»مانا أهو! مليش أهل.. لا تعرف لي أب ولا أم.. لكن كل اللي أعرفه إن اللي ملوش خير في أهله.. ملوش خير في حد».. وداعا سلامة الطفشان في شمس الزناتي.. وداعا أيها الفنان الجميل، يا من جئت من المطامير وذهبت إليها في جنازة مهيبة.. محمود الجندي رحل، لكن تاريخه الفني سيبقي ليتحدث عنه، مشواره مليء بالحودايت والحكايات والغناء. لم يلعب دورا واحدا يشبه الآخر، بصمته التي تركها في كل دور بدءا من مواويله التي كان يلقيها في المسرحيات شابا، مرورا بتلعثم حروفه في »زيزينيا»، وصولاً إلي لزماته الكلامية التي يضيفها للشخصية وتصبح كالشعار مثل جملة »واخدلي بالك آخويا» التي كان يطعم بها حديثه في فيلم »الفرح»، أو جملة »ربنا يعدينا منها علي خير» التي كان ينهي بها معظم حواراته في مسلسله الأخير »رمضان كريم». هو الشيخ معاوية في مسلسل »حديث الصباح والمساء»، الشناوي في مسلسل »زيزينيا»، حبشي في فيلم »الفرح»، كمال في مسلسل »الخواجة عبد القادر»، والكثير جدا من الأدوار التي لعبها »محمود الجندي» والتي ترك كل منها أثرا لم يزل رغم انقضاء السنين. اشتهر الجندي بعديد من الأدوار المهمة سواء في السينما والمسرح والتليفزيون، ورغم أنه لم يكن الفتي الأول في هذه الأدوار، فإنه استطاع أن يجذب قلوب الجمهور بخفة دمه، والقبول الذي كان يتمتع به، ما جعل المنتجين والمخرجين يستعينون به في معظم الأعمال التي بلغت نحو 400 عمل متنوع، وهو رقم كبير للغاية، ويعبّر عن المكانة التي وصل إليها الفنان الراحل. قدم الجندي مسرحيات منها: »عنترة»، »مولود الملك معروف»، »شكسبير في العتبة»، »علشان خاطر عيونك»، »البرنسيسة»، »إنها حقا عائلة محترمة». وقدّم في السينما أدواراً مهمة في أفلام ناجي العلي، »يوم مرّ ويوم حلو»، »شمس الزناتي» الذي اشتهر فيه بدور »طفشان» حبيب الأطفال، حيث كان أحد رجال شمس الزناتي الذي جسّده الفنان الكبير عادل إمام، وجسّد شخصية ضياء الناجي في »الحرافيش»، و»واحد من الناس» مع الفنان كريم عبدالعزيز. أما في المسلسلات، فكان في قمة تألقه في عديد من الأدوار التي لا تزال ترتبط بأذهان المشاهدين، مثل »زيزينيا»، »الشهد والدموع»، »دموع في عيون وقحة» وغيرها. بدأ مشواره بأدوار صغيرة في عدد من المسلسلات والسهرات التليفزيونية والمسرحيات، إلي أن وقف في 1979 أمام فؤاد المهندس في مسرحية (إنها حقا عائلة محترمة)، وبعدها ثبت أقدامه في عالم الفن بمسلسل (دموع في عيون وقحة) عام 1980 أمام عادل إمام. وكانت انطلاقته القوية عام 1983 مع مسلسل (الشهد والدموع) تأليف أسامة أنور عكاشة وإخراج إسماعيل عبد الحافظ، والذي قدم فيه الجندي دوري الأب والابن. واشتهر الجندي بصوته العذب وغناء المواويل، الأمر الذي شجعه علي تقديم ألبوم غنائي باسم (فنان فقير) عام 1990، لكنه لم يستثمر موهبته الغنائية.