أعلن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيّب شيخ الأزهر عن انطلاق قوافل الأزهر الدعوية وأنه يعد مرحلة فارقة ونقطة تحول هامة في تاريخ الأزهر الشريف، فمن منطلق واجبنا الشرعي والدعوي التاريخي بالحكمة والموعظة الحسنة تنطلق هذه القوافل في أرجاء مصر كلها، بل إنها في خدمة الأمة العربية والإسلامية جمعاء، تعمل علي نشر الفكر الإسلامي الصحيح وتصحيح الأفكار الخاطئة، وتقاوم الأفكار الهدامة. وذلك في إطار سماحة الإسلام ويسره وسعة أفقه وكونه رحمة للعالمين، فالفقه هو التيسير بدليل، ولم يقل أحد من أهل العلم إنه التشدد أو التكلف لا بدليل ولا بغير دليل، فالشريعة الإسلامية قامت علي اليسر ورفع الحرج، علي أننا كما نرفض التشدد بكل أشكاله، نرفض بالقدر نفسه التسيّب والتفريط بكل أشكالهما، فلا إفراط ولا تفريط ولا غلو ولا تقصير. وسنركز في طرحنا الدعوي علي ما يرقي بالأخلاق والسلوك والقيم، وما يدفع إلي العمل والإنتاج، ويقاوم الهدم والإفساد، فنحن نبني ولا نهدم.. وكذلك سنقف بالمرصاد لكل ما ينال من ثوابتنا أو مقدساتنا الإسلامية، كمن يتطاول علي أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم- أو أمهات المؤمنين رضي الله عنهن جميعًا- ونقف بوضوح لأيّ محاولات اختراق للفكر الشيعي لمجتمعاتنا السنية، سبيلنا في ذلك الدليل الشرعي والحكمة والموعظة الحسنة في غير ضعف ولا عنف ولا تصادم. وستكون قوافلنا ملكًا للوطن كلّه تلبّي رغبات من يبحثون عن الفهم الصحيح للإسلام والمعالجة الجادة المنصفة لقضايا الأمة، سواء من المؤسسات الدعوية العلمية أم التربوية أم الثقافية أم الإنتاجية أم غيرها.. ومن جهة أخري يسعي المكتب الفنيّ لفضيلة الإمام الأكبر، لضبط أمور الفتوي من خلال اختيار أفضل العناصر من الوعاظ، وتأهيلهم تأهيلا علميا عاليا، يؤهلهم لعضوية لجان الفتوي بالأزهر الشريف، لنصل في خلال عام علي الأكثر إن شاء الله تعالي- لأن تكون في كل محافظة أو مدينة كبري لجنة فتوي معتمدة من الأزهر الشريف، في سبيل ضبط أمور الفتوي في مصر كلها. كما يتم العمل بجد ودأب من خلال دورات تدريبية متميزة علي رفع مستوي الوعاظ بما يؤهلهم لخدمة الدعوة داخل وخارج مصر ، ويتناسب وحاجة الأمة الملحة إلي علماء الأزهر ووعاظه ودعاته.