والمثير أن تلك الأحداث دفعت الكثيرين لتذكر مسلسل فشل اتحاد سمير زاهر مرارا ومساهمته بشكل رئيسي في خروج منتخبنا القومي من المؤهلة لبطولة الأمم الأفريقية التي أقيمت فعاليتها في 12 يناير الماضي في دولتي غينيا الأستوائية والجابون. وفي البداية فقد حفلت مباريات الدور الأول بالبطولة بالعديد من الظواهر منها تفوق بعض المنتخبات المشاركة بلاعبيها المحليين علي المنتخبات التي تضم ذخيرة من النجوم المشاركين بالدوري الأوروبي ويأتي علي رأسها منتخب التوانسة الذي خاض مباريات الدور الأول بلاعبين شاركوا في الدوري المحلي التونسي وهم الذين نجحوا في الصعود بمنتخب بلادهم التونسي لدور الثمانية بعد الفوز في مباراتين.. ولكن في ختام مباريات المجموعة الثالثة نجح المنتخب الجابوني في مواصلة تألقه وحقق فوزه الثالث علي التوالي علي حساب المنتخب التونسي 1/صفر. وقد جاءت أجمل المفاجآت العربية في تأهل منتخب السودان لدور الثمانية بعد غياب طويل.. فبالرغم من خسارته أمام كوت ديفور بهدف في مباراته الأولي. إلا أن ذلك ساعد في أكتساب اللاعبين للثقة أمام أنجولا وتعادل معها المنتخب السوداني وتلاها تحقيقه الفوز علي منتخب بوركينا فاسو والصعود إلي الدور ربع النهائي.. ويذكر أن اللاعبين قدموا مستوي فنيا وبدنيا عالي المستوي في البطولة بفضل مديرهم الفني محمد عبدالله مازدا وجميعهم استحقوا الإشادة والتقدير من كل المراقبين والفنيين. وبالرغم من الخروج المبكر لمنتخب ليبيا من البطولة إلا أنه استحق كل تقدير واحترام بعد أن غادر المونديال الأسمر مرفوع الرأسي خاصة أنه حصد أربع نقاط في الوقت الذي خسر فيه المباراة الأولي 1/صفر أمام منتخب غينيا في الوقت القاتل وكذلك تقديمه لعرض قوي أكد المراقبون أن منتخب زامبيا أفلت بالتعادل 2/2 خاصة أن التقدم مرتين كان لصالح لاعبي ليبيا الذين أحرجوا المنتخب الزامبي ولولا ظروف أرض الملعب الغارقة بالأمطار والمطبات لفاز المنتخب الليبي بالمباراة.. وبعدها حققوا الفوز الكبير علي منتخب السنغال بكل نجومه الكبار وحرموهم من حفظ ماء الوجه في أسوأ بطولة للسنغاليين.. وقد أكدت الأحداث أن مشاركة المنتخب الليبي في البطولة مرت بظروف صعبة علي مستوي التصفيات والاستعداد للنهائيات بسبب أحداث الثورة الليبية ولكنهم أثبتوا أنهم قادمون بقوة لإعادة الأزدهار لخريطة الكرة الليبية. وبالنسبة للمنتخب المغربي الذي حضر للبطولة وهو يحمل آمالا كثيرة في أن يكون ضمن المرشحين للفوز باللقب.. فإن خروجه من الدور الأول كان بمثابة صدمة لجماهيره، ولكن وضح أن لاعبيه من الصف الثاني من المحليين يمتلكون مهارات عالية إلا أن التجانس كان مفقودا إلي حد بعيد وهذا أدي لخروجه من الدور الأول بعدما أحتل بها المركز الثالث في المجموعة الأولي برصيد 3 نقاط نتيجة فوز يتيم علي منتخب النيجر. ومع الانتقال بين أدوار البطولة وصل الأمر لإطاحة منتخب غانا بنظيره التونسي خارج البطولة بعد الفوز عليه 2/1 في منافسات دور الثمانية وتأهل للدور قبل النهائي ليلتقي مع نظيره الزامبي الذي سبق وحقق الفوز علي منتخب السودان 3/صفر. وأعطاه تأشيرة الوداع للبطولة. والتقي منتخب مالي مع نظيره الايفواري في المباراة الأخري للدور قبل النهائي ولكن الحظ عاند منتخب غانا وغادر البطولة بعد هزيمته من المنتخب الزامي 1/صفر، كما تأهل منتخب مالي للدور قبل النهائي بعد فوزه علي نظيره الجابوني لكنه أصطدام بالمنتخب الايفواري الذي أطاح بغينيا الاستوائية.. ولكن في مباراة نصف النهائي الأفريقي تبخرت كل آمال منتخب مالي بعد أن فاز عليه منتخب ساحل العاج العنيد 1/صفر وباتت خريطة لقاء النهائي محصورة بين منتخبي زامبيا وساحل العاج والمركز الثالث والرابع بين منتخبي غانا ومالي. وكان من أهم الظواهر في المونديال الأفريقي هو وقوف المنتخبات المشاركة في البطولة دقيقة حدادا قبل كل مباراة حدادا علي أرواح ضجايا كارثة بورسعيد. وكذلك ظهور لاعبي منتخبي تونس وليبيا وهم يحملون الشارات السوداء لنفس السبب المرتبط بالكارثة. اعتراض محمد عبدالله مازدا المدير الفني لمنتخب السوداني علي الظلم التحكيمي الذي تعرض له فريقه عقب خسارته من منتخب زامبيا وأشار لأنه كان لفريقه ضربة جزاء واضحة لم تحتسب ولو تم احتسابها لتغيرات نتيجة المباراة لأنها كانت بالطبع ستؤثر علي معنويات اللاعبين وتدفعهم لبدل الجهد لتحقيق نتيجة أفضل.