رغم انعقاد فعاليات مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته ال71، إلا أن افتتاحه وأيامه ولياليه، لم تحدث الضجة المصاحبة دائما له، هناك هدوء غريب يصاحب فعاليات المهرجان، اختفت الضجة الإعلامية، علي المواقع الأجنبية، تلاشي بريق الريد كاربت، الذي مر عليه نجمات هوليوود وهن يرتدين من بيوت الأزياء العالمية أحدث الموديلات، لكن خلال فعاليات المهرجان دارت أحداث غريبة المفترض لا تصدر من أكبر مهرجان عالمي، فماذا حدث؟ ليلة بكي فيها التون جون.. والقديس المجهول يضحك الجمهور منع مخرجة من الدخول واجه مهرجان كان السينمائي انتقادات بسبب معاملته للأمهات والأطفال، خصوصا بعد منع مخرجة من دخول المهرجان هي وطفلها لحضور فيلمها، المخرجة البريطانية جريتا بيلاماسينا، التي يعرض فيلمها Hurt By Paradise، ضمن قسم أفلام السوق في المهرجان، قالت إن المهرجان أبدي موقفا »مشينا»، بعدما حاولت دخول المهرجان برفقة طفلها البالغ من العمر 4 أشهر، وقالت: »أنا غاضبة من سخف هذا الموقف الرجعي»، وأضافت: »كما لو أن صانعات الأفلام من النساء في حاجة للمزيد من العقبات في عملنا». وبحسب جريتا بيلاماسينا، رفض المهرجان في بادئ الأمر دخول طفلها إلي الموقع حين وصلت بصحبته إلي هناك، وبعد جدال محتدم، سمح لها بالدخول بصحبة طفلها إلي منطقة تسجيل الوصول، علي الرغم من أنه قد قيل لها إنه يجب إرسال عربة الطفل التي تجرها إلي مدخل مختلف، وقالت جريتا إنه قيل لها لاحقاً إنه يتعين الحصول علي تصريح دخول لطفلها بقيمة 300 يورو (ما يعادل 336 دولاراً أميركياً)، وبعدما عرضت دفع الرسوم، قيل لها إن طلبها يحتاج 48 ساعة لإتمامه، وطلب منها مغادرة المكان، المفارقة أن فيلمها عن أم عزباء تصارع من أجل عملها وطفلها قالت المخرجة: »المفارقة هي أن فيلمي يدور حول أم عزباء تحاول موازنة حياتها ككاتبة، وتعامل باستعلاء في بعض المشاهد بالفيلم، ولكنها لم تعامل قطّ بنفس درجة الوقاحة التي عوملت بها أنا كأم في المهرجان السينمائي اليوم». وفي بيان قال متحدث المهرجان أن »المهرجان يستنكر الحادث ويعمل منذ ذلك الحين علي تصحيحه، وأن جريتا ستحصل علي شارات المشاركين وحق الدخول مما سيتيح لها الاستفادة من مُختلف المبادرات التي أُجريت هذا العام، وكذلك العمل في أفضل ظروف ممكنة». سيلينا جوميز ومواقع التواصل انتقدت المغنية والممثلة الأمريكية، سيلينا جوميز، وسائل التواصل الاجتماعي، وتأثيرها السلبي علي الشباب، قائلة إنها قد تسهم في وجود عالم من التضليل والتنمر، وقالت جوميز (26 عاما) في مؤتمر صحفي في مهرجان كان السينمائي »وسائل التواصل الاجتماعي كانت مريعة حقا لجيلي»، وتشارك جوميز في فيلم »الموتي لا يموتون» مع بيل موراي وتيلدا سوينتون، وهو فيلم افتتاح المهرجان. وردا علي سؤال عن المخاطر المحدقة بكوكب الأرض من وجهة نظرها هي وطاقم الفيلم، قالت »أدرك كم من الرائع استخدام منصتكم لكن يفزعني حقا أن أري الخطورة التي تحدق بهؤلاء الفتية والفتيات، إنهم يجهلون الأخبار وما يدور حوله، أعتقد أنه أمر خطير بالتأكيدو أظن أن الناس لا يتلقون المعلومات الصحيحة في بعض الأحيان». ويوجه الفيلم وهو من إخراج المخرج الأمريكي جيم جارموش انتقادات إلي من ينكرون مخاطر تغير المناخ ويسخر من مخاطر العيش في مجتمع تغلب عليه النزعة المادية ويظهر فيهم الموتي (الزومبي) وهم يبحثون عن خدمة الواي فاي من أجل هواتفهم الذكية. أزمة آلان ديلون لا يزال الجدل متواصلاً حول منح الممثل الفرنسي آلان ديلون، الذي يعتبر »أيقونة السينما الفرنسية»، جائزة السعفة الذهبية الشرفية في مهرجان كان السينمائي حيث جمعت عريضة علي الإنترنت أكثر من 17 ألف توقيع لمنع ذلك، وجاء هذا الجدل إثر انتقادات لاذعة من جمعيات نسائية في الولاياتالمتحدة وفرنسا، تعتبر ديلون من الشخصيات السينمائية التي لا تحترم المرأة، إضافة لمواقفه المعادية للمهاجرين والمثليين. هذا التكريم أثار جملة من الانتقادات من قبل الجمعيات الحقوقية، التي تعتبره غير أهل لنيل