جاءت مناقشة رواية »طلعة البدن« للأديب السيناوي مسعد أبوفجر بمخيم الإبداع بمعرض الكتاب، لتكشف لأول مرة لجمهور المعرض حقيقة الأدب السيناوي، ورموزه المناضلين، دفاعاً عن الوطن.. ورغم برودة الطقس، فإن أجواء مناقشة هذه الرواية والقضايا التي فجرها بشأن معاناة أهل سيناء مع النظام القمعي البائد، قد أشعلت حماسة جمهور الندوة، وألهبت مشاعرهم الوطنية، وفجرت العديد من الأطروحات حول مستقبل الوطن، ومدي قدرة مصر المحروسة علي تقديم الدولة النموذج، الذي يمكن أن تحتذي به منطقة الشرق الأوسط. وفي قراءته للرواية أوضح الناقد هادي درويش، أن هذه الرواية تمثل نمطاً جديداً للكتابة، وإن كان مؤلفها قد عرف كمناضل سياسي ينتصر لحقوق قبائل بدو سيناء، لكن الرواية تعيد تقديمه كمبدع يقدم من خلال روايته صوراً وأنماطا لأشكال الحياة الاجتماعية والثقافية لبدو سيناء، ودور زعماء القبائل في رسم خريطة هذه الحياة الاجتماعية والقيادة التي يمثلها هؤلاء الزعماء، وتعدد زيجاتهم، وبطولاتهم الفردية، وغيرها من أنماط الحياة الثقافية لبدو سيناء،ويضيف أن هذه الرواية تعبر عن حقيقة ومعاناة منطقة سيناء، بوصفها »هامش رخو« لمصر، وكتب عليها أن تظل محلا للنزاع من احتلال عثماني إلي حكم جائر معاصر، إلي عدوان إسرائيلي، بجانب ازدواجية النظرة لسيناء، كموطن بعيد عن المركزية الثقافية، مما جعلها عرضة للتزييف والتشويه والتخوين، وفي المقابل يدفع سكانها ثمناً باهظاً للحرية وعدم الاستقرار. وحول رؤيته لمستقبل سيناء بعد ثورة 25 يناير، قال مسعد أبو فجر: سيناء هي جزء من مصر ومن ثقافتها، و إذا تقدمت مصر، تقدم الشرق الأوسط كله ويكفي أن منطقتنا شهدت ميلاد الأديان السماوية، مما يؤكد أهميتها، ويبقي دورنا في أن تقدم مصر الدولة النموذج كمشروع تحتذي به دول المنطقة، بدلاً من أن تحتذي بنموذج إسرائيل، مؤكدا أن مصر تستطيع أن تكون عصا موسي.