د. عمار على حسن - د. عمرو هاشم ربيع عاد كابوس من "أجلك أنت" ليؤرق الشعب المصري الذي حلم بجني ثمار ثورة 25 يناير من خلال رئيس مدني منتخب يتسم بالنزاهة والقدرة علي تحقيق طموحات المصريين بعد 30 عاما من تفشي الظلم والفساد والرشاوي والمحسوبية ولكن لم يلتقط الشعب أنفاسه حتي طل برأسه عليه الفريق أحمد شفيق الذي قيل عنه أثناء الثورة »رجل البنبون« ليعيد إلينا شعار الحزب الوطني المنحل »من أجلك أنت« وحصد أصوات الناخبين في انتخابات الرئاسة بنسبة 24.5٪ نتيجة دعم فلول الحزب الوطني المنحل. ويري الكثير من رجال السياسة أنها نسبة ضئيلة إذا ما قورنت بنسبة اصوات المصريين التي تفتت بين مرسي وصباحي وأبوالفتوح واستفاد منها فلول الوطني وقاموا بدعم شفيق بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة من رشاوي مالية تراوحت بين 50 الي 100 جنيه في مختلف لجان محافظات مصر إلا أن محافظة المنوفية حظيت بأعلي نسبة مخالفات في انتخابات الرئاسة فهي معقل الفلول والعائلات التي تقلدت المناصب داخل مجلس الشعب لسنوات عديدة وفي الوزارات لهذا لم يتركوا وسيلة في هذه الانتخابات لدعم شفيق إلا وقاموابها وكانت من أشهر الوقائع كارت شحن بمائة جنيه لكل ناخب في شبين الكوم تنتظر الناخبين خارج اللجان بعد التصويت لشفيق بالإضافة الي تحفيز العائلات لجميع المراكز داخل المنوفية لصالحه، كل ذلك هين إلا أن يتصدر أعضاء الحزب الوطني المنحل المشهد الانتخابي قبل ساعات الترشح عن طريق تحفيز المواطنين برسائل قصيرةsms ترفع شعار "من أجلك أنت" لدعم شفيق. وعندما نضع نتيجة انتخابات الرئاسة الصادمة للشعب المصري والتي فرضت علية سيناريو الخيار الصعب بين »مرسي وشفيق« في جولة الإعادة نناقش آراء الخبراء السياسيين . يقول د. عمار علي حسن أستاذ علم الاجتماع السياسي: صعود شفيق لم يكن بالمفاجأة إنما هو نتيجة من استهان بدخوله السباق الرئاسي ولم يعلم أن أعضاء الوطني المنحل في كل محافظات جمهورية مصر العربية مازالو يمتلكون أدواتهم وينتظرون التعليمات للخروج إلي المشهد ودعم مرشحهم الرئاسي فهو طوق النجاة بالنسبة لهم وعلي الرغم من كل هذا فإن شفيق لم يكتسح الأصوات بل إنه حصل علي نسبة ضئيلة جدا إذا ما قورنت بأصوات الناخبين التي ذهبت إلي أبوالفتوح وصباحي ومرسي نتيجة لعدم اتفاقهم علي مرشح واحد، والآن الشعب يختار بين اثنين أحلاهما مر ولكن مرسي يشكل الخروج من المأزق بالنسبة للشعب. كما أن الإخوان يواجهون عراقيل كثيرة في حالة قيام أي من التحالفات الجديدة بسبب السوابق التاريخية للممارسة "الإخوانية" منذ سقوط النظام السابق واتهامها من قبل القوي الثورية والمدنية ب "سرقة" الثورة والعمل علي "احتكار" السلطة ب "تمهيش" و "إقصاء" باقي القوي السياسية، وتجسد ذلك في تشكيل لجان مجلسي الشعب والشوري وتشكيل "تأسيسية الدستور"، وتشترط القوي الثورية وائتلافات شباب الثورة لدعم مرشح الإخوان تشكيل فريق رئاسي يضم صباحي وأبو الفتوح، ومنح رئاسة الحكومة للقوي المدنية المتحالفة مع الإخوان، والإعلان الفوري عن تشكيل "تأسيسية