الانتهاء من تشكيل الحكومة الجديدة مما لاشك فيه يعد خطوة هامة علي طريق تنفيذ البرنامج الانتخابي للرئيس محمد مرسي لاسيما أن الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء المكلف قد أكد مرارا وتكرارا أن معاييره للاختيار لمن يتولي المناصب الوزارية ستعتمد بالأساس علي الكفاءة والمهنية دون النظر إلي اعتبارات أخري وهذا مانريد أن نلمسه بالفعل عندما يتم إعلان التشكيل النهائي للحكومة الجديدة ومن خلال ممارسات أعضائها علي أرض الواقع. كلنا يعرف جيدا أن المسئوليات الملقاة علي عاتق حكومة الدكتور هشام قنديل جسيمة، ومن ثم فإن الحاجة ماسة بالفعل لوزراء من ذوي الكفاءة والخبرة الذين يعلون مصلحة الوطن فوق أي اعتبار والقادرين بالفعل إذا خلصت النوايا علي التعامل مع كافة الأزمات بمهنية عالية حتي تخرج مصر من عنق الزجاجة وتنطلق إلي أرحب الآفاق. من هذا المنطلق فنحن جميعا نتمني لرئيس الوزراء الجديد الدكتور هشام قنديل التوفيق في مهمته الصعبة وخاصة أن المواطن العادي الذي قامت من أجله ثورة 25 من يناير ينتظر من الحكومة الجديدة تحقيق عدة أمور أساسية أولهما وأهمها علي الإطلاق عودة الأمن والأمان إلي ربوع مصر المحروسة ويتأتي ذلك من خلال عودة الثقة بين الشعب والشرطة وإعادة الانضباط للشارع المصري والقضاء علي الفوضي والتأكيد علي قيمة الالتزام بالقانون. وبالتالي مع عودة الأمن سيعود الاستقرار بما يؤدي إلي تحسن الأحوال الاقتصادية والمعيشية ومن ثم دعم عملية التنمية الاقتصادية الشاملة بما ينعكس إيجابيا علي تماسك الجبهة الداخلية وتعظيم مكانة مصر في الإطار الإقليمي والدولي. إلا أن هناك حقيقة هامة مفادها أن نجاح الحكومة في تحقيق ما نصبو إليه من أهداف لن يكون إلا من خلال مد أيادي الجميع لمعاونة المسئولين في مواجهة التحديات الماثلة أمامنا من خلال الانصراف نحو العمل الجاد ودفع عجلة الإنتاج فلم يعد هناك مزيد من الوقت لكي نضيعه وعلينا أن نكاتف جميعا لإعادة بناء مصر الجديدة.