كانت نسبة المشاركة في الجولة الأولي من الانتخابات الرئاسية الفرنسية بحسب ما أعلنته وزارة الداخلية الفرنسية بلغت عند منتصف اليوم 29٪ و28٪ من إجمالي 4.5 مليون فرنسي ممن يحق لهم الانتخاب مقارنة بنسبة التصويت التي وصلت إلي 21٪ و31٪ في انتخابات عام 2007. وقالت الوزارة في بيان صحفي وزعته داخل المركز الصحفي الذي أقيم خصيصا لمتابعة العملية الانتخابية: إن نسبة المشاركة في التصويت سجلت ارتفاعاً في العاصمة باريس لتبلغ 21.68٪ مقابل 20٪ فقط في نفس التوقيت من انتخابات 2007 والتي وصلت نسبة التصويت الإجمالي بها 83.77٪ . وتتواصل عمليات التصويت في هدوء كامل منذ الساعة الثامنة صباحا حيث يصطف الناخبون بما في ذلك المرشحون بشكل منظم أمام وداخل اللجان الانتخابية للإدلاء بأصواتهم. في وقت مبكر من صباح يوم الانتخابات أدلي المرشحون العشرة بأصواتهم حيث قام ساركوزي ترافقه قرينته عارضة الأزياء الشهيرة كارلا بروني بالتصويت بالدائرة السادسة عشرة بباريس، بينما صوت منافسه الاشتراكي الأوفر حظا فرانسوا هولاند بصحبة رفيقته فاليري تريلاوير بمنطقة تول بكوريز. كما توافد المرشحون الثمانية الآخرون علي مراكز الاقتراع كل وفقاً لدائرته الانتخابية من بينهم جان لوك ملنشون وفرانسوا بيرو وإيفا جولي. وفي منافسة يحركها إلي حد كبير استياء مما توصف بميول ساركوزي الاستعراضية وإخفاقه في خفض معدلات البطالة علاوة علي اختلافات في السياسة يقدر أن ساركوزي ومنافسه الاشتراكي هولاند سيتغلبان علي المرشحين الثمانية الآخرين ليخوضا جولة الإعادة التي تجري في السادس من مايو وتشير استطلاعات الرأي إلي تقدم هولاند فيها بفارق طفيف. وبحسب رويترز يتقدم هولاند بفارق في الجولة الأولي بمتوسط تأييد 28٪ في استطلاعات الرأي في الجولة الأولي مقابل 27٪ لساركوزي. والاثنان متقدمان بفارق كبير علي مارين لوبان مرشحة اليمين المتطرف التي تحتل المركز الثالث بنسبة 16٪ والتي تريد فرض قيود علي الهجرة وإخراج فرنسا من منطقة اليورو. كما أعرب الكثير من الفرنسيين عن استياء من الرئيس الذي يرون أن لديه ميولاً استعراضية بعد زواجه من كارلا في مستهل ولايته الرئاسية والذي أحيط بالكثير من الدعاية علاوة علي انفعالاته في مناسبات علنية وعلاقاته الوثيقة مع مسؤولين تنفيذيين أثرياء. ويطرق هولاند مرشح الحزب الاشتراكي اليساري الفرنسي أبواب قصر الرئاسة الفرنسية الإليزيه في ماراثون انتخابي يحتل فيه موقع الصدارة في نتائج استطلاعات الرأي التي ترجح فوزه علي مرشح اليمين نيكولا ساركوزي في جولة الإعادة. وعمل هولاند بكامل طاقته خلال الأشهر الأخيرة لكسب أصوات الفرنسيين والإطاحة باليمين الفرنسي من سدة الحكم وإعادة اليسار إلي الإليزيه بعد ثلاث فترات رئاسية من خروجه منه في نهاية عهد الرئيس الأسبق فرانسوا ميتران الذي ينتمي إلي نفس التيار السياسي اليساري. ويؤكد هولاند أنه سيكون الرجل القادر علي تغيير البلاد، هذه الديمقراطية العريقة التي أساء اليها رئيس أفرط في ممارسته الحكم بعنف ولا يستطيع ضمان مستقبل لشبابها ويقول إنه يريد أن يكون رئيسا عادياً. ولم تأت تحذيرات ساركوزي من مخاطر فوضي اقتصادية قد يحدثها فوز الاشتراكي أو مواقفه المتصلبة حول الهجرة والأمن، بنتيجة تذكر حتي الآن علي غرار الهجمات التي استهدفت شخصية خصمه واعتبرته سيئاً. وذلك لأن ساركوزي يعاني من تردي شعبيته ويثير أسلوبه انتقاد العديد من مواطنيه حتي أن بعض المعلقين يرون ان هذا الاقتراع سيكون بمثابة استفتاء علي ساركوزي. ولعب القدر فقط لصالح فرانسوا هولاند حيث كان دومينيك ستراوس كان، المدير السابق لصندوق النقد الدولي يتقدم عليه لكن بعد اتهامه باعتداء جنسي فرض فرانسوا هولاند زعيم الحزب سابقاً الذي لم يتول أبدا منصب وزير نفسه في الانتخابات التمهيدية الاشتراكية في أكتوبر الماضي وعقب حملة يخوضها منذ عام بإمكانه القول إنه يشعر بانطلاقه وإنه يمكن لليسار أن يحقق أول انتصار في الانتخابات الرئاسية منذ فرانسوا ميتران في عام 1988. وحشدت الجالية الإسلامية في فرنسا أصوات ناخبيها للإعلان عن رفضها لساركوزي في الانتخابات، كشكل من أشكال الرد علي النبرة المناهضة للمهاجرين والمناهضة للإسلام التي ينتهجها الرئيس الفرنسي المحافظ. وقال فرنسواز لورسيري، عالم الاجتماع لدي معهد الدراسات عن العالم العربي والإسلامي بالقرب من مرسيليا إنه لم يعد بمقدور مسلمي فرنسا أن يتحملوا أكثر من ذلك. فقد سئموا من تلك النقاشات الدائرة بشأن الهوية القومية أو اللحم الحلال أو النقاب أو الأصولية في كل مكان. ويتم استخدام مصطلحات الإسلام والهجرة والأصولية بشكل متبادل، دون اهتمام، مع أناس مستهدفين ومتهجمين ومستغلين في الانتخابات.