أرض الموقع عبارة عن خلية نحل كما عودنا الجيش المصري دائما أن يكون سباقا في مد يد العون إلي الشعب في أوقات الأزمات والكوارث وإيمانا من القوات المسلحة بواجبها تجاه المواطنين بادرت بالإعلان عن مساهمتها بمبلغ 2 مليار جنيه لإنشاء 02 ألف وحدة سكنية في مشروع الإسكان الاجتماعي الذي ستقوم به الدولة لتوفير مليون وحدة خلال 5 سنوات سيتم توزيعها علي محدودي الدخل في كل أرجاء مصر. ولم تكتف القوات المسلحة بما أعلنته ولكنها سارعت إلي البدء في تنفيذ مرحلة عاجلة منه عبارة عن 6 آلاف وحدة سكنية بمدينة 51 مايو و 2916 وحدة أخري بمدينة برج العرب الجديدة. وبعد حوالي شهر تقريبا دعا كل من الجهاز المركزي للتعمير بوزارة الإسكان وإدارة المهندسين العسكريين التابعة للهيئة الهندسية بالقوات المسلحة جميع وسائل الإعلام لزيارة الموقع الذي تبرعت به القوات المسلحة لصالح المشروع وكان ثكنة عسكرية علي تبة عالية في صحراء 51 مايو تحيط بها المساكن من ثلاثة جوانب. وبمجرد وصولنا إلي الموقع وجدنا العمل يجري بكل همة ونشاط في تجهيز الأرض ووضع الأساسات، ولأول مرة في كل مواقع العمل التي زرتها أثناء تغطيتي لمشروعات وزارة الإسكان أشاهد هذا العدد الهائل من المعدات الثقيلة التي تعمل في وقت واحد وكأننا في مناورة عسكرية، لدرجة أن كل شبر في الموقع كان يحتاج منا لتسجيل نوعية العمل به سواء بالكلمة أو الصورة. وكان في استقبالنا في موقع العمل اللواء مهندس محمود مغاوري رئيس الجهاز المركزي للتعمير الذي أكد أن القوات المسلحة تبرعت بهذه الأرض وكان بها وحدة عسكرية نظرا لعدم وجود أرض مناسبة نبدأ العمل بها في القاهرة وكان من المفروض أن تتبرع المحافظة بمثل هذه الأرض لصالح المشروع مضيفا أن القوات المسلحة قامت بإتاحة 2 مليار جنيه لإنشاء 02 ألف وحدة سكنية منها 21 ألفا و291 وحدة كمرحلة أولي منها 6 آلاف في 51 مايو والباقي في مدينة برج العرب الجديدة إلي جانب تنفيذها المرافق والخدمات اللازمة للمشروع علي أن يتم الانتهاء من العمل في هذا الموقع في 13 ديسمبر 2102 ويبدأ تسليم الوحدات السكنية من خلال وزارة الإسكان في يناير 3102. موضحا أن القوات المسلحة ستقوم ببناء عدد آخر من الوحدات في المحافظات المختلفة بمجرد أن تتوافر الأرض وتتولي الوزارة توزيعها علي الحاجزين ممن تنطبق عليهم الشروط. مضيفا أن عملية إزالة الإشغالات ورفع المخلفات من أرض الموقع تكلفت 01 ملايين جنيه. وقد عرفنا اللواء مغاوري علي اللواء مهندس كامل الوزير مدير إدارة المهندسين العسكريين بالقوات المسلحة وهذه الإدارة مسئولة عن تنفيذ المشروع في هذا الموقع والذي قال ان ال 02 ألف وحدة سكنية التي سيقوم الجيش بتنفيذها في مشروع الإسكان الاجتماعي تم توزيعها علي الإدارات الهندسية بالقوات المسلحة بينما ستقام 2916 وحدة سكنية بالتوازي في مدينة برج العرب الجديدة وذلك من خلال إدارة المشروعات الكبري بالقوات