كان الكلام كثيرا حول تورط حزب الله في الحرب الدائرة في سوريا.. ولم يكن أحد يملك دليلا علي ذلك.. حتي أعلن جنود الجيش الحر عن مقتل قائد عمليات الحزب في سوريا خلال عملية استهدفته في مدينة حمص.. وبمقتله فتحت الأبواب علي مصراعيها للحديث عن علاقة بشار الأسد بحسن نصر الله.. وما تسرب من لواء سوري انشق أخيرا عن النظام من أن بشار يمكن أن يقوم كإجراء أخير بنقل الاسلحة الكيماوية لحزب الله عبر الحدود.. و هو ماقد يمثل توسيعا لنطاق الحرب الدائرة الآن في سوريا لتشمل بلدانا مجاورة.. وربما المنطقة كلها! كانت القشة التي قصمت ظهر البعير.. كما يقولون فعلي مدي أكثر من عشرين شهرا هي عمر الحرب الأهلية الدائرة الآن في سوريا.. كانت هناك ظنون وشكوك حول مشاركة رجال من حزب الله في صفوف الجيش النظامي السوري وبين الشبيحة في حربهم ضد المعارضة.. في العديد من المدن.. ولم تكن تعزز هذه الشكوك معلومات أكيدة.. حتي أعلن الجيش الحر عن مقتل محمد حسين الحاج ناصيف شمص الملقب ب»أبوعباس« خلال العمليات العسكرية في حمص عن طريق كمين نصب له بعد أن انفجرت عبوة ناسفة استهدفت موكبه مما أدي لمقتل عدد من مرافقيه من رجال حزب الله. أما الحزب.. فأكد مقتل القائد ناصيف ولكنه قال إن ذلك جاء وهو يؤدي واجبه في الجهاد.. ولكن ليس داخل سوريا! وما كشفه الجيش الحر.. أكده قبل ذلك .. ماصرح به اللواء السوري المنشق عدنان سلو.. الذي كان رئيسا لأركان إدارة الحرب الكيماوية قبل أن ينشق الذي قال إن مجموعة من الخبراء المختصين من إيران يتولون مساعدة سوريا في أبحاث الأسلحة الكيماوية.. وأنهم يدرسون إمكانية نقلها لمزيد من الأمان إلي حزب الله اللبناني عبر الحدود. وبخاصة في حالة شعور النظام السوري بحظر سقوط هذه الاسلحة في يد معارضيه وهذه الاسلحة عبارة عن صواريخ وقذائف مدفعية يمكن نقلها بسهولة.. وألمح »سلو« إلي أن النظام يمكن أيضا أن يستخدم هذه الاسلحة إذا سقطت المدن الكبري مثل حلب.. في يد المعارضة. وهي ذات المعلومات التي تناقلتها مصادر أمريكية خاصة في وزارة الدفاع »البنتاجون« والتي أكدت أن مخزون هذه الأسلحة يعود لسبعينيات القرن الماضي ويعد الأكبر حجما في الشرق الأوسط كله. وفي المقابل.. اعترف النظام السوري بامتلاكه لمثل هذه الأسلحة وقال إنه لن يستخدمها بأي حال ضد المدنيين.. ولكن يمكن استخدامها في حالة التدخل العسكري الإسرائيلي أو الأمريكي أو الغربي. وعلي الجانب الآخر.. تقف إسرائيل ترقب الموقف بدقة فخلال الشهور القليلة الماضية.. حاول كل من بنيامين نتنياهو وباراك.. التأكيد علي علاقة حزب الله مع نظام بشار.. وأن صبر إسرائيل قد بدأ في النفاد بعد تأكد مشاركة رجال من حزب الله في صفوف الجيش النظامي السوري.. وفي تدريب بعض أعضائه علي حرب المدن والعصابات.. وتدريب بعض ميلشيات الشبيحة الموالية لبشار.. في التصدي لحرب المدن والكر والفر.. وأعلن أكثر من خبير عسكري إسرائيلي.. عن وجود مثل هذا التعاون.. وأن الهدف منه كان مساندة بشار أولا.. ثم تكوين حلف إقليمي يضم أعداء إسرائيل بالمنطقة في بعض النظم المتطرفة مثل النظام السوري.. وبعض الجماعات الجهادية وعلي رأسها: حزب الله والقاعدة التي انضمت مؤخرا في الحرب داخل سوريا ضد بشار نعم بصورة مرحلية.. ولكنها ضد إسرائيل علي المدي البعيد. وتقف إيران هي الأخري.. لتترقب بدقة مايحدث في سوريا فهي تارة تعلن مساندتها للنظام رسميا ودوليا.. وتارة في طرق غير مباشرة تقوم بتمويل حزب الله معنويا وعسكريا.. للحرب ضد المعارضة السورية ومساندة بشار الأسد وتوصي بأن يتم تدريب القوات بمساعدة الحرس الثوري الإيراني أو رجاله داخل.. حزب الله اللبناني. ويضاف لذلك.. سعي بعض القوي العربية وعلي رأسها قطر.. لتدخل عربي عسكري ضد نظام الأسد الصغير.. ربما لحقن الدماء كما هو معلن.. ولكن لسبب آخر غير معلن.. هو مقاومة المد الشيعي بالمنطقة عن طريق مقاومة استمرار النظام العلوي في سوريا.. ومؤيديه في إيران وداخل حزب الله.. وتستقطب هذه الدعوات بعض البلدان السُنية.. وإن كان معظمها ومنهم مصر قد أعلنت أنها مع الحل السلمي في سوريا.. وترفض التدخل الخارجي بكافة صوره.. ومنه بالتأكيد التدخل العربي المسلح. بقيت نقطة أخيرة وهامة.. وهي موقف النظام السوري نفسه.. فعندما يشعر هذا النظام بدنو أجله.. وإمكانية سقوطه.. سيحاول بكافة الطرق إشعال الحرب في المنطقة كلها.. بل وتدويلها.. قبل رحيله.. ومن بين البدائل بالتأكيد.. دخول إيران كطرف في المعادلة.. مع حزب الله في لبنان.. وبعض الجماعات الأصولية ضد أمريكا وحلفائها.. ووقتها لن تكون الحرب مجرد حرب أهلية في سوريا.. بل ستكون حربا جهادية ضد أعداء الإسلام.. ستأكل الأخضر واليابس.