قبل عشرة أشهر تقريبا من بدء تطبيق النظام التعليمي الجديد بداية العام الدراسي المقبل، أعلن الدكتور طارق شوقي عن تفاصيل هذا النظام الذي يجري اختباره حاليا من عدة جهات داخل وزارة التربية والتعليم وخارجها تمهيدا لتطبيقه، غير أنه أيضا مازال يثير مخاوف العديد من أولياء الأمور والمعلمين حول مدي إمكانية تطبيقه وفقا للإمكانيات المتاحة بالمدارس. "آخرساعة" من جانبها قامت بتلخيص بنود النظام الجديد التي أعلن عنها وزير التعليم أمام منتدي شباب العالم، وكذلك ما صرح به للصحفيين وأولياء الأمور في أوقات سابقة، وكذلك ما أعلن عنه بشأن امتحانات الثانوية العامة ووضعتها أمام خبراء التعليم وأولياء الأمور للتعرف علي آرائهم الخاصة بشأنها. في البداية أكد وزير التعليم إن النظام التعليمي الجديد سيطبق بدءا من مرحلة رياض الأطفال مع بداية العام الدراسي المقبل، كما أن فلسفة هذا النظام سيتم تطبيقها علي طلاب الصف الأول الثانوي العام القادم أيضا، وأن المواد التي سيدرسها الطلاب وفقا للنظام الجديد ستكون في شكل مجموعات ولن تكون كل مادة مستقلة بذاتها مثلما هو معتاد، وبالتالي فإن المواد ستتكامل وتتداخل مع بعضها البعض لتكوِّن جانبا معرفيا متكاملا لدي الطالب. وأضاف أنه سيكون هناك مواد اختيارية لطلاب المرحلة الإعدادية، أما طلاب المرحلة الثانوية فسيحظون بدراسة علوماً إنسانية وأنشطة كثيرة دون الارتكان علي المادة العلمية فقط، وأن الهدف من ذلك هو استعادة قيمة التعلم في مدارسنا، وعلي الجانب الآخر فإنه لفت إلي أنه تم إعداد نسخة جديدة لنظام التعليم الفني في مصر، وأن هذه النسخة ستعتمد أيضًا علي استخدام التكنولوجيا، والتعاون مع القطاع الخاص، والتوأمة مع مصادر التعلم الأجنبية . وأوضح أن المنهج الذي يتم وضعه لبدء تطبيقه من العام القادم للأطفال، سيكون مبرمجا في داخله فكرة إعداد الأطفال علي مهارات الحياة والعمل الجماعي والانتماء، والتمكين المبكر في صنع القرار، وسيكون هناك بعض المناهج الجديدة والمتنوعة باللغة العربية، وأكد أنه تم الانتهاء من إعداد مصفوفة المناهج الجديدة ونعمل علي إعداد تدريبات المعلمين وإتاحة الموارد المطلوبة. وفيما يتعلق بالثانوية العامة فإن شوقي أشار إلي أن التقييم في النظام الجديد سيكون نظامًا تراكميًا علي 3 سنوات، مشيرًا إلي أن كل طالب بالصف الأول الثانوي سيتسلم تابلت مصنوعا في مصر بتكنولوجيا ال 4G وسيكون متاحاً لها أعمال صيانة بشكل دوري، مزوّدا عليه المحتوي الدراسي المربوط ببنك المعرفة المصري، قائلا: "مافيش طالب في أولي ثانوي هايشيل ولا ورقة في إيده، ومافيش ورقة هاتدخل الفصل، ومافيش بوكليت في النظام الجديد". وأعلن الوزير أن امتحانات الثانوية العامة في النظام الجديد ستتم بطريقة الكتاب المفتوح وستكون إلكترونية علي التابلت الموجود في يد الطالب وسيكون تصحيح هذه الامتحانات إلكترونيًا، مشيرا إلي أن وزارته انتهت من وضع النظام الإلكتروني الجديد الخاص بالتصحيح الإلكتروني لامتحانات الثانوية، وأن هذا النظام الجديد سيضمن نزاهة التصحيح والتقييم، من دون أن يكون هناك تظلمات علي الدرجات كما هو الوضع القائم حاليا. وأضاف: "إذا استبدلنا الكتاب الورقي بمحتوي رقمي ثم كان الامتحان online إذًا سوف يكون المحتوي الرقمي متاحًا للطالب أثناء الامتحان علي نفس الجهاز الذي يؤدي عليه الامتحان"، مشيرا إلي أن فكرة اللجوء إلي الكتب الرقمية بدلًا من الكتب الورقية، ليس هدفه التوفير فقط مثلما يعتقد البعض، ولكنه يستهدف في المقام الأول التعلُّم والشفافية، والتطور في أساليب التعلُّم والتقييم، واكتساب مهارات حقيقية نستطيع قياسها بدقة، إلا أنه شدد أيضا علي أن هذه الطريقة الجديدة لن تطبق فجأة، ولكن بشكل تدريجي . وأكد الوزير أن امتحانات الثانوية العامة في النظام الجديد لن تكون لها إجابات نموذجية يمكن لمعلمي الدروس الخصوصية تحفيظها للطالب وبالتالي فهذا النظام سيضرب