المسلحة. وأشار الوزير أن مساحة المشروع بمدينة 51 مايو تبلغ 29 فدانا أي ما يعادل 883 ألف متر مربع، وأن هناك محددات عامة له منها أن مساحة الوحدة السكنية لا تقل عن 07 مترا مربعا ولكن تصل إلي 98 مترا مربعا شاملة الخدمات ليبلغ بذلك عدد العمارات إلي 052 عمارة والكثافة السكانية 082 فردا لكل فدان ويقطن بها حوالي 62 ألف نسمة. حيث إنه سيتم بناء العمارات السكنية علي حوالي 32٪ من إجمالي هذه المساحة (أي ما يعادل 88 ألف متر مربع) علي أن تشمل باقي المساحة إنشاء الخدمات والطرق وأماكن انتظار السيارات علاوة علي أن أعمال تنسيق الموقع والمسطحات الخضراء ستصل إلي 53٪ من هذه المساحة لخلق بيئة صحية مناسبة مؤكدا أن المشروع سيتم تسليمه كاملا بالمرافق والخدمات سواء الإدارية أو الأمنية أو التعليمية أو الصحية. وأوضح الوزير أن الخدمات التي سيتضمنها هذا المشروع 6 حضانات وجامعا كبيرا ودار مناسبات وعدد 6 مساجد بمسطح 051م2 ومركزا تجاريا و4 مناطق للمحلات التجارية وعيادة طبية شاملة ومناطق خدمية وإدارية ومسطحات خضراء ومناطق ترفيهية. مشيرا إلي أنه تم البدء في تنفيذ هذا الموقع منذ شهر تقريبا وإزالة الإشغالات من عليه وأيضا تكسير الصخور به ورفعها منه والبدء في أعمال الحفر ووضع الأساسات. وقال الوزير إنه بالنسبة للوحدة السكنية في المشروع ستكون بمساحة 77 مترا مربعا صافيا (بينما سيكون إجمالي مساحتها حوالي 98 مترا مربعا شاملة الخدمات) لافتا إلي أن هذه الوحدة سوف تشمل 3 غرف وصالة بمساحات جيدة، وذلك حرصا منا علي عدم قيام المستفيد بها فيما بعد بالاضطرار لترك وحدته والبحث عن أخري أكبر. مؤكدا أنه سيتم الالتزام بالمواصفات الأساسية التي حددتها وزارة الإسكان لتنفيذ وحدات مشروع الإسكان الاجتماعي ولكن اذا وجدت ميزة يمكن أن تضيفها القوات المسلحة ستقوم بذلك. وأضاف مدير إدارة المهندسين العسكريين بأن تنفيذ هذه الوحدات سيكون بسعر التكلفة، لافتا إلي أنه في حالة توفير أي عائد مادي بسيط سيوجه لشراء معدات حديثة لتطوير وحداتنا المتخصصة مما يساهم في سرعة تنفيذ المشروع. موضحا أن موقع المشروع بمدينة 51 مايو كان يوجد به المرافق الأساسية فقط بينما شبكة المرافق الداخلية ستقوم القوات المسلحة بإعدادها للموقع أثناء بناء العمارات السكنية. وقال الوزير إنه بالرغم من أن القوات المسلحة فيها وحدات متخصصة أصلا للقيام بالمهام القتالية إلا أنه في وقت السلم يتوافر لديها فائض في الإمكانيات (خاصة وحدات الطرق والقنابل والإلغام) وأن عملها في تجهيز أرض هذا الموقع يعتبر في ذات الوقت تدريبا عمليا وواقعيا (راقيا) لهذه الإدارات الهندسية كما أنه يعود عليها بالنفع من خلال تنمية مهارات أفرادها. وكان المشير حسين طنطاوي قد أصدر تعليماته بتشغيل الشركات المدنية (حوالي 06 شركة) في تنفيذ هذا المشروع حتي تفتح أمامهم أبواب الرزق في ظل حالة البطالة التي تمر بها البلاد