تيسيرات جديدة تقدمها السعودية هذا العام لحوالي 2 مليون من ضيوف الرحمن يمثلون أكثر من 80 دولة لتأدية الركن الخامس في الإسلام، وفق توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان. فلأول مرة يطبق وزير الحج والعمرة الدكتور محمد صالح بن طاهر بنتن منهجية جديدة، وتأسيس صناعة الضيافة الحديثة لدعم خدمات واقتصاديات الحج لتنفيذ رؤية المملكة 2030، ومبادرات برنامج التحول الوطني. حجاج بيت الله الحرام لمسوا هذا العام فكراً جديداً في تسلسل إجراءات القدوم، وإنهاء إجراءات الجوازات، واستلام الحقائب في زمن قياسي، ومندوبين في انتظارهم بالزهور والورود والابتسامة الحلوة لتقديم كل الخدمات، مما تركت في نفوسهم أثراً طيباً، ومن المقرر أن يتكرر ذلك عند المغادرة. إنها ملامح استراتيجية فكر العالم السعودي الدكتور محمد صالح بن طاهر بنتن وزير الحج والعمرة (حائز علي الدكتوراه في هندسة الحاسب من جامعة "كولورادو بولدر" بأمريكا، وماجستير من جامعة الملك فهد، وتولي من قبل مناصب هامة عديدة أبرزها عمادة كلية علوم وهندسة الحاسب الآلي). فلسفة هذا الوزير تعتمد علي أن الاستعدادات للحج عملية مستمرة طوال العام، تعيشها كل القطاعات للمشاركة، ومنها بطبيعة الحال وزارة الحج والعمرة، فما إن ينتهي موسم الحج إلا وتبدأ الاستعدادات للموسم الذي يليه، عبر إعداد الخطط، وعقد ورش العمل، والدورات التدريبية وغيرها. ويأتي في مقدمة هذه الاستعدادات اللقاءات السنوية المبكرة مع رؤساء ووفود مكاتب شئون الحج في الدول التي يفد منها ضيوف الرحمن، حيث ينتج عن هذه اللقاءات الكثير من أوجه التنسيق والتدريب المسبق، مع التأكيد علي أهمية توعية الحجاج في بلدانهم قبل قدومهم للمملكة العربية السعودية! ويتم التركيز علي التوعية النسكية والصحية والبيئية والقانونية، وتزودهم وزارة الحج والعمرة ببعض البرامج التي تساعدهم علي القيام بهذا الدور، كما يتم التأكيد في هذه اللقاءات علي أهمية التزام الحجاج بتطبيق الأنظمة والتعليمات والتي تهدف إلي جعل الحج سهلاً ميسراً، ويتمكن الحاج من أداء الفريضة في أمن وطمأنينة وسلام، والحمد لله (كما يقول العالم السعودي الدكتور محمد صالح بنتن وزير الحج والعمرة) الذي اختص المملكة العربية السعودية بخدمة الحجاج والمعتمرين، وسخر لبلادنا قيادة جعلت في قمة أولوياتها رعاية ضيوف الرحمن، فاستحقت الثناء والإنصاف والإشادة من جموع المسلمين. ومن أكبر هذه التيسيرات التي تم تطبيقها في حج هذا العام إنهاء الإجراءات السعودية في بلاد الحجاج، بحيث يصل الحاج السعودية مستوفياً كل الإجراءات، ويخرج من المطار السعودي مباشرة ليستقل الأتوبيس مباشرة إلي مكان الإقامة سواء كانت فنادق أو مساكن.. في مكةالمكرمة أو المدينةالمنورة! وهذه الفكرة الجديدة طبقت بالفعل عمليا هذا العام، حيث دشنت المملكة مبادرة "طريق مكة" بانطلاق أول رحلتين لحجاج ماليزيا من مطار "كوالالمبور" الدولي، وذلك عبر إنهاء إجراءات دخولهم إلي المملكة من بلدانهم عبر مسارات مخصصة في المطار، وبالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية تسهيلاً وتيسيراً لأدائهم فريضة الحج، وحضر تدشين المبادرة مسؤولون من الجهات المختصة في ماليزيا، ومسؤولون سعوديون يتقدمهم مدير عام الجوازات، وأعضاء اللجنة الإشرافية من الجهات ذات العلاقة بخدمة ضيوف الرحمن بالمملكة: (وزارة الحج والعمرة، الداخلية، الخارجية، الصحة، هيئة الطيران المدني، الجمارك، مركز المعلومات الوطني).. والمبادرة تهدف إلي تسهيل وتيسير الحج إلي مكةالمكرمة، وتنظيم الخدمة في المطار، وسير إجراءات تنفيذها، وهذه إحدي ثمار توجيهات خادم الحرمين الشريفين، وولي العهد لخدمة ضيوف الرحمن وفق برنامج التحول الوطني 2020 ووفق رؤية المملكة 2030، وبمتابعة مباشرة من وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا. ونفس التجربة طبقت في "أندونيسيا"، بداية من فرز وتصنيف الأمتعة مسبقاً من بلد الحاج، وتخليص إجراءات الجوازات والجمارك، وهذه طفرة كبيرة في خدمات الحجاج ستمنع التكدس والزحام في مطارات