يتم الآن تصوير مسلسل تليفزيوني عن الإمام أبي حامد الغزالي ليذاع في شهر رمضان القادم من تأليف محمد السيد عيد وإخراج إبراهيم الشعراوي، ويتقاسم بطولته نخبة من نجوم الفن، ويكتب أشعاره الشاعر الكبير الدكتور أحمد تيمور. والإمام الغزالي شخصية من أهم شخصيات الإسلام.. فهو عالم وصوفي وفيلسوف، ولد بطومس بخراسان عام 054 ه وتوفي سنة 505 ه .. ومن أهم مؤلفاته: إحياء علوم الدين، المنقذ من الضلال، تهافت الفلاسفة، الاقتصاد في الاعتقاد، فضائح الباطنية، وغير ذلك من الكتب الهامة، والمعروف أن الفيلسوف ابن رشد رد علي كتاب تهافت الفلاسفة بكتاب (تهافت التهافت). وقد درس الإمام الغزالي كل علوم عصره، ودرس الفلسفة واعتنق التصوف وقال عن المتصوفة: »إن الصوفية هم السالكون لطريق الله خاصة أن سيرتهم أحسن السير، وطريقهم أقرب الطرق«. وقد أعجب به كل من درس سيرة حياته، سواء من علماء الإسلام أو المستشرقين، لغزارة وعمق مؤلفاته.. كتب عنه الدكتور (زويمر): كل باحث في تاريخ الإسلام يلتقي بأربعة من أولئك الفطاحل وهم: محمد النبي، والبخاري، والأشعري، والغزالي. وقال عنه (ماكدونالد) الذي تخصص في دراسة الغزالي أن الغزالي استطاع أن يوطد الصوفية حتي بلغت به مكانا مرموقا في الإسلام. ولخص الإمام المراغي منزلة الغزالي وأثره بقوله: إذا ذكر ابن سينا أو الفارابي خطر بالبال فيلسوفان عظيمان. وإذا ذكر ابن عربي خطر بالبال رجل صوفي له في التصوف آراء لها خطورتها. وإذا ذكر البخاري ومسلم وأحمد خطر بالبال رجال لهم أقدارهم في الحفظ والصدق والأمانة والدقة ومعرفة الرجال. أما إذا ذكر الغزالي فقد تشعبت النواحي، ولم يخطر بالبال رجل واحد، بل خطر بالبال رجال معدودون لكل واحد قيمته وقدرته. يخطر بالبال الغزالي الأصولي الماهر، والغزالي الفقيه الحر، والغزالي المتكلم إمام أهل السنة وحامي حماها، والغزالي الاجتماعي الخبير بأحوال العالم وخفيات الضمائر، ومكونات القلوب، والغزالي الفيلسوف أو الذي ناهض الفلسفة وكشف عما فيها من زيف وزخرف، والغزالي المربي، والغزالي الصوفي الزاهد، وإن شئت فقل يخطر بالبال رجل هو دائرة معارف عصره«. و..نأمل أن يأتي هذا المسلسل علي مستوي هذه الشخصية الباهرة والمبهرة فيرينا عن قرب حياة شخصية فذة.. ملأت الدنيا وشغلت الناس في كل العصور.