صحيفة "الجارديان" البريطانية، كانت أول من أشار إلي احتمالية إلغاء حفل تسليم جائزة نوبل للآداب هذا العام، وذلك بما يعد المرة الأولي منذ الحرب العالمية الثانية، والسبب هو الفضيحة الجنسية التي تعرض لها زوج إحدي عضوات "الأكاديمية السويدية" المانحة للجائزة. الواقعة ألقت بظلالها علي العالم أجمع بعدما كشفت حركة "أنا أيضا" عن شهادات ل18 امرأة تعرضن للتحرش الجنسي والاغتصاب من قبل رجل من أصل فرنسي يدعي جون كلود أرنو، متزوج من الشاعرة والكاتبة المسرحية كاترينا فروستنسن، وهي عضو في الأكاديمية السويدية، بما في ذلك أعضاء الأكاديمية وزوجاتهم وبناتهم. وتوالت بعدها الأنباء بداية من استقالة ثلاثة أعضاء من الأكاديمية، وصولاً إلي استقالة الأمينة الدائمة لجائزة نوبل للآداب، سارة دانيوس، علي خلفية الواقعة. واستقال الأعضاء الثلاثة من مجلس الأكاديمية بسبب الاستياء من طريقة إجراء تحقيق في هذه المزاعم. ثم تنحت الأمين العام للأكاديمية عن منصبها بينما استقالت فروستنسون وأعقبهما عضو سادس. وقال بيتر إنجلوند، وهو أحد الأعضاء الستة الذين استقالوا من الأكاديمية في الأسابيع القليلة الماضية، لرويترز في رسالة بالبريد الإلكتروني "أعتقد أنه كان قرارا ضروريا، خاصة فيما يتعلق بشرعية الجائزة". ومع الكشف عن الفضيحة كشفت الأكاديمية أيضا عن تحقيق أظهر أنه جري تسريب أسماء بعض الفائزين بجوائز نوبل.وقال محامي أرنو لرويترز إن موكله ينفي كل الاتهامات فيما يتعلق بسوء السلوك الجنسي وأيضا تسريب أسماء الفائزين. وقالت مؤسسة نوبل المسؤولة عن تنفيذ وصية مخترع الديناميت ألفريد نوبل إن الأزمة التي عصفت بالأكاديمية "أثرت سلبا" علي جائزة نوبل. وقالت المؤسسة في بيان "يؤكد قرارهم جدية الوضع وسيساعد في الحفاظ علي سمعة جائزة نوبل علي المدي البعيد". الأزمة الناتجة عن اتهامات جنسية هي الأولي من نوعها في تاريخ الأكاديمية التي أسهها الملك جوستاف الثالث عام 1786 وما زالت تحت رعاية ملكية. ولم تُمنح الجائزة سبع مرات، معظمها كانت خلال سنوات الحروب، وقد حجبت الجائزة في عام 1935 لعدم وجود مرشح يستحقها. وكانت آخر مرة لم تمنح فيها الجائزة في عام 1943، أي منذ 75 عاماً، وهي مساحة زمنية إذا ما مرت علي الهيئات والكيانات الكبري فإنها تحتفل بما يُعرف باليوبيل الماسي. ويتم الإعلان عن الجائزة، التي تعد واحدة من أرفع الجوائز الثقافية في العالم، في أوائل أكتوبر من كل عام. ولم تمنح جوائز نوبل بين عامي 1940 و1943 بسبب الحرب العالمية الثانية، بينما حصل الروائي الأمريكي وليام فوكنر علي جائزته في 1950 بعد عام من الموعد الأصلي. وقالت الأكاديمية، المؤلفة من عدد من أفراد النخبة الأدبية بالسويد، إنها تسعي لتقديم جائزتين في عام 2019 إحداهما هي جائزة عام 2018. وقال أندرس أوسلون القائم بأعمال الأمين العام الدائم للأكاديمية "وجدنا أن من الضروري تخصيص وقت لاستعادة ثقة الناس في الأكاديمية قبل إعلان الفائز التالي". ملك السويد كارل السادس عشر جوستاف رحب بقرار الأكاديمية، بعدما تدخل بنفسه لتسريع وتيرة التحقيقات، كما أنه لم يكن من الجائز قانوناً أن يستقيل أعضاء الأكاديمية، ولكن الملك كان له رأي آخر، حيث وجه بتغيير القوانين. وقال الملك في بيان "يكشف القرار عن نية الأكاديمية التركيز الآن علي استعادة سمعتها". وقال رئيس الوزراء ستيفان لوفين إنه من الضروري أن "تواصل الأكاديمية الآن العمل بلا كلل علي استعادة ثقة الناس". وبرغم أن الأكاديمية أثارت جدلا من قبل، مثلما حدث عندما منحت الجائزة في عام 2016 للمغني وكاتب الأغاني الأمريكي بوب ديلان، إلا أن الجدل ظل يرتكز بشكل أساسي علي استحقاق الفوز بالجائزة وليس علي الأكاديمية نفسها.