الدستور" بصورة ترضي جميع القوي السياسية. ويري محمود عباس أحد أعضاء حزب النور السلفي أنه لا سبيل من الخروج من هذه الأزمة التي فرضها علينا فلول النظام السابق سوي دعم جميع القوي الثورية للدكتور محمد مرسي وذلك لمواجهة شفيق وفلول الحزب الوطني المنحل الذي كان السبب الرئيسي في دعم شفيق سواء كان مشتركا معهم عناصر من الداخلية والأمن المركزي وغيرهم في تزوير أصوات لصالح شفيق حالمين بالجلوس علي الكرسي الرئاسي من خلال شفيق فهو لن يحكم مصر بل الذي سيتولي العرش بحماية خاصة هو جمال مبارك ولي العهد ولن نسمح بذلك، فعلي الرغم من مجيء شفيق في ذيل القائمة الانتخابية ورفض الجميع له إلا أنه نجح ليس لحب وتأييد المواطنين له بل لعدم اتفاق المرشحين الرئاسيين حول مرشح واحد وهو ما نتج عنه تفتت الأصوات. ويضيف عباس لذلك أدعو الشعب الوقوف لحظة مع العقل الذي يقول: إن في الاتحاد قوة ودعما جميع القوي الثورية لمرسي، وحزب النور سيعلن تأييده للدكتور مرسي رغم سلبيات جماعة الإخوان والتي ظهرت خلال الفترة الماضية داخل البرلمان التي ظهرت خلال الفترة الماضية. وفي تحليل سياسي للوضع الحرج لانتخابات الرئاسة يقول الدكتور عمرو هاشم ربيع الخبير الاستراتيجي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، النتائج الانتخابية جاءت محبطة ومخيبة لآمال المصريين فما يستطيع أحد أن يختار فالشعب ليس مخيرا في جولة الإعادة لأن السيناريو أسود، وإذا ذهبنا لتفسير صعود شفيق رغم حصوله علي نسبة أقل بالمقارنة بتفتيت الأصوات بين أبوالفتوح وصباحي ومرسي فهو لم يحصل علي تأييد الشعب بل هي فرصة أتيحت له علي طبق من ذهب بسبب غياب روح الجماعة والاتحاد لدي المصريين فالجميع يفكر في المصلحة الشخصية وليس مصلحة الوطن. ومن جانبه يقول عمرو الحضري أحد أعضاء اتحاد الثورة، أن الثورة لم تفعل شيئا سوي أنها أزالت رأس النظام وتركت باقي الجسد يتحرك فإن فلول الحزب الوطني مازالوا يتحكمون في العملية الانتخابية ومبارك ونجله يحلم بالكرسي الرئاسي لقد استيقظت الثورة علي كابوس الجولة الأولي لانتخابات الرئاسة فالجميع انشغل بالبحث عن المكاسب الشخصية ورفضهم الاتفاق علي مرشح واحد وهو ما استغله فلول الوطني وقاموا بتزوير الانتخابات لصالح شفيق في كثير من اللجان عن طريق الرشاوي المالية والرسائل التحفيزية للمواطنين وكبار العائلات في المحافظات ورجال الشرطة والأمن المركزي الذين صوتوا لصالح أحمد شفيق عن طريق الكثير من الطرق المشروعة وغير المشروعة ولم يحصد غالبية أصوات الشعب لهذا أنا لا أعيب علي الفلول أو أحمد شفيق ولكن أعيب علي روح الأنانية والمصلحة الشخصية التي ظهرت في كل مرشح رئاسي وأدت الي نتيجة سوداء علي الشعب المصري . ويوضح محمد الجبة (ناشط سياسي ومنشق عن الإخوان) أن ما آلت إليه الانتخابات في جولتها الأولي جاءت نتيجة لتشرذم القوي الثورية وعدم اتفاقها من البداية علي مرشح رئاسي واحد وهو ما نتج عنه تفتيت الأصوات لصالح شفيق والفلول واستغل النظام السابق بإمكانياته الانتخابية المعروفة وأساليبه التي لم تتغير.