موارد الطاقة هي العمود الفقري للتنمية الاقتصادية والصناعية في المجتمعات الحديثة، وتعد عاملا رئيسيا لتحريك عجلة الإنتاج ودفع الصناعة وإضاءة المدن وتشغيل المركبات، وهو الأمر الذي يسهم بالكثير من العائدات في ميزانية الدولة. ويأتي توفير الطاقة الكهربائية علي رأس التحديات التي تواجه باكستان والتي تفوق في تأثيرها علي الحياة العامة الجماعات المسلحة التي تشن هجمات يومية في جميع أنحاء البلاد، فبينما أودت هجمات حركة طالبان بحياة عشرات الآلاف وتسببت بدمار هائل في البني التحتية، فإن انقطاع التيار الكهربائي الذي يصل إلي 22 ساعة يوميا يؤثر بشكل سلبي ومباشر علي اكثر من 180 مليون شخص في حياتهم الشخصية وعملهم وحياة أطفالهم، فباكستان قادرة علي إنتاج نصف احتياجاتها من الطاقة الكهربائية فقط كل عام وهو ما يؤدي إلي خسائر اقتصادية تقدر بنحو 10 مليارات دولار وانخفاض نسبة النمو إلي الثلث. وتأتي أزمة الطاقة في باكستان كنتاج لسنوات من الإهمال المستمر في بلد يعاني ارتفاع نسبة البطالة وشحاً في الموارد وتزايد عدد السكان وتداعي الاقتصاد وسوء الإدارة وتفشي الفساد كما يظل الاقتصاد الباكستاني تحت رحمة تذبذب أسعار الواردات النفطية وهو ما ادي الي ضعف الروبية مقابل الدولار. وفي الانتخابات العامة التي جرت مؤخرا في شهر مايو الماضي كانت الكهرباء أحد الموضوعات الأكثر إلحاحا لدي الناخبين حيث تمت الإطاحة بحكومة علي أصف زرداري لاخفاقه في حل هذه المشكلة المستعصية.