ناعومى واتس يوم الأحد الماضي، العالم وقف علي رأسه، انتظارا لنتيجة جوائز الحفل ال 85 للأوسكار، أكثر من ثلاثة مليارات مواطن في كافة أنحاء الكرة الأرضية، يترقبون هذا الحفل الذي يجتمع فيه أشهر نجوم هوليوود وأكثرهم تألقا لعام 2012 الأمر لايخص صناع السينما وعشاقها فقط، ولكن الفضول والبحث عن البهجة يدفع نسبة كبيرة من المواطنين لمتابعة الحفل الذي يمتد لأكثر من خمس ساعات، منها اثنتان في استعراض دخول النجوم علي السجادة الحمراء، بأحدث وأرقي الأزياء والمجوهرات وتسريحات الشعر، والأحذية، بيوت الأزياء تتفنن في تصميم ملابس النجوم، الذين يتحولون إلي فاترينة عرض لموضات الصيف القادم وخاصة ملابس السهرة، والمجوهرات! ويبلغ ما ترتديه نجمات الحفل ما يكفي لصناعة فيلم مرتفع التكلفة يمكن أن يصل إلي 300 مليون دولار! ولكن الليله تستحق الاهتمام والحدث غير عادي! وهذا العام ترتفع نسبة التكهنات، لأن اليقين أمر غير وارد، خاصة أن الجائزة يحددها التصويت من خلال أعضاء أكاديمية فنون وعلوم السينما البالغ عددهم ما يرقب من ستة آلاف عضو، وغالبا لاتتأثر آراؤهم بعدد الجوائز التي نالها كل مرشح من خلال الجهات الكثيرة المانحة لجوائز عن أفلام العام الماضي!! وقد تأتي النتائج مغايرة للمنطق ولكن طبعا سوف تكون داخل حدود الترشيحات التي سبق الإعلان عنها منذ شهر تقريبا! هذا العام تم ترشيح تسعة أفلام فقط، بدلا من عشرة، مع أنه كان من السهل جدا العثور علي فيلم عاشر تتوفر فيه العناصر السينمائية المميزة، مثل آنا كارنينا مثلا، ومن غرائب هذا العام أيضا ترشيح الفيلم الفرنسي "حب" لجائزة أفضل فيلم مرتين، إحداهما بين التسعة أفلام، والثانية جائزة أفضل فيلم غير ناطق بالإنجليزية!! ولو حدث وفاز الفيلم في التصنيفين سوف تكون السابقة الأولي في تاريخ الأوسكار! وقد يقول البعض إن فرصة فيلم "آرجو" الذي أخرجه ولعب بطولته "بن أفليك" قوية، خاصة أنه حصد معظم جوائز هذا العام ، إلا أني أعتقد أن فرصته تتضاءل في الحصول علي الأوسكار، لأنه لم يرشح لجائزة أفضل مخرج، وفي هذه الحالة إذا كانت الأكاديمية قد ارتأت أن مخرجه لايرقي حتي لنيل ترشيح للأوسكار، فيصعب أن ينال الفيلم نفسه جائزة أفضل أفلام 2012 ولكن مع الأوسكار كل شيء محتمل، أما جائزة أفضل ممثل التي يتسابق عليها خمسة من نجوم السينما الأمريكية، فإن المؤشرات تميل في اتجاه دانييل داي لويس عن فيلم لينكولن، وفي حالة فوزه سوف يكون قد حصل علي أوسكار أفضل ممثل للمرة الثالثة محققا رقما قياسيا، لم يصل إليه إلا قليل جدا من النجوم طوال تاريخ الأوسكار، وسبق لدانييل داي لويس الحصول علي الأوسكار في عام 2008 عن فيلم سوف تكون هناك دماء، كما حصل عليه في عام 1999 عن فيلم قدمي اليسري، بينما يعتبر دوره في فيلم البؤساء هو أول ترشيح للأوسكار يناله هيوجاكمان، أماجواكين فونيكس فقد نال ثلاثة