روائية وقاصة واسم بارز في عالم الشعر. لا تنكر فضل والدها الشاعر الكبير في إبحارها في إبداعات الأصفهاني والمتنبي وشكسبير، ونظراً لما اكتسبته من والدها قررت استثمار موهبتها بعدما قدمت الكثير من آرائها السياسية والاجتماعية في مقالاتها الجريئة في العديد من الصحف والمواقع الإلكترونية وتميزت جميعها بالدفاع عن قضايا المرأة، وبخلاف أشعارها قدمت أولي رواياتها "جينا" التي أشاد بها النقاد لتجسيدها فكرة الصراع النفسي الداخلي بين العادات والتقاليد المصرية والعالم الأمريكي من داخل نسيج شخصيات القصة التي حصدت العديد من الجوائز مثل أحسن رواية لعام 2016 في مهرجان المنتدي العربي العالمي للثقافة والسلام والأسكار بالقاهرة، ورغم أنها قدمت الكثير للأغنية المصرية والعربية، إلا أن كتاباتها فرضت نفسها وصارت لا تحتاج إلي صك شهادة برأي جميع النقاد بعدما قدمت كلمات الأغنية والمعالجة الدرامية لفيلم "فستان ملون" صاحب البناء الروائي المتميز بالصلابة والتنوع والبحث عن مواضيع تحاكي أحداث وقضايا المجتمع.. إنها الأديبة رضوي محمد العوضي. تقول رضوي: الموهبة الإبداعية لا تأتي صدفة، بل ترتبط غالباً بالمؤثرات المكانية والبشرية، ولذا فالنشأة كان لها تأثير علي منابع الكتابة الأولي، ففي بيتنا كانت هناك مكتبة متنوعة وبدأت بقراءة كتاب الأغاني لأبو الفرج الأصفهاني، وديوان المتنبي، وكتاب "ألف ليلة وليلة" ويفوق كل ذلك قراءاتي للقرآن الكريم حيث كان وأمي يحفظانه كاملا. وأشارت رضوي إلي أن والدها محمد العوضي (رحمه الله) كان شاعرا متميزا وفنانا تشكيليا، وهو صاحب الفضل في جعلها أكثر قدرة علي استيعاب الثقافة ووصل الأمر لقراءتها أعمال شكسبير وتتذكر أنها اتجهت للكتابة وهي في سن السابعة عشرة ولم تتوقف عن دراستها للأدب الإنجليزي بشكل أكاديمي، رغم تخرجها في كلية الحقوق بجامعة "عين شمس"، وقد تأثرت في تلك السن بسماع الأغنية العربية حيث ارتبط وجدانها بالشعر من خلال أغاني الكثيرين مثل أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ وسعاد محمد، وكان والدها يساعدها علي فهم ما يتوقف عندها من معاني الأبيات. تتذكر رضوي حين كانت جالسة مع والدها تتابعه بشغف بينما كان يكتب كلمات تقول: "أعذريني مستحيل أقدر أسامحك/ أعذريني دي الخيانة شيء في طبعك/ ده أنت خنتي.. خنتي قلبي/ بس خنتي قبل قلبي خنتي قلبك". وتلك الكلمات الإبداعية استمتع بها عشاق الطرب الأصيل، خاصة أن مَنْ غناها المطرب صاحب الصوت الجميل علي الحجار ومعها لا أنسي كلمات والدي وهو يقول لي إن الشعر أبو الفنون، وبالطبع تعلمت من نسيج حياة والدي كتابة القصيدة والقصة، وبالتالي اكتسبت منه أيضاً أن الشعر كمنتج ثقافي يؤثر في كتابة القصة وقراءة الشعر وتذوقه وهما البذرة الأولي للأدب، وأن مَنْ لم يقرأ الشعر لا يستطيع أن يكتب أدباً حقيقياً. رضوي بدأت تجربتها مع الأدب كشاعرة تكتب الأغنية، حيث كتبت العديد من الأغاني لمطربين ومطربات مصريين وعرب، وكتبت مؤخراً كلمات أغنية فيلم "فستان ملون" الذي كتبت له أيضاً المعالجة الدرامية، ونظراً لإبداعاتها لاقي الفيلم استحساناً جماهيرياً، كون الأغنية والمعالجة تترجمان مشاعر المرأة المستقلة العاشقة للحرية وصاحبة الكيان الإيجابي الناجح، والتي تؤثر فيمن حولها في المجتمع وتتأثر بهم. بات واضحاً أن كل كلمة تكتبها رضوي لابد أن تسبقها عاصفة من الاغتراب كونها كثيرة السفر، وتعشق الأمكنة، وإذا خلص العشق أعطتها المدن أسرارها، ومن نبض هذه الأسرار تجيء الكلمة محملة برائحة المكان وأساطير البشر وحكاياتهم. علي جانب آخر، تميزت رضوي في الوسط السياسي بعدة نشاطات خاصة بقضايا المرأة، وتولت منصب أمينة المرأة في عدة أحزاب، وبجانب ذلك كان قلمها خير مترجم ومعبر عن قضايا المرأة في مصر والعالم العربي، عبر مقالات الرأي السياسية التي نشرتها في صحف ومواقع إلكترونية عِدة، مثل مقال "فاطمة القشاش مرات حشاش"، وغيره، حيث كانت من خلال مقالاتها تعرض أيضاً مشكلات ومعاناة المرأة في مجتمع الأسرة والعمل، ونظرا لتنوع كتابات رضوي فقد جسدت قضية مهمة في أولي رواياتها "جينا" تلك الفتاة الأمريكية المصرية، ودارت الرواية حول فكرة الصراع النفسي الداخلي بين العادات والتقاليد الشرقية والعالم الأمريكي، وكذلك الصراع الخارجي من خلال حرب سياسات الدول متجسدة في أمريكا ومصر وإسرائيل. وتؤكد رضوي أنها من هواة الطهي، وعمل الأكلات المتنوعة بمزاج، كما أنها عاشقة للموضة التي تتميز بالبساطة والأناقة دون تكلف، ولا تحب المبالغة في الماكياج، وتعتبر أن الموسيقي والغناء والكتابة هم أبجدية الحرية في الكون، ولكونها خاضت معركة الحياة ومرت بصعوبات وتحديات كثيرة فقد اختارها الوسط الأدبي بطلة وأماً مثالية، ما جعلها تحظي بشيم القادة.. تقف خلف المجتهدين لدعم مسيرتهم بكل طموح.