السعودية وصالات الحجاج، وبطبيعة الحال ستطبق هذه التجربة مستقبلاً في جميع دول العالم الإسلامي، ومنها بالطبع مصر، ففي حالة التطبيق يستطيع الحاج المصري إنهاء كل الإجراءات السعودية بما فيها ختم الجوازات والجمارك السعودية واستلام الحقائب، ليخرج بعد وصوله السعودية من مطارات جدة أو المدينةالمنورة مباشرة إلي الفنادق ومقار السكن المحجوزة لهم!! سيجد ضيوف الرحمن هذا العام (منصات إنجاز) وضعتها رئاسة شئون الحرمين وهي أجهزة استبيانات إلكترونية تهدف إلي استطلاع آراء قاصدي المسجد الحرام عن الخدمات المقدمة لهم ووضعها بعين الاعتبار، بالإضافة إلي أنها وسائل إرشاد! ولقد تفقد وزير الحج والعمرة الدكتور محمد صالح بن طاهر بنتن تجربة استخدام الأسرّة "سراير" ذات الدورين للحجاج، في خطوة هي الأولي من نوعها في مخيمات مشعر (مني) أيام التشريق لاستخدامها في موسم حج هذا العام، هدفها الاستفادة من المساحات المتاحة وتجويد الخدمة المقدمة وليس الهدف زيادة أعداد الحجاج! كما اطلع الوزير علي برنامج التغذية الذي سيقدم في المشاعر المقدسة، حيث سيتم تقديم الوجبات الجاهزة المعقمة التي تناسب الحجاج في جميع مؤسسات الطوافة، وشاهد بنفسه رفع مستوي جودة المعيشة في المخيمات، موجهاً باتخاذ كل ما من شأنه الحفاظ علي الغذاء وتقديمه في صورة الصحية، والتأكد من تاريخ الصلاحية!. وكل خطوات الحج ستتم وفق خطط مدروسة باستخدام التقنية الحديثة بشكل موسع، وبمعايير عالمية، وبأسس علمية، وغيرها من الخدمات اللوجيستية اللازمة لخدمة الحجاج هذا العام، وأساسها الشفافية والوضوح! سيتمتع الحجاج أيضاً باستقلال قطار المشاعر الذي يعد شرياناً حديدياً لراحة ضيوف الرحمن، ويعد من أبرز المشروعات الحيوية خلال الأعوام الماضية في المشاعر المقدسة للربط بين جنوب شرق مشعر عرفات، وجنوب غرب مشعر مني (منطقة الجمرات) عبر مشعر مزدلفة بمسار يبلغ نحو 20 كيلو متراً، إلي جانب ربطه بمكةالمكرمةوالمدينةالمنورة في مرحلة لاحقة، وهذا يتكامل مع مشروعات المملكة في منظومة تجسيد الاهتمام بخدمة وراحة الحجاج وتوفير الوقت والجهد، ونقلهم بين المشاعر بكل انسيابية. ومشروع القطار أغني عن استخدام نحو 12 ألف حافلة (أتوبيس) وينقل حوالي نصف مليون حاج أثناء موسم الحج، الأمر الذي جنب مكةالمكرمة ظاهرة الازدحام أثناء الموسم بعد أن عانت من ذلك قرابة المائة عام، حيث يسير بين محطاته التسع عبر حوالي 1000 رحلة خلال سبعة أيام! سينعم الحجاج أيضاً بأكبر توسعة في الحرمين الشريفين تتضاعف علي إثرها الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام، والمسجد النبوي الشريف، بما يتناسب وزيادة أعداد الحجاج، وبما يساعدهم علي تأدية مناسكهم في سهولة ويسر، ووفقاً لأساليب حديثة وعصرية تعتمد علي أرقي التصاميم المعمارية، وتعد التوسعة السعودية الحديثة الحالية هي الأكبر في التاريخ، من حيث المساحة والتكلفة، ليستوعب مبني الحرم المكي مليوني مصلٍ في وقت واحد، وتضم الساحات الخارجية دورات مياه نظيفة، وممرات، وأنفاقاً، إضافة إلي مرافق أخري مساندة لتسهيل دخول وخروج المصلين والزوار، وكذلك توسعة المطاف، وسلالم متحركة وثابتة لتحقيق تنوع الخدمات، وتوفير خمسة طوابق لمنشأة الجمرات، مع وجود مداخل ومخارج في كل الاتجاهات. ونفس الشيء تمت التوسعة الكبري للمسجد النبوي الشريف، وتتكون من ثلاث كتل رئيسية: الأولي من جهة القبلة وتبلغ مساحتها تقريباً ضعفي البناء الموجود، وكتلة غربية بمساحة المسجد الحالي، وكتلة وسطية بين الشرقية والغربية تعادل نصف مساحة المسجد الحالي، ويعد تركيب المظلات الواقية من أبرز المشروعات المنجزة لتوسعة المسجد النبوي الشريف (حوالي 250 مظلة) لوقاية الزائرين والمصلين من حرارة الشمس أو ربما حدوث أمطار! الدكتور محمد صالح بنتن (وزير الحج والعمرة) منفتح ومتفاعل مع جميع زملائه الوزراء في الحكومة السعودية، ولا يعيش في جزر منعزلة، وكل ذلك من أجل أهداف سامية ونبيلة هي خدمة ضيوف الرحمن، من خلال منظومة مشروعات عملاقة ومتكاملة سيلمسها حجاج بيت الله الحرام هذا العام.