ترشيحات منها هذا العام عن دوره في فيلم "السيد"، ونال ترشيحا عن دوره في فيلم "السير علي الخط"، وكان قد سبق له الترشح لجائزة أفضل ممثل مساعد في عام 2000 عن فيلم "المصارع"، بينما حصل دانزيل واشنطن علي ترشيح سابق للأوسكار عن فيلم مالكوم إكس، وناله في عام 2002 عن فيلم يوم التدريب، أما جائزة أفضل ممثلة المرشحة لها جيسيكا جاستين فهي الأولي في حياتها، عن فيلم "الدقيقة الثلاثون بعد منتصف الليل" وكانت قد تلقت ترشيحا في العام الماضي عن دورها في فيلم المساعدة، ولكن كأفضل ممثلة مساعدة، وكانت جنيفر لورانس المرشحة هذا العام عن فيلم سيلفر لايننج، قد نالت ترشيحا في عام 2011 عن فيلم عظام الشتاء، أما الممثلة الفرنسية العجوز. إيمانويلا ريفا " فهي تنال ترشيحا للمرة الأولي لأوسكار أفضل ممثلة، وقد نالت منذ يومين جائزة السيزار "الأوسكار الفرنسي" عن نفس الدور في فيلم »حب«، أما نعومي واتس فقد نالت ترشيحا في عام 2004 عن فيلم 21 جرام، ويعتبر فيلم المستحيل المرشحة عنه هذا العام ، هو ثاني ترشيح لها في فئة أفضل ممثلة! وفي هذا السياق فإن الإحصاءات تضع الممثلة الأمريكية الراحلة كاترين هيبورن علي رأس من حصلن علي أكبر عدد من جوائز الأوسكار "4مرات"، وهو الرقم الذي تسعي ميريل ستريب أن تحطمه بعد أن نجحت في الحصول علي 3 أوسكار، وتم ترشيحها 19 مرة! أما بالنسبة للمخرجين، المرشحين للأوسكار هذا العام فيبرز من بينهم اسم مايكل هنيكة عن فيلمه حب وهو أول ترشيح وربما يكون أول أوسكار يحصل عليه المخرج العجوز، الذي نال عشرات الجوائز من أهم مهرجانات العالم، وهاهو تواتيه الفرصة هذا العام وهو علي أعتاب عامه الثمانين أن يتحدي مخرجي هوليوود في عقر دارهم! ّبينما المخرج التايواني آنج لي، يدخل التنافس علي أوسكار أفضل مخرج بفيلمه حياة باي، وإذا حدث وحصل عليه فسوف يكون الثاني في حياته بعد أن حصل عليه في عام 2005 عن فيلم "جبل بروكباك"، كما نال ترشيحا للأوسكار في عام 2001 عن فيلم "النمر المتوثب والتنين المختبئ"، وربما تفاجئنا النتائج بحصول ستيفن سبيلبرج علي ثالث أوسكار في حياته عن فيلم لينكولن وقد سبق أن حصل عليه في عام 1998 عن إنقاذ الجندي رايان، كما حصل عليه في عام 1993عن قائمة شندلر. ولكن هل جوائز الأوسكار منصفة في معظم حالاتها، وهل من يحصل عليها هو الأفضل دائما؟ يكفي أن تعرف أن العظيم العملاق شارلي شابلن لم يحصل علي الأوسكار عن أي من أفلامه، ولكنه حصل عليه مرة واحدة في عام 1972 كنوع من التكريم عن تاريخه الفني، المخرج والممثل والسيناريست أورسون ويلز لم يحصل علي الأوسكار، ستانلي كوبريك تجاهله الأوسكار عن معظم روائعه السينمائية الخالدة! والقائمة تطول، قد يكون الأوسكار هو الجائزة السينمائية الأكثر قيمة وخلودا، ولكن بعض عباقرة السينما نالوا قيمتهم وصنعوا لأنفسهم مجدا دون الحصول علي الأوسكار!