يعد الدكتور يسري حماد أحد أهم الوجوه السياسية في حزب النور السلفي، فمن خلال منصبه كعضو الهيئة العليا للحزب حاورته "آخر ساعة" حول العديد من القضايا التي تشغل الرأي العام فمن المعونة الأمريكية إلي إطلاق رجال الشرطة لحاهم، ومن موقف الحزب من انتخابات الرئاسة إلي تشكيل حكومة ائتلافية، كلها قضايا طرحناها علي طاولة الحوار مع حماد. ❊ ما هو موقف حزب النور من التلويح الأمريكي بقطع المعونة؟ التلويح بقطع المعونة عن مصر إهانة لا تليق ببلد بحجم مصر، وقيمة المعونة لا تمثل كل هذه الضجة السياسية، فما يضيع في بالوعة الفساد قيمته أكبر بكثير من قيمة المعونة، كما أن مصر لديها من الموارد ما يجعلها في غني عن المعونة سواء من أمريكا أو سواها من دول العالم وقد قامت الثورة من أجل الحفاظ علي كرامة المصريين ولا يمكن أن نبقي علي نفس المنوال من التبعية لأمريكا، لذلك يجب أن تؤسس العلاقات مع دول العالم علي أساس من الندية. ❊ هل صعود حزب النور السياسي أربك الحسابات الأمريكية في المنطقة ؟ صعود حزب النور ليس بمفاجأة بالمعني المفهوم، لأنه عبر عن قوة كانت موجودة في المجتمع لكن نظام مبارك منع الجميع من ممارسة السياسة ومنعها من الظهور، ومع ذلك فقد كان ظهور حزب النور ثم أداؤه الجيد في الانتخابات البرلمانية دافعا للإدارة الأمريكية لكي تعيد حساباتها وأن تنظر لحزب النور نظرة مختلفة، وهو ما تمثل في قرار إنشاء قنصلية أمريكية جديدة في الإسكندرية، بهدف متابعة التيار السلفي عن كثب، فعندما سألنا المسئولين الأمريكيين عن مغزي قرارهم من فتح قنصلية جديدة في الإسكندرية جاء ردهم عائما من قبيل أن المدينة مهمة وأنها كبري المدن المصرية بعد القاهرة، وهو كلام لايقنع طفلا صغيرا، فالإسكندرية لم يتغير وضعها منذ سنوات كالمدينة الثانية في مصر، لكن المتغير الوحيد الذي حدث هو صعود حزب النور. ❊ لماذا يتمركز حزب النور في الإسكندرية أساسا؟ حزب النور خرج من تحت عباءة الدعوة السلفية التي تستقر في الإسكندرية منذ نهاية السبعينيات، وعند بداية الدعوة إلي المنهج السلفي في الإسكندرية لم يكن الغرض الاقتصار علي الإسكندرية أو المدن القريبة منها، كمطروح مثلا، ولكن كان هدفنا نشر الدعوة في مصر كلها إلا أن الأمن حجم من نشاط الدعوة وحصرها في الإسكندرية ومنع انتشارها في دلتا مصر والصعيد. لذلك يبدو للبعض وكأن الدعوة السلفية، وبالتبعية حزب النور، محصورة في الإسكندرية لكن الوضع تغير بعد الثورة وبعد أن عبر الملايين عن حبهم واقتناعهم بمنهج حزب النور. ❊ هل من الممكن أن ينفصل »النور« عن الدعوة السلفية؟ العلاقات موجودة بين الحزب والدعوة، فهناك مشاورات بين الطرفين باستمرار، ومع الوقت سيأخذ الحزب طريقه في النضج ورسم سياساته بصورة مستقلة، لكن هذا لا يعني فصم العري بين الحزب والدعوة السلفية، لكن كل منهما سيركز في مجاله. ❊ ما تقييمك لإدارة المجلس العسكري للفترة الانتقالية؟ عسكرة الدولة كارثة عانينا منها طوال سنوات عديدة، ومع ذلك قبلنا بالمجلس العسكري مسئولا عن الفترة الانتقالية التي نجح فيها لأنه حافظ علي وحدة البلاد ولم تسفك الدماء كما هو الحال في سوريا واليمن مثلا، إلا أن هذا لا يعني أننا مع بقاء المجلس العسكري في السلطة، فهو أمين علي الفترة الانتقالية وعليه تسليم السلطة للرئيس المنتخب. ❊ ما رأيك في موقف وزارة الداخلية من رفضها إطلاق الضباط لحاهم؟ دعنا نتفق أن اللحية من الشريعة الإسلامية، ومن حق كل مسلم أن يطلق لحيته، وإذا كنا ندعو إلي الحرية فمن باب أولي أن نعطي الحرية لرجال الشرطة في إطلاق اللحية، أم أن الحرية عندنا تقتصر علي "البكيني" فقط. كما أن إطلاق ضابط الشرطة لحيته يجعلنا نكسب مواطنا ملتزما، وستكون اللحية شاهدا عليه، فعندما يحاول ضابط ملتح أخذ رشوي سيقول له الناس اتق الله في لحيتك، كما أن اللحية ليست واجهة فقط بل هي عنوان للالتزام وهو أمر قد يجعلنا نكسب العديد من رجال الشرطة الذين سيؤدون واجباتهم بكل إخلاص بدافع الواجب والدين. وعلي وزير الداخلية الاهتمام بتطهير الوزارة من رجال العادلي وإعادة الأمن للشارع بدلا من اهتمامه بإطلاق بعض الضباط الشرفاء لحاهم. ❊ من هو مرشح حزب النور في الانتخابات الرئاسية القادمة؟ الحزب لم يحسم قرار دعم مرشح للرئاسة بعد، في ظل قرار الحزب بعدم ترشيح أحد اعضاء هيئته العليا في الانتخابات الرئاسية، لذلك قررنا وضع آلية معينة نختار من خلالها مرشحا نعلن دعمنا له، فمبدئيا لن نعلن دعما لمرشح يختلف معنا في المنهج والأفكار، فلن ندعم إلا مرشحا إسلاميا يطبق شرع الله. وسنشكل لجنة داخل الحزب لدراسة ملفات وبرنامج جميع المرشحين وستقوم اللجنة بتشكيل وفود لمقابلة مرشحي الرئاسة والاطلاع علي البرامج والأهداف وكيفية إدارته للدولة وخطته لذلك وكيفية تنفيذها. وسنختار المرشح الرئاسي بعد أن نعرف رؤية المرشح للمرحلة القادمة وكيفية علاج المشاكل الملحة في مصر. إلا أن قرار الحزب في حال اتخاذه قبل إغلاق باب الترشح لن يعلن إلا بعد غلق باب الترشح لإعطاء الفرصة كاملة أمام الحزب لدراسة جميع المرشحين وبرامجهم الانتخابية.