وريللا فوكوشيما" وإخراج جامس مانجولد، ويتوفر للفيلم كل عناصر التسلية المتعة والإبهار، وتعود الأحداث إلي الحرب العالمية الثانية، عندما يتمكن لوجان أو الرجل الذئب من إنقاذ جندي ياباني قبل أن يقوم بالانتحار بعد هزيمة اليابان، ويهديه هذا الجندي سيفا ذهبيا له قدرات قتالية خاصة! وكما علمنا من الأفلام السابقة أن شخصية لوجان لاتنتهي، فهو يتمتع بقدرات خاصة تجعله يعيش أبد الدهر، بينما يموت أقرب الناس إليه، وهو لذلك يعيش عذابا متصلا، لتدرك أن الموت نعمة، لكل كائن حي، ولكن بما أننا بصدد شخصيات أسطورية، خارقة الإمكانيات، فيجب أن نتوقع أن البطل لن يموت مهما قابل من مخاطر وأهوال، وطبعا وفاته تكلف الشركة الكثير وتمنعها من تقديم المزيد من الأفلام لتلك السلسلة التي أثبتت نجاحها الجماهيري! الأحداث تدور في اليابان، لنتابع ألوانا مختلفة من القتال الساموراي والنينجا، يشارك فيها الرجال والنساء، علي حد سواء، أما الحكاية التي تدفع هؤلاء للاقتتال، فتتلخص في دعوة لوجان للسفر لليابان، ليلبي دعوة عجوز كهل، يكتشف فيما بعد، أنه نفس الجندي الياباني الذي أنقذه من الموت منذ ما يزيد عن ستين عاما، وأنه أراد قبل أن يموت أن يقدم له الشكر مرة أخري ويوصيه بأن يرعي حفيدته التي سوف ترث ثروة ضخمة تركها لها، ولكن الأحداث لاتسير علي هذا النحو، وتدخل في مسارات حلزونية وأحداث ومغامرات وصراعات رهيبة، ومسلية وممتعة في نفس الوقت، رغم أنها تدخل جميعها في باب اللامعقول ولكن رواد هذه النوعية من الأفلام، يحبونها علي حالها، وخاصة أن هيوجاكمان يتمتع بجاذبية شديدة، تضعه علي قائمة أكثر نجوم الشاشة إثارة وشعبية وأناقة، ولكن والحق يقال، لايستهلك شعبيته سدي، ويقدم بالإضافة لأفلام المغامرات الخرافية، أدوارا تحتاج إلي تأكيد موهبته كممثل مثل البؤساء الذي قدمه العام الماضي، والسجناء الذي انتهي من تصويره وسوف يعرض في ديسمبر القادم.