هذه الجائزة، بسبب مجموعة من المواقف له عبر عنها علنيا عبر وسائل الإعلام سواء حول المرأة أو بخصوص المهاجرين، كما أنه أعلن دعمه في حملة انتخابية سابقة لحزب »التجمع الوطني» (الجبهة الوطنية سابقا)، المحسوب علي اليمين المتطرف وقال ديلون في تصريح سابق له حول العنف بخصوص المرأة إن »صفعة واحدة لا تعني شيئا، أنا أيضا تلقيت الصفعات من زوجتي»، ما أثار غضب الحقوقيين والجمعيات المدافعة عن حقوق المرأة، التي رأت في ذلك إهانة واضحة منه للنساء عامة، جمعية »تجرأوا علي النضال النسائي» الفرنسية اعتبرت أن المهرجان يبعث برسالة سيئة للنساء وضحايا العنف بتكريمه لآلان ديلون»، بل أن الأمر ذهب أبعد من ذلك بإعلان جمعية »النساء وهوليوود» الأمريكية، المدافعة عن حقوق المرأة في حقل السينما، إطلاق عريضة ضد هذا التكريم، حيث تجاوز عدد الموقعين 17 ألفا، إدارة مهرجان كان دافعت عن تكريمها لديلون واصفة إياه »بالممثل الأسطوري وجزء من تاريخ كان»، ومعتبرة أنه »بعد جون بول بيلموندو وجون بيير ليو يبدو أنه من المحرج عدم تكريم آلان ديلون»، ومؤكدة بأنه سيحظي بهذا التتويج ليس لمواقفه، وإنما لتاريخه السينمائي وأدواره أمام الكاميرا، فيما لم يعلق حتي الآن الممثل الفرنسي علي هذا الجدل. القديس المجهول عرض فيلم »معجزة القديس المجهول» للمخرج المغربي الشاب علاء الدين الجم ضمن فئة »أسبوع النقاد» في مهرجان كان السينمائي، وفضل الجم أن يعتمد الخيال الكوميدي للإبحار في الحياة القاسية للعالم القروي، انطلاقا من قصة سارق محترف، أضحكت كثيرا الجمهور الذي تابع العمل في افتتاح أفلام »أسبوع النقاد». ويتحدث فيلمه »معجزة القديس المجهول» عن حكاية لص، حاول أن يفر من ملاحقة الشرطة، بعد ما سرق قدرا مهما من المال، قام بدفنه في مكان آمن في منطقة صحراوية، وبناه علي شكل قبر، قبل أن يقع بين يدي الشرطة، وظل يعتقد وهو خلف أسوار السجن أن ماله المسروق لا يزال في مأمن ب»قبر» لا يجرؤ أي أحد علي المس به. لكن كانت تنتظره مفاجأة غير سارة وهو يخرج من السجن، حيث اكتشف أن »القبر» الذي خبأ به المال المسروق قد تحول إلي ضريح يزوره العديد من المرضي طلبا للشفاء. ليبدأ في محاولات نسج الخطط التي تساعده علي استعادة ماله، وهذا لا يتأتي له، طبعا، إلا بنبش »القبر». ألتون جون عمت مهرجان كان موجة تأثر بعد عرض فيلم »روكيت مان» بحضور ألتون جون وتارون إيجرتون الذي يؤدي دور النجم البريطاني ببراعة في هذا الفيلم حول سيرته. وقد قوبلت نهاية الفيلم بالتصفيق الحار لدقائق طويلة قبل إضاءة الأنوار ليظهر ألتون جون باكياً من شدة التأثر وراء نظارتين علي شكل قلب، ولم يقتصر التأثر علي النجم العالمي، بل طال أيضاً كل فريق الفيلم من الممثل تارون إيجرتون إلي المخرج ديكستر فليتشر فضلاً عن صديق ألتون جون الكبير كاتب كلمات أغانيه برني توبان. من أجل سما تشارك الصحفية والمخرجة السورية وعد الخطيب، إلي جانب المخرج البريطاني إدوار واتس، بالفيلم الوثائقي »من أجل سما» في مهرجان كان السينمائي، ضمن فئة العروض خارج المسابقة الرسمية، و»سما»، عنوان الفيلم، ما هي إلا ابنتها الأولي التي ولدت في غضون الحرب والدمار، والتي كانت ثمرة حب مع الطبيب حمزة، الشاب الذي تطوع لمعالجة المصابين، وكان وراء إنشاء مستشفي إثر تعرض بقية المستشفيات للخراب. وجعلت المخرجة من هذا المستشفي نقطة ارتكاز في عملها، أظهرت من خلاله مأساة شعب ليس في حلب فقط وإنما في سورية ككل، بصور صادمة أظهرت وعد الخطيب للعالم الواقع المرير لسكان حلب. الصلح خير ستشهد الدورة ال72 من مهرجان كان أنه تم الصلح بين كوبرا بشري وأسد محمد رمضان برعاية رجل الأعمال نجيب ساويرس، رمضان موجود في مهرجان كان السينمائي لحضور فعالياته، وفي الحفل الذي يقيمه سنويا رجل الأعمال نجيب ساويرس للفنانين تم الصلح، وهناك عدد من الشخصيات المصرية والعالمية شهدوا هذا الصلح، وعبرت بشري عن سعادتها بوجود رمضان، مشيرة إلي أنه لا يوجد خلاف من الأساس، وهو مجرد مباراة فنية أدت إلي سوء فهم.