سوق الدروس الخصوصية، وأن المعلم الذي سيدرس لطلاب الثانوية العامة لن يكون هو نفس المعلم الذي سيضع الامتحان، ولن يكون هو مُصححه، معلنا عن وجود مكافآت لمُعلمي الصف الأول الثانوي ستحدد وفقًا لمدي مستوي الطلاب الموجودين في الفصل الذي يدرِّس له كل معلم، وذلك من أجل تنمية دور المدرسة في تربية وتعليم الطلاب. وعلي الجانب الآخر فإن شوقي شدد علي أن هذه التغييرات سيواكبها تغيير في المنظومة الإدارية التي تتعامل مع الطلاب من خلال المدارس، مشيرا إلي أنه في مطلع العام القادم سيتم نشر إعلانات في الصحف للتقدم لوظائف مديري ووكلاء المديريات والإدارات التعليمية ومديري المدارس، وأنه سيتم نشر توصيف واضح لكل وظيفة، وسنشكل لجاناً شفّافة ونظام دقيق لاختيار أكفأ الناس، مشيرًا إلي أنه سيكون من حق القيادات الموجودة حاليا في هذه الوظائف التقديم مثلهم مثل غيرهم. وأضاف الوزير قائلًا: "أنا مؤمن جدًا بأن هذه القيادات الموجودة في المناصب المذكورة لابد أن تكون قادرة علي تغيير التعليم بمفردهم، مؤكدًا أنه لو هناك مدير ناجح سيؤثر تأثيرًا إيجابيا في الطلاب، خاصةً لو كان يعمل تحت رئاسة مدير إدارة ناجح ومدير مديرية ناجح ستكون المنظومة كلها أكثر نجاحًا وتطورًا في الفترة القادمة"، مشيرا إلي أنه سيتم تدريب هؤلاء المسئولين المختارين "علي الفرازة" علي فنون القيادة وطريقة التعامل مع الميزانيات، والإدارة المالية والتفكير الاستراتيجي، كما سنرسلهم في بعثات للخارج للاطلاع علي التجارب الناجحة. وحاول وزير التعليم طمأنة أولياء الأمور من خلال تأكيده علي أنه يعلم جيدًا أن مشاكل التعليم لا حصر لها، ويتابع تخوفات الرأي العام من التغييرات التي ستطرأ علي التعليم، وقال: "نحن نؤكد للجميع أن الحلول التي نضعها لتطوير التعليم، هي حصيلة خبرات السنين في هذا المجال، ولا مثيل لها عالميًا بل هو سبق مصري، وأن هذا هو الحلم الأكبر، للتنافس عالميا". ورغم تطمينات الوزير، إلا أن عددا من أولياء الأمور أبدوا تخوفهم من إحداث تغييرات جذرية علي نظام التعليم، وقالت سماح أبو بكر، أدمن جروب تمرد علي المناهج التعليم علي فيس بوك، إن تطبيق نظام جديد بدءا من طلاب الثانوية العامة يعدُّ أمرا صعبا للغاية، ومن الأفضل أن يكون هناك تجربة أولية علي طلاب المرحلة الإعدادية للمرور بكل مراحل التجربة والوقوف علي كل السلبيات وضمان التدريب والتجريب قبل تطبيقها علي المرحلة الثانوية.. وأضافت: إن ما يصعِّب من الأمر أيضا أننا مازلنا نعاني من مشاكل التعليم الحقيقية التي نراها علي أرض الواقع مثل كثافات الفصول والمدارس التي تعتبر العائق الأكبر والأهم في عملية التعليم بل تم رصد العديد من القري والكفور ليس بها مدارس حكومية أساسًا وهي المناطق الأكثر احتياجا لهذه المدارس علي اعتبار أن وجود مدرسة هو البنية الأساسية للعملية التعليمية.. وعلي جانب آخر قال الدكتور عادل خليفة، مدير مركز البحوث التربوية سابقا، إن اللجوء إلي التعليم الإلكتروني كبديل عن التعليم الورقي التقليدي، أمر نادينا به كثيرا من قبل، إذ إن اللجوء إليه يدخلنا في مجال التنافس مع النظم التعليمية الكبري، لكن شريطة أن يكون هناك بنية أساسية في المدارس من ناحية الفصول التي ينبغي أن تتوفر بها سبورات إلكترونية وأن يكون هناك معلمون مدربون بشكل جيد علي التواصل إلكترونيا مع الطلاب، بجانب توزيع أجهزة التابلت علي الطلاب التي تساعدهم علي التعلُّم.. وأضاف إن نجاح التجربة يتطلب أيضا وجود مناهج تتواكب مع هذا التحول وأن تكون إلكترونية بعيدا عن الكتاب الورقي، مشيرا إلي أن وزارة التربية والتعليم قطعت شوطا كبيرا في مسألة تدريب المعلمين، غير أنه ينقصها تزويد البيئة الأساسية بالأساليب التكنولوجية التي تساعد علي إنجاح خطتها، مشيرا إلي إيجابيات النظام التعليمي الجديد أنه سيقيس قدرات الطلاب الخاصة ومهاراتهم الحياتية المختلفة بجانب التركيز علي الجانب العلمي.