الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للمسجد الأقصي التي تزايدت وتيرتها في الفترة الأخيرة، أمر لا يمكن قبوله والسكوت عليه، فاقتحام القوات الإسرائيلية للمسجد الأقصي. والإجراءات التي تقوم بها إسرائيل في مدينة القدس علي مدي السنوات الماضية، تمثل خروجا علي الشرعية الدولية، واستفزازا لمشاعر العرب والمسلمين وأتباع الديانات السماوية.. وقد أدانت مصر حكومة وشعبا تلك الممارسات ومحاولات إسرائيل لتهويد القدس، وانتهاك حرماتها الإسلامية والمسيحية.. ولعل المؤتمر الدولي للدفاع عن القدس والذي يعقد تحت رعاية جامعة الدول العربية في العاصمة القطرية الدوحة بمشاركة نحو 350 من كبار الشخصيات السياسية والفكرية والدينية المعنية بقضية القدس، من مختلف الدول العربية والإسلامية والأجنبية، يستهدف كشف الممارسات الإسرائيلية في القدس، والتحديات التي تواجه أهلها، وبلورة قرارات حاسمة لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية الصارخة والمستمرة ضد القدس، ومحاولات إسرائيل تهويد المدينة المقدسة.. فالمطلوب في المرحلة القادمة التصدي بفاعلية لتلك الممارسات الصارخة، من خلال تنسيق المواقف، وبلورة موقف موحد في هذا الشأن.. وهذا يحتاج اسهام المنظمات الإقليمية في دعم قضية القدس.. فهناك دور منتظر من منظمة المؤتمر الإسلامي، لما تتمتع به من ثقل سياسي ودور تاريخي في دعم القضايا العربية والإسلامية، والمنتظر أن تبادر المنظمة بعقد مؤتمر دولي يكشف الممارسات الإسرائيلية في القدس، والدعوة إلي دعم الشعب الفلسطيني في مواجهة التعنت الإسرائيلي، خاصة في ظل حالة الجمود الحالية التي تسيطر علي عملية السلام.. ودعم الجهود المبذولة التي تقودها مصر لتوحيد الفصائل الفلسطينية وأن تبادر مختلف الأطراف إلي نبذ الخلافات، وتضع نصب أعينها المصالح العليا للشعب الفلسطيني.. وهذا بهدف حشد رأي عام دولي لكي يتحمل المجتمع الدولي مسئولياته في حماية القدس والمسجد الأقصي من الانتهاكات الإسرائيلية.