أكتب هذا العمود قبل خمسة أيام من 30 يونيو وذلك لدواعي النشر حيث يصدر في المجلة بعد هذا اليوم المشهود بيومين، أي أنني أكتب مخاوفي وأسباب اكتئابي بينما قد تزول إذا مر ذلك اليوم بسلام إن شاء الله، لكن كل الشواهد تؤكد قلقي بدءا من تهديدات المتطرفين بسحق المعارضين مرورا بما فعلوه بالشيعة في قرية أبو النمرس في مشهد دموي لم تعرفه مصر طوال تاريخها. وقد فشلت أدوية الاكتئاب التي أتناولها بانتظام في تهدئتي مع كثرة الأحداث وتواليها.. وجدير بالذكر أن الاكتئاب الذي أعاني منه منذ أعوام ليس بالمرض النادر بل هو مرض شائع عالميا وقد كتبت عنه من قبل وأكرر مرة أخري أنه يصيب أكثر من 350 مليون شخص من مختلف الأعمار في جميع المجتمعات العالمية وغالبا كما قلت سابقا أيضا أن هذه الإحصائية الدولية تتضمن الذين تم توقيع الكشف الطبي النفسي عليهم وتشخيصهم وفقا لذلك، أما الذي يجهلون العلاج النفسي ويلجأون للشعوذة والدجل لإسكات طنين الأصوات الداخلية فهم كثر خصوصا في العالم النامي والمتخلف وقد يرتفع عدد مرضي الاكتئاب في الإحصائية العالمية بهم إلي ذرا غير مسبوقة. قلت من قبل إن الاكتئاب هو أحد الأمراض المنتشرة الآن في العالم نتيجة تعرض البشر للضغوط والأزمات العديدة مع تعقد الحياة وتزايد مشاكلها واستعصاء الحلول. والاكتئاب ليس ضعفا أو شيئا سهلا التخلص منه، فهو المعروف علميا باسم الاضطراب الاكتئابي الحاد أو الاكتئاب السريري الإكلينيكي وهو مرض يصيب النفس والجسم ويؤثر علي طريقة التفكير والتصرف ومن شأنه أن يسبب العديد من المشاكل العاطفية والجسمانية مما يتطلب علاجا طويل المدي مثل أمراض السكر وضغط الدم. وفيما يخص علاج الاكتئاب أو سواه من الأمراض النفسية فإن هذا العلاج مكلف للغاية سواء كان بجلسات التحليل النفسي أو بالعقاقير والأدوية مرتفعة الثمن وقد يتطلب العلاج إيداع المرضي المصحات النفسية مما يزيد تكلفة العلاج إلي أرقام خيالية لايقدر عليها سوي الأثرياء فقط وكالعادة، لا عزاء للفقراء.