امتلأ ميدان التحرير الأحد الماضي بملايين البشر الذين رفعوا كارتاً أحمر أمام محاولات الولاياتالمتحدةالأمريكية التدخل في الشأن المصري، مؤكدين أن »الشرعية« للشعب يمنحها لمن يشاء، وأن نظام الرئيس المعزول محمد مرسي لن يعود، والتمسك بأن ما جري كان ثورة شعبية رائعة ضد الطغيان تكللت بمساندة القوات المسلحة الوطنية لمطالب الشعب. توقع الكثيرون أن تخلو الميادين من الثوار في مليونية "الشرعية للشعب" الأحد الماضي، وأن ما جري يوم 30 يونيو من مشهد رائع وحضاري، لن يتكرر، لكن الشعب المصري كعادته علم العالم والمنافقين وأعداء الوطن درساً جديداً في الوطنية، بعدما خرج مجدداً، ولبي الملايين نداء حملة "تمرد" الداعية إلي المشاركة في تظاهرات تعم ميادين البلاد للتأكيد علي أن الشرعية للشعب التف الشعب الأصيل خلف جيشه الباسل واحتشد في ميادين القاهرة، خاصة "التحرير"؛ أيقونة الثورة، للتنديد بمطالب الاستقواء بقوي أجنبية. فمنذ الساعات الأولي من يوم الأحد الماضي، توافد المتظاهرون علي ميدان التحرير لإيصال رسالة للعالم تقول إن ما حدث في مصر يوم »30 يونيو« هو ثورة شعبية كاملة رعتها القوات المسلحة، قبل أن تتوالي المسيرات من كل صوب وحدب في القاهرة والجيزة وصبت جميعها في ميدان التحرير قرب الساعة السادسة، ليكتظ "التحرير" بملايين حقيقية. ومع زيادة أعداد المشاركين في الميدان تشكلت علي الفور لجان شعبية لتأمين مداخل الميدان، بهدف منع دخول عناصر مسلحة أو مندسة وتهديد سلامة المتظاهرين فيه خاصة مع رغبة عناصر إرهابية مهاجمة الميدان كما حدث من اعتداءات غادرة يوم الجمعة الماضية، وحرص أعضاء اللجان الشعبية علي التأكد من هوية المشاركين في المسيرات قبل دخولها إلي الميدان، لضمان سلامة المتواجدين وسط تعاون من الجميع في أجواء عمها الفرح. وأظهر متظاهرو التحرير وعيهم السياسي عندما رفعوا لافتات ضخمة تحمل رسالة سياسية مفادها "ضغط الأمريكان علي الجيش هو عدوان وإعلان حرب علي مصر وجيشها"، تحت صورة الرئيس الأمريكي والسفيرة الأمريكيةبالقاهرة آن باترسون، والمعروفة بكونها إحدي المخططات لسيناريو تفتيت ورفع متظاهرون لافتات عديدة بالإنجليزية موجهة للرئيس الأمريكي تقول "أوباما يدعم الإرهاب"، و"هذه ثورة وليست انقلاباً". كما شن الثوار هجوماً حاداً علي قناة "الجزيرة" القطرية لدورها ضد الشعب المصري، ساعية لبث الفوضي وتزييف إرادة الشعب التي ظهرت في مختلف ميادين البلاد في »30 يونيو«، ورفع ميدان "التحرير" لافتة مكتوبا عليها "ربما رصاصة تقتل إنساناً.. لكن الكاميرا الكاذبة تقتل شعباً"، في إشارة واضحة لمحاولات »الجزيرة« وقناة C.N.N الأمريكية تزييف الوقائع والحقائق لتنفيذ مخطط الشرق الأوسط الكبير في المنطقة عبر نشر الفوضي والخراب. وفي مشهد وطني ليس بغريب عن الشعب العظيم، رددت المنصة الرئيسية في التحرير الأغاني الوطنية والحماسية التي تحكي قصة كفاح الشعب والجيش وانتصاراتهما علي أعداء الأمة في الداخل والخارج، فيما حمل المتظاهرون صوراً للرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور ووزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي، رمز الوطنية، كتب عليها شعار: "الجيش والشعب إيد واحدة"، فيما ردد المتظاهرون هتاف »الشعب خلاص أسقط النظام«. من جانبها دفعت القوات الجوية بسرب من الطائرات المقاتلة »إف 16« في سماء ميدان التحرير وميادين الجمهورية المختلفة، بعدد نحو 16 طائرة متعددة المهام، في إطار عرض جوي متكامل للاحتفال مع المصريين في ميادين مصر المختلفة، بمليونية الشرعية للشعب، ورسمت طائرات الجيش علم مصر في السماء، ولاقت الطائرات بعروضها الهوائية تجاوب المتظاهرين الذين عبروا في حماس هستيري عن مدي عرفانهم لوقوف الجيش بجوار الشرعية الحقيقية ممثلة في الشعب.