غلطة الشاطر بألف، والشاطر رجل أعمال، ورجال الأعمال كلهم، المستقيم منهم والفاسد، ذوو مصالح خاصة، ويتميزون بالمغامرة، والمقامرة أحيانا، ومصر بلد كبير، تحتاج إلي رجل دولة، لا إلي رجل أعمال، تحتاج من يحافظ عليها، لا إلي من يغامر أو يقامر بها، ورجال الأعمال يديرون أعمالهم بأنفسهم إلا قليلا، وشعارهم في ذلك: المال السايب يعلم السرقة، فهل سيترك الشاطر تجارته ليتفرغ للرئاسة، وتكون خسارته بألف، أم سيديرها من وراء ستار، أم سيتخلي عنها في الظاهر، كما تخلي عن موقعه في الجماعة، مصر ليست شركة أو مؤسسة ندخل بها إلي البورصة لنغامر أو نقامر، ونتركها لتتعرض لصدمات السوق، غلطة الشاطر بألف، وغلطة الإخوان بمليون، يريدونها دولة رجال الأعمال، يسيرون علي خطي الوطني المنحل، النظام السابق جاء برجال الأعمال إلي السلطة، أعلنوا أنهم تركوا تجارتهم ومصالحهم ليتفرغوا لممارسة مهامهم الوزارية، وكشفت ثورة 25 يناير أن مصر كلها تحولت علي أيديهم إلي عزبة منهوبة، لكل واحد منهم جزء، بقدر حجمه، أو مدي قربه من الأسرة المالكة، غلطة الإخوان بمليون، فالعمل السياسي يحتاج إلي مراعاة المراحل والظروف، سيطرة رجال الأعمال علي شئون الحكم والاقتصاد، كان أحد أسباب القيام بالثورة، والإخوان في البرلمان لم ينجزوا شيئا يمكن أن يقنعوا به من صوتوا لهم في الانتخابات البرلمانية أن يعيدوا الكرة في انتخابات الرئاسة، الطريقة الطبيعية لصعود درجات السلم، هي الصعود بأسلوب متوازن، درجة درجة، قد تكون لدي الإنسان قوة تجعله يصعد السلم درجتين درجتين، ولكن إذا حاول أن يقفز أكثر من طاقته، المؤكد أن توازنه سوف يختل، وأنه سوف يسقط، وقد تدق عنقه، ليس كل من يخرج من السجن مثل النبي يوسف، بيده إنقاذ البلاد والعباد، فكثير ممن يخرجون من السجون والمعتقلات يخرجون كما يخرج الراهب من صومعته، فيجد أنه كان يعيش في واد، والدنيا وأحوالها في واد آخر، والاختيار أمانة، ولكم في رسول الله أسوة حسنة، وفقهاؤكم أعلم مني، كيف كان رسول الله يختار الأمراء، فلم يختر ذوي المال للمناصب أو للسرايا، لذلك كله لست مع الذين قالوا إن الإخوان يحاولون السيطرة علي السلطة بداية بسيطرتهم علي الأغلبية في مجلس الشعب، وتشكيل الجمعية التأسيسية للدستور، ومحاولتهم تشكيل الحكومة، ثم طرحهم مرشحا لرئاسة الجمهورية، فغلطة الإخوان التي هي بمليون، دفعهم بالمليونير ورجل الأعمال خيرت الشاطر، للترشح للرئاسة.