إلي جانب أنه لا توجد وحدة عسكرية تقوم بالأعمال الإنشائية بهذا الموقع. كما شدد الوزير علي أنه إذا وجدت أي أراض لدي القوات المسلحة جاهزة بالمرافق ويحتاجها مشروع الإسكان الاجتماعي سيتم التبرع بها علي الفور. مشيرا إلي أنه تم البدء بهذا الموقع في 51 مايو لصالح محافظة القاهرة لأنه موقع جاهز بالمرافق، لذا يعتبر الأسهل لكي ندخل من خلاله في هذا المشروع الخاص بالإسكان الاجتماعي وذلك لحين تجهيز مواقع أخري بالصحراء من خلال إمدادها بالمرافق. وعند سؤاله عن مدي استفادة ضباط الجيش من هذا المشروع؟ قال مدير ادارة المهندسين العسكريين إن الوحدات السكنية بهذا المشروع مخصصة للمواطنين فقط دون ضباط الجيش الذين يتم توفير مساكن لهم من خلال صندوق الإسكان الخاص بالقوات المسلحة وفي حالة احتياجهم لمساكن في محافظات لا يوجد بها سكن للجيش نقوم بالحصول علي وحدات لهم من خلال نسبة من الإسكان الشعبي أو الاقتصادي وذلك بالتنسيق مع وزارة الاسكان.. أما في هذا المشروع الخاص بالإسكان الاجتماعي فلا توجد أي نسبة لأفراد القوات المسلحة. وكشف الوزير عن أن بقية ال02 ألف وحدة سكنية التي ستنفذها القوات المسلحة (حوالي 8 آلاف وحدة) سيتم في المحافظات التي تتوافر بها أراض مرفقة، لافتا إلي أنه لم يتم تحديد هذه المحافظات حتي الآن. وموضحا أن التكلفة الاجمالية لل 02 ألف وحدة ستبلغ 2 مليار جنيه تبرعت بها القوات المسلحة لبناء هذه الوحدات دون حساب سعر الأرض التي تبرعت بها في هذا الموقع. وأرجع الوزير عدم تعرض معداتهم الثقيلة التي تعمل في تجهيز هذا الموقع ب 51 مايو منذ شهر تقريبا لأي أعمال سرقة أو نهب لاحترام المواطنين للقوات المسلحة والعكس. يذكر أن مشروع الإسكان الاجتماعي أو برنامج الدولة للإسكان خلال الخمس سنوات القادمة يخدم ثلاث شرائح رئيسية في المجتمع هي شريحة محدودي الدخل الذين يحتاجون لتوفير وحدات سكنية لهم تدعمها الدولة وذلك بإنشاء مليون وحدة سكنية كاملة التشطيب. وشريحة متوسطي الدخل الذين يرغبون في الحصول علي قطعة أرض للإسكان العائلي بتيسيرات وتسهيلات من الدولة وذلك بإتاحة أراض عائلية صغيرة بنظام القرعة العلنية بسعر محدد لحوالي 052 ألف قطعة بمساحة تتراوح ما بين 002 و 003 متر مربع. إلي جانب شريحة القادرين الراغبين في الحصول علي أرض بنظام المزاد العلني حوالي 05 ألف قطعة أرض بمساحة تتراوح ما بين 006 و 0021 م2. واعتبارا من يناير الجاري تبدأ الدولة في تنفيذ مشروع المليون وحدة سكنية علي 5 مراحل (002 ألف وحدة في السنة) سيتم توزيعها علي المستحقين من محدودي الدخل الذين لم يستفيدوا من الوحدات السكنية السابقة بالمدن الجديدة. أما مكونات هذا المشروع فهي وحدات سكنية بمساحات تتراوح ما بين 07 إلي 88 م2 ومنشآت خدمية (تعليمية وصحية وتجارية ودور عبادة) إلي جانب طرق ومرافق عامة (شبكات مياه وصرف وكهرباء) بالإضافة لأعمال تنسيق موقع ومسطحات خضراء.